ماذا قالوا عن رباعية " رقصة الموتى "؟
(1)
قراءة في "لأنّها أنثى"
القسم الرابع من ضمن رباعية القاص عباس عجاج " رقصة الموتى "
الأستاذة مريم بغيبغ/ الجزائر - جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل.
يغامر القاص الجهبذ العراقي "عباس عجاج البدري" في كتابات قصصية قصيرة جدّا، بلغة مجنّحةٍ، ينقلنا من خلالها إلى عوالم الأنثى بحسٍّ سردي ساحر و ساخر في الوقت ذاته.
بأسلوب مغاير عن السّائد، يتطفّل على الأنثى يساومها و يسائلها ...ثمّ يطالبها بالهدوء عند اطّلاعها على خبايا صندوقه الأزرق.
تعدّ المجموعة القصصية القصيرة جدّا "ولأنّها أنثى " مجموعة جريئة في طرحها، في جنس أدبيّ عصيّ مازال يعتبر مهرّبا من أمريكا اللاتينية، ومازال لم يتّفق دارسوه على مصطلحٍ واحد يدلّ عليه، فأي كان :ومضة حكائية أو نصا مكروسرديا أو نصيصا أو شذرة أو قصيصة أو أقصودة.... فقد برع الكاتب في كتابته مخترقا من خلاله أسرار الأنثى بسخرية ظاهرة قد تثير الضّحك لكنّه ممزوج بالحزن، لأنّه يلامس جراحاتها وعذاباتها.
وأنت تقرأ "ولأنّها أنثى "ستكون الدّهشة رفيقتك ستبحر فيها حدّ الغرق ولكنّك حتما ستستفيق مرتبكا حينما تفاجئك قفلاتها.
لقد حاكت عناوين المجموعة عوالم الأنثى وارتدت صفاتها :" امرأة أخرى، لعبة بنات، رضاعة طبيعيّة، محراب غانية، زوجة واحدة لا تكفي، زير نساء، صويحبات يوسف، الطريق إلى قلب الرجل، فياجرا...إلخ
لم يهتمّ الكاتب بضرورة أن يكون العنوان كلمة واحدة مفردة ونكرة، فاهتمامه كان منصبّا على "الأنثى"...فجاءت العناوين مركّبة لكنّها استطاعت أن تجذب المتلقي بجماليتها ودلالاتها، وقد تمارس عليه فتنتها وكيدها الذي استمدّته من موضوعها ألا وهو " الأنثى".
ما يميّز هذه المجموعة السّاخرة حضور الرّجل بجوار هذه الأنثى...ولكنّ ليس أيّ رجل وإنّما هو "حميدان" هذه الشّخصيّة الافتراضية التي نسجت من خيال الكاتب، ويبدو أنّ حميدان قد جاوز الشّخصيّة التراثية المعروفة باسم "جحا" ، لأنّه معاصر وحداثيّ حتّى النّخاع ويتحدّث في كلّ شيء بطلاقة وبدون حدود، نجده يتحدّث "عن الأنثى والسياسة، والمجتمع...فحميدان لا يهدأ أبدا، في الأخير يفاجئنا كما فاجأ حبيبته بهديّة من العيار الثّقيل في عيد الحبّ عندما "يأتي لها بضرّة ".
حميدان في قصص الرائد "عباس عجاج "...شخصيّة استطاعت بنقدها السّاخر للمجتمع أن تضع يدها على الجرح العربي وقالت ما لم نستطع قوله، حيث رفضت التّدخل الأمريكي في الشّأن العربي ولم تسمح له بتقسيمه لأنّنا في الأساس نحن من قام بذلك ....لكنّ حميدان يظل عاجزا أمام الأنثى ففي محاولة له لهجوم مباغت، قام بتكسير علبة الماكياح.
مجموعة " ولأنّها أنثى" تفوّقت على الأشكال النّثرية القديمة مثل "النادرة، والنكتة، والطرفة، والأحجية...لأنّها تحمل همّا اجتماعيا استخدم فيها الكاتب تقنيات حداثية: كالتّشظي والاسترجاع، والإكثار من نقاط الحذف، وتسريع الزمن، وانتقاء الأوصاف، والميل إلى الاختزال والتكثيف والاقتصاد اللغوي، وتخييب آمال الانتظار وتنويع الرّؤى السردية...
"ولأنّها أنثى" استطاعت الكشف عن الحوامل الممكنة للثنائيات الضديّة...فهنيئا للقارئ وللمكتبة العربيّة بهذه المجموعة التّي سيكون لها دورا مهمّا في تطوير تقنيات الكتابة في القصّة القصيرة جدّا.
