منذ عشرين سنة على الأقل تعرف والدتي أنه في صبيحة السابع والعشرين من كل شهر رمضان لابد أن أطرق بابها لأرافقها في زيارة إلى المقبرة..أفعل هذا بانتظام وأينما كان مكان إقامتي..أتدبر أمري لكي أصل إليها قبيل منتصف النهار لنكون في المقبرة قبل أن تشتعل حرارة الشمس إذا كنا صيفا أو تهطل الأمطار إذا كنا...
وهو في غياهب السجن اتفق مع رفاقه على موعد غريب..أن يلتقوا كيف ما كانت الأحوال بعد عشرين عاما ليلة رأس السنة في مقهى باليما وسط المدينة..
مرت فصول عديدة وعبرت مياه كثيرة تحت الجسور وغادر الجميع الأسوار وانتشروا في مناكب الأرض منهم من صادف حظا وافرا وترقى في السلالم حتى لم يعد يتعرف عليهم...