1- جمهور الشعر العربي وشعر مظفر النواب: بمناسبة رحيل الشاعر
لو سألت قراء الشعر العربي والمصغين إليه بصوت شعرائه عما يحفظونه من أشعار الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب (توفي في ٢٠ / ٥ / ٢٠٢٢) لكرر أكثرهم مقاطع من هجائه الأنظمة العربية وسطره «القدس عروس عروبتكم، فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى...
جنين في شموخها
وإن تكن مهيضة الجناح ..
وحين في الحدود
ألقي القبض على السلاح ..
تنكب التراب بندقية
بكل كبريائه أشاح ..
وكلم الله كما يغازل البنفسج البري
غرة الصباح ..
سيعبر المجاهدون كالرياح كالرياح ..
سيعبرون مدية رشاشة رماح ..
من يمنع اللاجيء أن يعود...
بِحار من العز والياسمين
تموج بنعش الشهيد
ثبات ملامحه روح نسر
وثَمّ التفات صغير بعينيه
صوب الحقول
وفي شفتيه كأن النشيد
بهي وقد لف
بالعلم الوطني و بالدم
يا أمه زغردي
في زمان سيأتي
وإن كان يبدو بعيد
أخرته القيادات
لا بد أن تفرز الأزمات
قيادات أخرى
سوى هذه الترهات
ولا بد من ثكل حرب جديد
وما بين...
هذي الأرض تسمى بنت الصبح
نساها العرب الرحل عند المتوسط
تجمع أزهار الرمان
وساروا باديتين
ولما انتبهوا وجدوا كل سقوط العالم فيها
قالوا مرثية
أيهم الميت أن القبر يزخرف
أم تكترث الشاة لشكل السكين
نشاز مكتمل هذا
ثدي في الأرض
إلى جانب كفين صغيرين كأوراق الكرمة
طفل يكبر بين الجثث المحروقة
قولوا يا...
ملك العُمق..
أزور نجوم البحر
أزوّجها بنجوم الليل
أطيل لدى موضع أسرار الخلق
زياراتي
* * *
سوف أحدثكم في الفصل الثالث عن أحكام الهمزة
في الفصل الرابع عن حُكام الردّة
وأما الآن فحانات العالم فاترة
ملل يشبه علكة بغي
لصقته الأيام بقلبي
* * *
يا صاحب هذا الفَلك المتعب
كنت تسميه سفينة...
في تلك الساعة من شهوات الليل
وعصافير الشوك الذهبية
تستجلي أمجاد ملوك العرب القدماء
وشجيرات البر تفيح بدفء مراهقة بدوية
يكتظ حليب اللوز
ويقطر من تهديها في الليل
وأنا تحت النهدين
إناء
****
في تلك الساعة حيث تكون الأشياء
بكاءا مطلق
كنت على الناقة مغمورا بنجوم الليل الأبدية
أستقبل روح الصحراء
يا هذا...
ليست تسوية ... أو تسوية بل منظور رؤوس الأموال ...
ومنظور الفقراء أعرف من يرفض حقا
من تاريخ الغربة والجوع بعينيه وأعرف أمراض التخمة
يمكنني أن أذكر بعض الأسماء
لن تصبح أرض فلسطين لأجل سماسرة الأرضيين
وان حمي الاستنماء
لا تخشوا أحدا في الحق
فما يلبس حق نصف رداء
ليس مقاتل من يدخل نجد بأسلحة فاسدة
أو...
يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي
أهاجر في القفر
وخنجرك الفضي بقلبي.. وأنادي
عشقتني بالخنجر.. والهجر بلادي
ألقيت مفاتيحي في دجلة
أيام الوجد وما عاد هنالك
في الغربة مفتاح يفتحني
ها أنذا أتكلم من قفلي
من أقفل بالوجد وضاع على أرصفة الشام سيفهمني
من كان مخيم يقرأ فيه القرآن
بهذا المبغى العربي سيفهمني
من...
يا ابني ضلعك من رجيت
لضلعي جبرته وبنيته
يا ابني خذني لعرض صدرك
واحسب الشيب اللي من عمرك جنيته
يا بني طش العمى بعيني
وجيتك بعين القلب أدبي على الدرب ألمشيته
شيلة العلاكة يا بني
تذكر جتوفي بلعب عمرك عليهن
سنة وكفوفك وردتين على رأسي
وبيك أناغي كل فرح عمري لنسيته
يا اللي شوفك يبعث الماي الزلال بعودي...
فلم تحتمل الصحراء
هذا ولهي الناري
حااولت دمي يطفئها دمعي...صراخي صراخي
أتقدت حاولت أرمي فوقها كل الذي أملكه من جسدي
فامتنع الناس
ألا أملك حقا من حقوق البشر؟
هذا جسدي ..إني ..دمي..هذي قناعتي..
وهذا درج وطني أحمله
أرقاه في الليل
أرى أو أمسح النجمة
بسم اللّه هذا وطني
علمني ألتزم النار..
لماذا كل...
لأبطالها المجد والياسمين
لصمتِ الصباحِ الحزين
لحزن الأزقةِ يعبق منها الزمان
لأجراس ضحكاتِ أطفالها
للترابِ الثمين
لبيوتِ الصفيحِ المقاتلِ
تخرج منها العصافيرُ زقزقةً وتعود زخارفَ شدوٍ
بما شاهدتْ من دوي السنين
للنهار المهدمِ في مهد طفلٍ تضرجَ في صمتنا العربي
والدم ينزفُ من بين أحجارها...
البقاع
لم يعد في المحطة إلا الفوانيس خافتة
وخريف بعيد...بعيد
وتترك حزنك بين المقاعد ترجوه يسرق
تعطي لوجهك صمتا كعود ثقاب ندي
بإحدى الحدائق
إن فركت وردة عينها يشتعل
وتجاورخط الحديد
كأنك كل الذين أرادوا الصعود ولم يستطيعوا
أو انتظروا
أو كهاو اكتظ دفتره بالدموع
دموعك صمت ثيابك بدعة صمت مقلمة...
ليس من الغريب أن تقام خيم في سوح الاعتصام باسم الشاعر مظفر النواب، نظرا لما في قصيدته من سمات تعزز الحراك المنتفض
مذكية مشاعر الاحتجاج ومصعدة الوعي ومشيعة الثقة في نفوس الثائرين على الظلم المطالبين بالحقوق والناقمين على حكومة أضاعت البلاد وأهدرت الأموال وأشاعت النعرة الطائفية والمحاصصة...
...إيه الأساطيل لا ترهبوها
قفوا لو عراة كما لو خلقتم
وسدوا المنافذ في وجهها
والقرى والسواحل والأرصفة
انسفوا ما استطعتم إليه الوصول
من الأجنبي المجازف واستبشروا العاصفة
مرحبا أيها العاصفة..
مرحبا... مرحبا... مرحبا أيها العاصفة
مرحبا أيها العاصفة...
احرقوا أطقم القمع من خلفكم
فالأساطيل والقمع شيء...
المشربُ ليس بعيداً
ما جدوى ذلكَ، فأنتَ كما الاسفنجةِ
تمتصُ الحاناتِ ولا تسكر
يحزنُكَ المتبقي من عمرِ الليلِ بكاساتِ الثَملينَ
لِماذا تَركوها ؟ هل كانوا عشاقاً !
هل كانو لوطيين بمحضِ إرادَتِهمْ كلقاءاتِ القمة؟
هل كانت بغي ليس لها أحد في هذي الدنيا الرثة؟
وَهَمستَ بدفء برئتيها الباردتين...
أيقتلكِ...