1
تميل الدراسات النقدية الحديثة إلى تفكيك النص إلى مكوناته الظاهرة والخفية، المعاصرة الدلالة والتراثية، بغية الوصول بالتحليل إلى مضان النص القصية وابعاده، وطوال قرن من المعالجات النقدية المختلفة الإتجاهات والمدارس، تحولت النصوص الأدبية إلى حقول معرفية غنية بالدرس والكشوفات، ويكاد نقدنا العربي يفتقر إلى مثل هذه التحليلات العميقة للجملة الفنية، ليس لأن نقدنا يهتم بالدلالة أكثر من الدال، إنما افتقاره للمنهجية يجعله يتناول النصوص بكلياتها دون تفاصيلها.، ولأننا لم نستعر طاقة الخيال والتأويل في النقد، ولم نذهب بعيدا لما وراء النص المعلن، لنكتشف ثمة نصوصا مختفية مقموعة وقد غطاها النص المعلن بقوته، وقد نكتشف العمق الاجتماعي المتعدد الأصوات بعتدد اللهجات الفنية لشرائج المجع،هذه النصوص المخفية أصبحت اليوم معلنة وواضحة لمن يريد أن يزيح قشرة النص المعلن الظاهرية عنها، ويغور بآلية بحث جديدة، ليجد أن سطح التربة ليس الأرض، وأن أي عمق فيها هو تربة جديدة، وهكذا إلى أن تصل للصخور المنصهرة في حمية النار والحجر، من هناك يمكن أن تعود ثانية للكيفية التي تكون بها سطح الأرض/ النص، فتجده ممتدا إلى تلك الأعماق وغارقا في اختلاط المواد واللغة، ومتكونا عبر صياغات جدلية منفتحة على التجريب، ومنطلقة في الفضاء الخارجي تستطلع نور الشمس من جديد.. هذه النصوص هي حقل لم يطو مساره بعد تحت أي قدم لخيول المعرفة..
ميادين نقدية
الجملة الفنية، واحدة من ميادين النقد الجديد، بالرغم مما كتب حولها في الادب الأجنبي، وما عولجت به من دروس وكتب وفنون، هذه الجملة ليس معنية بنوع أدبي أو فني، بل هي كيان فني يلازم كل منتج ثقافي وغير ثقافي، فهي موجودة في النص الأدبي وفي الفيلم، وفي العمارة، وفي هندسة الطرق، وفي الشوارع، والأرصفة، وفي الأسواق، كما هي في الرواية، والقصة، والشعر، والمسرح، والموسيقى، هي جملة المكان، وجملة الزمان، وجملة الفيلم، وجملة الضوء، وجملة الديكور، وجملة الحكاية، وجملة المشهد، وجملة الفوتوغراف، وجملة اللوحة التشكيلية، وجملة النقد، وجملة النثر، وجملة الموسيقى، وجملة الملحمة، وجملة الخطابة، وجملة العمود الصحفي، وجملة قصة الطفل...الخ.. الجملة الفنية هي اللبنة التي تتشكل منها مكونات النص، وهي القدرة التي لا تنضب التي يتوالد منها بقية السرد أو الشعرية، الجملة الفنية جزئية العمل التي تشكل سمة اسلوبية قارة، وخليته الحية التي تتوالد بأشكال معرفية متدرجة، ومادته الكرياتية التي تجعل الدم يسير في عروق النص وفي المجتمع معا..
2
إلا أن هذه الجملة ليست واحدة في كل الأحوال، ولا تقال بطريقة متشابهة دائما حتى لدى الكاتب الواحد أو في النص الواحد، ليس لأنها تخضع لقانون بنية النص الذي تمثله، إنما للقدرة الفكرية التي يمكنّها المؤلف من أن تظهر به بأشكال مختلفة دون أن تفقد هويتها، إنها تعيش هناك في المختلف الأسلوبي واللغوي في النص، إنها القدرة التي تتشكل باطياف مختلفة دون أن تفقد سياقها وخصوصيتها،ما أن تراها كتلة صغيرة متكررة في اللوحة الفنية حتى تكتشف أن دواخلها وتراكيبها مختلفة من كتلة إلى أخرى، ومن لون إلى آخر، ومن خط إلى آخر، ومثلها يحدث في القصيدة ثمة جملة قارة فيها تتكرر بأشكال عديدة وبتراكيب مختلفة، لكنها واحدة من حيث أنها تشكل سداة القصيدة، هذه الجملة مبنية على خمسة أسس:
الأساس الأول، أنها منبثقة من محتوى النص ومعبرة عنه، وحاملة لافكاره.
