التلمذة هي مرحلة الاستعداد والتهيؤ لانتهال رشفات ثقافية أولية تسهم في إعداد المنتهل للمستقبل كتحصيل حاصل.
إنها تسهم في تقدم التلميذ وترشده في مرحلته العمرية الأولى وكان قد تعلم في أحد الكتاتيب وأتقن القراءة والكتابة ويصادف أحياناً أن تتوفر معالم النبوغ لدى هذا التلميذ وحالياً تشكل المدرسة الابتدائية المرحلة الأولى من التلمذة.
هذا النبوغ يستند الى موهبة ذاتية تكمن في ذات التلميذ نفسه من خلال توفر الملكة الفكرية عنده والمسبوقة باستعداد فطري ينمي هذه الملكة الفكرية فيما بعد حيث تسبقها أدوات يسهم ظهورها في تنمية امتلاك التلميذ زمام أمره الذي يجعل هذه الملكة الأدبية تمتلك إطاراً شعرياً يمهد الى صلة الإنسان عموماً والشاعر خصوصاً بالتراث القديم كتغذية راجعة تنمي هذه الموهبة وتجعلها ذات تأثير في الفن الشعري.
وتبقى الموهبة عاجزة عن أداء مهمتها ما لم يتعهدها الشاعر بالعناية والرعاية ويغذيها بما تفتقر إليه من رفدها بالمعلومات التي منها حفظ كمية وافرة من أقوال شعرية قيلت في مناسبات سابقة، أي ان حفظ مئات الأبيات من الشعر كفيل بتنمية ملكة النظم.
حيث تلتصق الموهبة بالتراكم الكمي الذي يرسخ الأصول الشعرية من خلال تأثر الشاعر بأحداث (زمكانية) تجعلة قادراً على الاغتراف من ينابيع المعرفة الإنسانية، علماً أن مفهوم التلمذة موغل في القدم منذ العصر الجاهلي: حيث كان الشاعر في بدايات حياته الشعرية ملازماً لشاعر آخر أثبت وجوده كشاعر فيصبح راوية لشعره: فزهير بن أبي سلمى كان راوية لشعر أوس، والحطيئة كان راوية لشعر زهير، وهكذا بقية الشعراء.
في وقت يستمر فيه الشاعر (الجديد) في النظم الذي سيصقل موهبته ويفصح عن مكونات ثقافته الشعرية كما فعل الفرزدق حيث عرض بقصيدة له مكونات ثقافته الأدبية من خلال حفظه لكثير من شعر أصحاب المعلقات السبع كامرئ القيس ولبيد بن ربيعة وطرفة بن العبد وغيرهم من شعراء المعلقات.
إن الاهتمام بالمحفوظ نصاً كان ظاهرة أدبية استأثرت باهتماتم كثير من الشعراء: فهذا الأصمعي يمتحن ابا نؤاس فيجده قد حفظ شعراً لثمانين امرأة شاعرة.
ويروى عن أبي تمام أنه كان يحفظ ألف ارجوزة وجاء في مقدمة ابن خلدون أن الشاعر يحتاج الى الشعر محفوظاً في ذاكرته كصفة أدبية حيث لاحظ ان ابن ابي ربيعة وكثير عزة وذي الرمة وجرير وأبو نؤاس وحبيب بن أوس الطائي والبحتري والرضي وأبو فراس الحمداني الذين ذكرهم (كتاب الأغاني) جامعين أشعار الطبقة الإسلامية من الشعراء وما اختاروه من شعر الجاهلية.
وهذا يعني اننا أمام موروث شعري كبير في حجمه المعرفي غني في بلاغته أسهم كثيراً في صقل موهبة الشعراء وقوَّم ملكتهم الأدبية الأمر الذي يؤدي الى تعزيز عملية الالتصاق الشديد بالنماذج الشعرية المساهمة في صنع إنتاج الشاعر بصبغة من حفظ له أي التأثر به واستيعاب تجربته الشعرية بما حفظ من الشعر ومن ثم إغداقها في قوالب شعرية جديدة تفصح عن هوية الشاعر نفسه، علماً ان استيعاب أدوات النحو يسهم في تقويم لسان الشاعر ويهذب نطقه وينمي حالات الإعراب عنده في استيعاب قواعد العروض التي تجعله قادراً على قول الشعر وفق بحوره التي استوعبها الأمر بصقل الموهبة ويطورها عند الشاعر فيستطيع التعبير عما يجول في خاطره من الصور والمعاني البلاغية وهو يصعد في مخيلته الى ذرى المعرفة.
يضاف الى هذا إلمام الشاعر بطائفة من المعارف الى جانب تعزيز ثقافته الأدبية بتوسيع دائرة معارفه، الأمر الذي يجعله شاعراً ملماً بثقافة عربية واسعة أسهمت في إنضاج تجربته الشعرية.
وفي هذا الصدد يقول ابن قتيبة: "ومن أراد أن يكون عالماً فليطلب فناً واحداً ومن أراد أن يكون أديباً فليتسع في العلوم".
وعليه:
يبقى الشاعر مطالباً باستيعاب طائفة من المعارف الى جانب ثقافته الشعرية كون هذه المعارف تشكل جانباً مهماً من ثقافة الشاعر، الأمر الذي يجعل الشاعر قادراً على الاضطلاع بمهمته الأدبية المساهمة في تطوير مجتمعه وإعلاء شأن وطنه تيمناً بقول شوقي:
وطني لو شٌغلِتٌ بالخلد عنه = نازعتني إليه بالخلد نفسي.