(1)
قراءة في "لأنّها أنثى"
القسم الرابع من ضمن رباعية القاص عباس عجاج " رقصة الموتى "
الأستاذة مريم بغيبغ/ الجزائر - جامعة محمد الصديق بن يحيى جيجل.
يغامر القاص الجهبذ العراقي "عباس عجاج البدري" في كتابات قصصية قصيرة جدّا، بلغة مجنّحةٍ، ينقلنا من خلالها إلى عوالم الأنثى بحسٍّ سردي ساحر و ساخر في الوقت ذاته.
بأسلوب مغاير عن السّائد، يتطفّل على الأنثى يساومها و يسائلها ...ثمّ يطالبها بالهدوء عند اطّلاعها على خبايا صندوقه الأزرق.
تعدّ المجموعة القصصية القصيرة جدّا "ولأنّها أنثى " مجموعة جريئة في طرحها، في جنس أدبيّ عصيّ مازال يعتبر مهرّبا من أمريكا اللاتينية، ومازال لم يتّفق دارسوه على مصطلحٍ واحد يدلّ عليه، فأي كان :ومضة حكائية أو نصا مكروسرديا أو نصيصا أو شذرة أو قصيصة أو أقصودة.... فقد برع الكاتب في كتابته مخترقا من خلاله أسرار الأنثى بسخرية ظاهرة قد تثير الضّحك لكنّه ممزوج بالحزن، لأنّه يلامس جراحاتها وعذاباتها.
وأنت تقرأ "ولأنّها أنثى "ستكون الدّهشة رفيقتك ستبحر فيها حدّ الغرق ولكنّك حتما ستستفيق مرتبكا حينما تفاجئك قفلاتها.
لقد حاكت عناوين المجموعة عوالم الأنثى وارتدت صفاتها :" امرأة أخرى، لعبة بنات، رضاعة طبيعيّة، محراب غانية، زوجة واحدة لا تكفي، زير نساء، صويحبات يوسف، الطريق إلى قلب الرجل، فياجرا...إلخ
لم يهتمّ الكاتب بضرورة أن يكون العنوان كلمة واحدة مفردة ونكرة، فاهتمامه كان منصبّا على "الأنثى"...فجاءت العناوين مركّبة لكنّها استطاعت أن تجذب المتلقي بجماليتها ودلالاتها، وقد تمارس عليه فتنتها وكيدها الذي استمدّته من موضوعها ألا وهو " الأنثى".
ما يميّز هذه المجموعة السّاخرة حضور الرّجل بجوار هذه الأنثى...ولكنّ ليس أيّ رجل وإنّما هو "حميدان" هذه الشّخصيّة الافتراضية التي نسجت من خيال الكاتب، ويبدو أنّ حميدان قد جاوز الشّخصيّة التراثية المعروفة باسم "جحا" ، لأنّه معاصر وحداثيّ حتّى النّخاع ويتحدّث في كلّ شيء بطلاقة وبدون حدود، نجده يتحدّث "عن الأنثى والسياسة، والمجتمع...فحميدان لا يهدأ أبدا، في الأخير يفاجئنا كما فاجأ حبيبته بهديّة من العيار الثّقيل في عيد الحبّ عندما "يأتي لها بضرّة ".
حميدان في قصص الرائد "عباس عجاج "...شخصيّة استطاعت بنقدها السّاخر للمجتمع أن تضع يدها على الجرح العربي وقالت ما لم نستطع قوله، حيث رفضت التّدخل الأمريكي في الشّأن العربي ولم تسمح له بتقسيمه لأنّنا في الأساس نحن من قام بذلك ....لكنّ حميدان يظل عاجزا أمام الأنثى ففي محاولة له لهجوم مباغت، قام بتكسير علبة الماكياح.
مجموعة " ولأنّها أنثى" تفوّقت على الأشكال النّثرية القديمة مثل "النادرة، والنكتة، والطرفة، والأحجية...لأنّها تحمل همّا اجتماعيا استخدم فيها الكاتب تقنيات حداثية: كالتّشظي والاسترجاع، والإكثار من نقاط الحذف، وتسريع الزمن، وانتقاء الأوصاف، والميل إلى الاختزال والتكثيف والاقتصاد اللغوي، وتخييب آمال الانتظار وتنويع الرّؤى السردية...
"ولأنّها أنثى" استطاعت الكشف عن الحوامل الممكنة للثنائيات الضديّة...فهنيئا للقارئ وللمكتبة العربيّة بهذه المجموعة التّي سيكون لها دورا مهمّا في تطوير تقنيات الكتابة في القصّة القصيرة جدّا.