ولا يجوز أن تخرج عن السياق العام للنص حتى لو جاءت مكتوبة باشكال فنية مختلفة.ومن هنا يتيح للناقد ان يرى إلى تعددية الاساليب في النص من انها نتيجة لبنى جملية مختلفة.
الأساس الثاني، أنها جملة غامضة ولودة، مبهمة ومركبة، لها امكانيات التشكل والتغيير.بمعنى أن لها ما تخفيه في أحشائها. حتى لو كانت مقروءة وتبدو عادية، ففي الشعر تكون الجملة الشعرية انزياحا عن الجمل اليومية المتداولة ولذلك لا تركن لقراءتها لما تعرف عن معنى كلماتها عليك ان تذهب إلى تشكلاتها العميقة وفضاءاتها غير المرئية.
الأساس الثالث، أنها تمثل جزءا من اسلوبية المؤلف وشخصيته وقد تمثل الشخصية في النص او الراوي،، إذ يمكنك أن تتلمسها في نصوص عديدة من النوع نفسه.
ومن كتابات المؤلف نفسه، ولو ان مثل هذه السمة لا تكون جيدة، لان النوع الأدبي يفرض جملته تبعا للأحداث ولسجايا الشخصيات.
الأساس الرابع، أن لكل فن جملته ذات التراكيب الخاصة بنوعيته، ولا يمكن أن تتشابه جملة القصة القصيرة وجملة القصيدة أو الرواية والمسرحية أو اللوحة الفنية أو المقطوعة الموسيقية أوجملة الصورة الفوتوغرافية، كما لا تتشابه جملة عمارة لكوربوزية وجملة لعمارة قحطان المدفعي أو رفعت الجادرجي أو محمد مكية..
الأساس الخامس، أن اختيار الجملة الفنية للنص لا تتم مسبقا، انها تتكون من ترددات النص الداخلية وحركية المحتوى عبر تعاريج النص وتداخلاته مع تنوعات الحدث، ربما يمكن القول ان الجملة الفنية لا تعرف خصائصها إلا بعد أن ينتهي العمل الفني، أنها تبدأ حيث الأحساس بالكتابة أو الرسم يتم دون سابق إنذارأنها تطرق بابك فتفتح لك كل المسالك، وهناك يتشكل جو ومناخ العمل الذي يفرز جملته التي تلازم العمل الفني دون أن يكون ثمة قصيدة مسبقة بها.
وتفشل أعمال كثيرة عندما يضع الكاتب أو الفنان الثيمة قبل العمل، الثيمة وجملتها تكتمل أثناء الرحلة وليس قبلها، بالرغم من ضرورة وجود خطوط أولية غير مكتملة للسفر..
... هذه هي المشكلة، فليس كل جملة تصلح أن تكون للقصة أو للرواية، وهي المعنية بالمسرحية أو قصص الأطفال، وليس كل جملة مكتملة النحو والصرف والبلاغة يمكنها أن تكون في موقع غير الموقع الذي يخصها، وليست كل جملة مكتملة البناء يمكنها أن تعطي معنى يتساوق ومعنى النص، فلكل جملة بلاغتها المستمدة من النوع الذي تمثله، ولكل جملة حدودها المعرفية، وأفضل الجمل تلك التي لم تشعرك أنها وحدها في النص، الجملة التي تؤلف عشيرة النص.. ولذلك لا بلاغة قارة لكل الجمل، ولا نحو متماثلا في كل الجمل، ولا مفردات محددة تمثل جملا مكتملة.. الجملة نص له ما للنص من ميزات وقواعد قول وبناء وتكوين وفكرة.
