يجمع المفكّرون على أنّ الثّورة لا تقوم "بالطّفرة الفوريّة والارتجال"، قبل أن تكون قد سبقتها مراحل تهييئيّة، وممّا يهيّء لها نذكر الأدب، والأدب الثّوري على وجه الخصوص. وأديبنا، تونسيّ الجنسيّة كانت له إصداراته وإبداعاته الّتي نشرها كاملة ومتفرّقة قبل اندلاع الثّورة التّونسيّة بعد أن ضيّقت عليه...
لم يُحدّثني " أبو الفضائل" بل حدّثني على لسانه " أبو الرّذائل" قال:
ـ لم أجد متّسعا من الوقت لأُقنع أبا الفضائل بالعدول عن تقديم استقالته من المُواطنة العربيّة..
قال لي جادّا:
ـ إلى من أُقدّم استقالتي
أجبته مازحا:
ـ إلى جامعة الدّول العربية طبعا..
أكّد لي أنّه سيُقدّم استقالته على شبر...
لم يسرق صابر الشمس وا نما هي مجرد تُهمة لفّقها المحقّق وأقرّتها محكمة الجنايات...
أخبرني صاحب الكلام أنّ صابر لم يكن في يوم من الأيام من عُشاق الشمس ولا من أصحابها
ولا من هُواة أشعتها...
كان يعشقُ الظل ويمشي حذو الجدران حتّى لا تراه الأعين الضّارة،كان منكفئًا على نفسه لا يهتمّ
بأحد...
كانت صلعته...
أي ريح سموم قذفت بي في هموم الكتابة والّلعب بماء النار وكأن الحياة كتابة أو لا تكون.. ولكن القراءة كتابة والحياة قراءة و كتابة ..
وقد يعتقد معتقد أنه حكيم زمانه وأفضل العارفين بشؤون الكتابة والكّتاب جامعا شاملا للأقوال والأفعال خبيرا بالأولين والآخرين لا تنطلي عليه الحيل ولا يقع في فخاخها...
جاورنا بالسّكن في حيّنا المعروف بالفتن فيروس أبر وانتهى به المقر وفي قريتنا استقر.. فيروس بلحمه وشحمه نراه ويرانا ونلمسه ويلمسنا وننكحه وينكحنا.. يبدو أنّ قدومه مَشّط الحي وما جاوره من الأحياء الأخرى وشاع خبر قدومه القرى المُجاورة..
قال شيخ القرية:
- هذا هو اليوم المشهود لعلّ الله استجاب...