تمهَّلْ أيها الموت قليلا
إذا أخذتني اليوم إلى مغاراتِكَ التي لا ضوءَ فيها
فمن سيصحو غدًا
ليحيّي أشجار الأكالبتوس الشائخة؟
من سيربّتُ على الأغصانِ
ويُرهِفُ السَّمعَ
لِيُصغيَ إلى أنينِ جذورها؟
أنا حارسُ هذه الغابةِ أيّها الموت
والفأسُ التي في يدي
لا لِتُدْميَ جذعَ شجرة
بل لتفتكَ بفؤوس الحطّابين...
في المعرض الدولي للكتاب والنشر الأخير في الرباط، ابتهجنا مع عبد الرحيم الخصّار بصدور عمله السردي الأول، هو الذي يعرفه قراؤه مغرباً ومشرقاً بالشعر والمتابعة الإعلامية الثقافية النابهة.
رأينا هذا الأديب الشغوف بالجديد واختراق الآفاق، ينتقل إلى كتابة الرواية في العمل الذي صدر له عن منشورات المتوسط...
إلى حليمة الزاهري ، والدتي.
البارحة لم أنم كان طيفك يملأ علي الغرفة
و كلما أطفأت المصباح
أضاء وجهك هذه العتمة
فحال بيني و بين النوم
حينما تصيبني رشحة الحنين
أحدق في سماء قريتي
و أمد يدي إلى الظلمة العالية
كأنما أريد أن أصافحك هناك
و حين يهزمني الانتظار
و يجمد الثلج قدمي الواقفتين لأجلك
أعود...
1
اهدأ يا قلبي
كلانا أخطأ الوجهة
أنت أعمى
وأنا وثقتُ بك.
2
تبكي كلما سقطت شجرة
زوجة حطاب.
3
تبكي كلما سقط فرد من العائلة
الشجرة الوحيدة في باحة البيت.
4
كلاهما ينظر إلى الآخر بشجن:
قمرُ الخريف
وطفل بلا عائلة.
5
العجوز الذي يرفع المذراةَ في البيدر
يرفع معها أحلامي.
6
عينك على امرأةٍ...
وما من أرضٍ ليسقطَ عليها المطر.
ابتسامتي سأزرعُها في فمكِ
أحلامي أرشُّها على وسادتِكِ،
ووَلَعي القديمُ بالأجراس
سأُعلِّقه في الطّريق التي تفضي إلى نسيانِكِ.
كيف ينسى راهبٌ دَيْرَه؟
التذكُّر ضوءُ يلسع
صفعة على خدِّ مَن يسهو
جناحُ نملة تحت حافرِ حصان.
كلُّ كأس ليست كأسا ما لم تقرعها كأسٌ أخرى...