في السياق ذاته ليست الجملة كلمة محددة حتى لو امتلكت معنى، بل الجملة هي التكوين الذي يشكل سمه عامة لأسلوبية النص، وحول هذه المهمة تكون الجملة بنية مهيمنة في النص كي تمكن من أن تسبغ سياقاتها على بقية النص، ولذلك لا نجد صورة مقربة لهذا الفهم أكثر من الفنون المكثفة، اعني القصيدة والقصة القصيرة واللوحة الفنية ومسرحية الفصل الواحد، والفيلم السينمائي، والوثيقة الفنية، والمقالة الصحفية والنقدية، والمقطوعة الموسيقية، في حين تكون جملة الرواية والمسرحية المتعددة الفصول والسمفونية، والملحمة، والنصب الكبيرة، أوسع مهمة وأكثر تشعباً.
مميزات فنية
في هذه الدراسة نحاول أن نبين المميزات الفنية الخاصة بكل جملة فنية تخص نوعا معينا من الأنواع الأدبية.
نحن نعتقد أن هدف بنية الجملة الفنية في القصيدة لا يشبه هدف البنية الفنية في القصة القصيرة، ولا هدفها في الرواية أو المسرحية، أو في اللوحة الفنية..
فالاهداف تضغط على تراكيب الجمل فتغير من سياقاتها، كما أن بنية الجملة الفنية في السينما، هي غيرها في المسرح، وفي اللوحة التشكيلية ما يعني ان للفضاء دورا في صياغة مفرداتها، وكذلك تكون بنية الجملة الفنية المكانية هي غيرها بنية الجملة الزمانية أو الضوئية أو الفلسفية..
في هذه المعالجة نحاول أن نسلط الضوء على خصوصيات كل جملة،هدفنا النقدي هو الوقوف على المكونات الجزئية الأساسية التي تكون النص، وهي مهمة نقدية تنتمي للحداثة التي تميل في هذه المرحلة إلى تفكيك بينة النص والانتباه لجزئياته قبل أن يكون النص وحدة يمكن تداولها نقديا بمتغيراتها الأسلوبية والفكرية.
تميل الدراسات النقدية الحديثة إلى تفكيك النص إلى مكوناته الظاهرة والخفية، المعاصرة الدلالة والتراثية، بغية الوصول بالتحليل إلى مضان النص القصية وابعاده، وطوال قرن من المعالجات النقدية المختلفة الإتجاهات والمدارس، تحولت النصوص الأدبية إلى حقول معرفية غنية بالدرس والكشوفات، ويكاد نقدنا العربي يفتقر إلى مثل هذه التحليلات العميقة للجملة الفنية، ليس لأن نقدنا يهتم بالدلالة أكثر من الدال، إنما افتقاره للمنهجية يجعله يتناول النصوص بكلياتها دون تفاصيلها.، ولأننا لم نستعر طاقة الخيال والتأويل في النقد، ولم نذهب بعيدا لما وراء النص المعلن، لنكتشف ثمة نصوصا مختفية مقموعة وقد غطاها النص المعلن بقوته، وقد نكتشف العمق الاجتماعي المتعدد الأصوات بعتدد اللهجات الفنية لشرائج المجع،هذه النصوص المخفية أصبحت اليوم معلنة وواضحة لمن يريد أن يزيح قشرة النص المعلن الظاهرية عنها، ويغور بآلية بحث جديدة، ليجد أن سطح التربة ليس الأرض، وأن أي عمق فيها هو تربة جديدة، وهكذا إلى أن تصل للصخور المنصهرة في حمية النار والحجر، من هناك يمكن أن تعود ثانية للكيفية التي تكون بها سطح الأرض/ النص، فتجده ممتدا إلى تلك الأعماق وغارقا في اختلاط المواد واللغة، ومتكونا عبر صياغات جدلية منفتحة على التجريب، ومنطلقة في الفضاء الخارجي تستطلع نور الشمس من جديد.. هذه النصوص هي حقل لم يطو مساره بعد تحت أي قدم لخيول المعرفة..