إنها تسهم في تقدم التلميذ وترشده في مرحلته العمرية الأولى وكان قد تعلم في أحد الكتاتيب وأتقن القراءة والكتابة ويصادف أحياناً أن تتوفر معالم النبوغ لدى هذا التلميذ وحالياً تشكل المدرسة الابتدائية المرحلة الأولى من التلمذة.
هذا النبوغ يستند الى موهبة ذاتية تكمن في ذات التلميذ نفسه من خلال توفر الملكة الفكرية عنده والمسبوقة باستعداد فطري ينمي هذه الملكة الفكرية فيما بعد حيث تسبقها أدوات يسهم ظهورها في تنمية امتلاك التلميذ زمام أمره الذي يجعل هذه الملكة الأدبية تمتلك إطاراً شعرياً يمهد الى صلة الإنسان عموماً والشاعر خصوصاً بالتراث القديم كتغذية راجعة تنمي هذه الموهبة وتجعلها ذات تأثير في الفن الشعري.
وتبقى الموهبة عاجزة عن أداء مهمتها ما لم يتعهدها الشاعر بالعناية والرعاية ويغذيها بما تفتقر إليه من رفدها بالمعلومات التي منها حفظ كمية وافرة من أقوال شعرية قيلت في مناسبات سابقة، أي ان حفظ مئات الأبيات من الشعر كفيل بتنمية ملكة النظم.
حيث تلتصق الموهبة بالتراكم الكمي الذي يرسخ الأصول الشعرية من خلال تأثر الشاعر بأحداث (زمكانية) تجعلة قادراً على الاغتراف من ينابيع المعرفة الإنسانية، علماً أن مفهوم التلمذة موغل في القدم منذ العصر الجاهلي: حيث كان الشاعر في بدايات حياته الشعرية ملازماً لشاعر آخر أثبت وجوده كشاعر فيصبح راوية لشعره: فزهير بن أبي سلمى كان راوية لشعر أوس، والحطيئة كان راوية لشعر زهير، وهكذا بقية الشعراء.
في وقت يستمر فيه الشاعر (الجديد) في النظم الذي سيصقل موهبته ويفصح عن مكونات ثقافته الشعرية كما فعل الفرزدق حيث عرض بقصيدة له مكونات ثقافته الأدبية من خلال حفظه لكثير من شعر أصحاب المعلقات السبع كامرئ القيس ولبيد بن ربيعة وطرفة بن العبد وغيرهم من شعراء المعلقات.
إن الاهتمام بالمحفوظ نصاً كان ظاهرة أدبية استأثرت باهتماتم كثير من الشعراء: فهذا الأصمعي يمتحن ابا نؤاس فيجده قد حفظ شعراً لثمانين امرأة شاعرة.
ويروى عن أبي تمام أنه كان يحفظ ألف ارجوزة وجاء في مقدمة ابن خلدون أن الشاعر يحتاج الى الشعر محفوظاً في ذاكرته كصفة أدبية حيث لاحظ ان ابن ابي ربيعة وكثير عزة وذي الرمة وجرير وأبو نؤاس وحبيب بن أوس الطائي والبحتري والرضي وأبو فراس الحمداني الذين ذكرهم (كتاب الأغاني) جامعين أشعار الطبقة الإسلامية من الشعراء وما اختاروه من شعر الجاهلية.
وهذا يعني اننا أمام موروث شعري كبير في حجمه المعرفي غني في بلاغته أسهم كثيراً في صقل موهبة الشعراء وقوَّم ملكتهم الأدبية الأمر الذي يؤدي الى تعزيز عملية الالتصاق الشديد بالنماذج الشعرية المساهمة في صنع إنتاج الشاعر بصبغة من حفظ له أي التأثر به واستيعاب تجربته الشعرية بما حفظ من الشعر ومن ثم إغداقها في قوالب شعرية جديدة تفصح عن هوية الشاعر نفسه، علماً ان استيعاب أدوات النحو يسهم في تقويم لسان الشاعر ويهذب نطقه وينمي حالات الإعراب عنده في استيعاب قواعد العروض التي تجعله قادراً على قول الشعر وفق بحوره التي استوعبها الأمر بصقل الموهبة ويطورها عند الشاعر فيستطيع التعبير عما يجول في خاطره من الصور والمعاني البلاغية وهو يصعد في مخيلته الى ذرى المعرفة.
يضاف الى هذا إلمام الشاعر بطائفة من المعارف الى جانب تعزيز ثقافته الأدبية بتوسيع دائرة معارفه، الأمر الذي يجعله شاعراً ملماً بثقافة عربية واسعة أسهمت في إنضاج تجربته الشعرية.
وفي هذا الصدد يقول ابن قتيبة: "ومن أراد أن يكون عالماً فليطلب فناً واحداً ومن أراد أن يكون أديباً فليتسع في العلوم".
وعليه:
يبقى الشاعر مطالباً باستيعاب طائفة من المعارف الى جانب ثقافته الشعرية كون هذه المعارف تشكل جانباً مهماً من ثقافة الشاعر، الأمر الذي يجعل الشاعر قادراً على الاضطلاع بمهمته الأدبية المساهمة في تطوير مجتمعه وإعلاء شأن وطنه تيمناً بقول شوقي:
وطني لو شٌغلِتٌ بالخلد عنه = نازعتني إليه بالخلد نفسي.