ميادين نقدية
الجملة الفنية، واحدة من ميادين النقد الجديد، بالرغم مما كتب حولها في الادب الأجنبي، وما عولجت به من دروس وكتب وفنون، هذه الجملة ليس معنية بنوع أدبي أو فني، بل هي كيان فني يلازم كل منتج ثقافي وغير ثقافي، فهي موجودة في النص الأدبي وفي الفيلم، وفي العمارة، وفي هندسة الطرق، وفي الشوارع، والأرصفة، وفي الأسواق، كما هي في الرواية، والقصة، والشعر، والمسرح، والموسيقى، هي جملة المكان، وجملة الزمان، وجملة الفيلم، وجملة الضوء، وجملة الديكور، وجملة الحكاية، وجملة المشهد، وجملة الفوتوغراف، وجملة اللوحة التشكيلية، وجملة النقد، وجملة النثر، وجملة الموسيقى، وجملة الملحمة، وجملة الخطابة، وجملة العمود الصحفي، وجملة قصة الطفل...الخ.. الجملة الفنية هي اللبنة التي تتشكل منها مكونات النص، وهي القدرة التي لا تنضب التي يتوالد منها بقية السرد أو الشعرية، الجملة الفنية جزئية العمل التي تشكل سمة اسلوبية قارة، وخليته الحية التي تتوالد بأشكال معرفية متدرجة، ومادته الكرياتية التي تجعل الدم يسير في عروق النص وفي المجتمع معا..
2
إلا أن هذه الجملة ليست واحدة في كل الأحوال، ولا تقال بطريقة متشابهة دائما حتى لدى الكاتب الواحد أو في النص الواحد، ليس لأنها تخضع لقانون بنية النص الذي تمثله، إنما للقدرة الفكرية التي يمكنّها المؤلف من أن تظهر به بأشكال مختلفة دون أن تفقد هويتها، إنها تعيش هناك في المختلف الأسلوبي واللغوي في النص، إنها القدرة التي تتشكل باطياف مختلفة دون أن تفقد سياقها وخصوصيتها،ما أن تراها كتلة صغيرة متكررة في اللوحة الفنية حتى تكتشف أن دواخلها وتراكيبها مختلفة من كتلة إلى أخرى، ومن لون إلى آخر، ومن خط إلى آخر، ومثلها يحدث في القصيدة ثمة جملة قارة فيها تتكرر بأشكال عديدة وبتراكيب مختلفة، لكنها واحدة من حيث أنها تشكل سداة القصيدة، هذه الجملة مبنية على خمسة أسس:
الأساس الأول، أنها منبثقة من محتوى النص ومعبرة عنه، وحاملة لافكاره.
ولا يجوز أن تخرج عن السياق العام للنص حتى لو جاءت مكتوبة باشكال فنية مختلفة.ومن هنا يتيح للناقد ان يرى إلى تعددية الاساليب في النص من انها نتيجة لبنى جملية مختلفة.
الأساس الثاني، أنها جملة غامضة ولودة، مبهمة ومركبة، لها امكانيات التشكل والتغيير.بمعنى أن لها ما تخفيه في أحشائها. حتى لو كانت مقروءة وتبدو عادية، ففي الشعر تكون الجملة الشعرية انزياحا عن الجمل اليومية المتداولة ولذلك لا تركن لقراءتها لما تعرف عن معنى كلماتها عليك ان تذهب إلى تشكلاتها العميقة وفضاءاتها غير المرئية.
الأساس الثالث، أنها تمثل جزءا من اسلوبية المؤلف وشخصيته وقد تمثل الشخصية في النص او الراوي،، إذ يمكنك أن تتلمسها في نصوص عديدة من النوع نفسه.
ومن كتابات المؤلف نفسه، ولو ان مثل هذه السمة لا تكون جيدة، لان النوع الأدبي يفرض جملته تبعا للأحداث ولسجايا الشخصيات.
الأساس الرابع، أن لكل فن جملته ذات التراكيب الخاصة بنوعيته، ولا يمكن أن تتشابه جملة القصة القصيرة وجملة القصيدة أو الرواية والمسرحية أو اللوحة الفنية أو المقطوعة الموسيقية أوجملة الصورة الفوتوغرافية، كما لا تتشابه جملة عمارة لكوربوزية وجملة لعمارة قحطان المدفعي أو رفعت الجادرجي أو محمد مكية..
الأساس الخامس، أن اختيار الجملة الفنية للنص لا تتم مسبقا، انها تتكون من ترددات النص الداخلية وحركية المحتوى عبر تعاريج النص وتداخلاته مع تنوعات الحدث، ربما يمكن القول ان الجملة الفنية لا تعرف خصائصها إلا بعد أن ينتهي العمل الفني، أنها تبدأ حيث الأحساس بالكتابة أو الرسم يتم دون سابق إنذارأنها تطرق بابك فتفتح لك كل المسالك، وهناك يتشكل جو ومناخ العمل الذي يفرز جملته التي تلازم العمل الفني دون أن يكون ثمة قصيدة مسبقة بها.
وتفشل أعمال كثيرة عندما يضع الكاتب أو الفنان الثيمة قبل العمل، الثيمة وجملتها تكتمل أثناء الرحلة وليس قبلها، بالرغم من ضرورة وجود خطوط أولية غير مكتملة للسفر..
... هذه هي المشكلة، فليس كل جملة تصلح أن تكون للقصة أو للرواية، وهي المعنية بالمسرحية أو قصص الأطفال، وليس كل جملة مكتملة النحو والصرف والبلاغة يمكنها أن تكون في موقع غير الموقع الذي يخصها، وليست كل جملة مكتملة البناء يمكنها أن تعطي معنى يتساوق ومعنى النص، فلكل جملة بلاغتها المستمدة من النوع الذي تمثله، ولكل جملة حدودها المعرفية، وأفضل الجمل تلك التي لم تشعرك أنها وحدها في النص، الجملة التي تؤلف عشيرة النص.. ولذلك لا بلاغة قارة لكل الجمل، ولا نحو متماثلا في كل الجمل، ولا مفردات محددة تمثل جملا مكتملة.. الجملة نص له ما للنص من ميزات وقواعد قول وبناء وتكوين وفكرة.
في السياق ذاته ليست الجملة كلمة محددة حتى لو امتلكت معنى، بل الجملة هي التكوين الذي يشكل سمه عامة لأسلوبية النص، وحول هذه المهمة تكون الجملة بنية مهيمنة في النص كي تمكن من أن تسبغ سياقاتها على بقية النص، ولذلك لا نجد صورة مقربة لهذا الفهم أكثر من الفنون المكثفة، اعني القصيدة والقصة القصيرة واللوحة الفنية ومسرحية الفصل الواحد، والفيلم السينمائي، والوثيقة الفنية، والمقالة الصحفية والنقدية، والمقطوعة الموسيقية، في حين تكون جملة الرواية والمسرحية المتعددة الفصول والسمفونية، والملحمة، والنصب الكبيرة، أوسع مهمة وأكثر تشعباً.
مميزات فنية
في هذه الدراسة نحاول أن نبين المميزات الفنية الخاصة بكل جملة فنية تخص نوعا معينا من الأنواع الأدبية.
نحن نعتقد أن هدف بنية الجملة الفنية في القصيدة لا يشبه هدف البنية الفنية في القصة القصيرة، ولا هدفها في الرواية أو المسرحية، أو في اللوحة الفنية..
فالاهداف تضغط على تراكيب الجمل فتغير من سياقاتها، كما أن بنية الجملة الفنية في السينما، هي غيرها في المسرح، وفي اللوحة التشكيلية ما يعني ان للفضاء دورا في صياغة مفرداتها، وكذلك تكون بنية الجملة الفنية المكانية هي غيرها بنية الجملة الزمانية أو الضوئية أو الفلسفية..
في هذه المعالجة نحاول أن نسلط الضوء على خصوصيات كل جملة،هدفنا النقدي هو الوقوف على المكونات الجزئية الأساسية التي تكون النص، وهي مهمة نقدية تنتمي للحداثة التي تميل في هذه المرحلة إلى تفكيك بينة النص والانتباه لجزئياته قبل أن يكون النص وحدة يمكن تداولها نقديا بمتغيراتها الأسلوبية والفكرية.