إبراهيم عبد المجيد

أستطيع أن ألخص أيامي الأدبية الأولى في الإسكندرية- قبل أن أستقر في القاهرة في منتصف السبعينات من القرن الماضي- بأنها كلها كانت أيامًا حلوة بين الأدباء، كنا شبابًا غضًّا لا منافسة بيننا على شيء، وكل هدفنا أن ننشر في القاهرة، نلتقي كل يوم اثنين في قصر ثقافة الحرية، نتحلق حول المرحومة «عواطف عبود»...
فجأة قامت الدنيا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بسبب جملة قالتها المذيعة أسما شريف منير ابنة الفنان شريف منير عن الشيخ الشعراوي، باعتباره متطرفا ولا تحب آراءه. أنا شخصيا على دراية بأن في هذه المواقع ملايين يحكمهم الفكر المتخلف سياسيا أو دينيا، وهم سعداء بذلك، ولا يضايقني إلا أن الغالبية منهم...
لم أكن أحب أن أتحدث في هذا الموضوع لأن من يتحدث فيه يُتهم عادة بأنه يحتاج الجائزة لنفسه، أي عاقل يعرف أن هذا الأمر لا ينطبق على لسبب بسيط أني حصلت على جائزتي التفوق والتقديرية منذ أكثر من عشر سنوات، وحصلت على جوائز عربية كبيرة ومن ثم لا غرض لي غير نفثة الغضب من هذا الإصرار على نفي مدينة...
قال لي‮ ‬إبراهيم عبد المجيد في أحد الأيام‮ ‬،إنه فتح البلكونة في الفجر فوجد أسدا‮ ‬ينظر إليه‮ ‬غاضبا،فقلت له بكل هدوء وأنا أكثر جدية منه‮ ‬،ربما لأغيظه‮ :‬وعملت إيه ؟ فأجابني أنه أغلق البلكونة بسرعة لأن الأسد فيما‮ ‬يبدو كان‮ ‬يريد الدخول‮.‬ ‮ ‬حدث ذلك في أوائل ثمانينيات القرن الماضي‮ ‬،عندما...
لماذا تنظر إلى يا إبراهيم؟ ولابد أنى أحسست بالخجل. أذكر أنى أطرقت أنظر إلى طبق الطعام الوحيد فوق "الطبلية"، وغمست اللقمة فيه، ثم رفعتها إلى فمي، ورفعت رأسي كله أبحث عن شيء في السماء، فلم أقابل نجمة واحدة. - إبراهيم لا يصدق أنك تصوم وتفطر معي كل يوم سمعت أبي يقول ذلك، ورأيت " عم دميان " يبتسم،...
أولئك الذين يمشون في شارع سليمان كانوا كثيرين جدا ذلك اليوم. لكن الحر الذي بدا لي قد أفرغ الدنيا من الهواء جعلني اراهم قليلين متناثرين كيفما اتفق، بعضهم يقف يشرب البيبسي كولا فاتحا قميصه كاشفا صدره، وبعضهم يقف على باب سينما مترو، وباب سينما ميامي على الرصيف الآخر، منتظرا موعد الدخول لحفل السادسة...
لست في حاجة إلى القول بأن الأمثال الشعبية هي نتيجة تراكم خبرات بشرية طويلة مرت بآلاف السنين، أو مواقف اشتهرت وصارت مثالا على المكان وأهله. ويظل كتاب أحمد تيمور باشا عن الأمثال الشعبية المصرية، لم يتجاوزه أحد حتى الآن. نحن المثقفين ربما لا نذكر كثيرًا من هذه الأمثال في أحاديثنا العادية، إلا إذا...
لقد بدأت الكتابة في أواخر الستينيات وسط حركة أدبية جديدة في مصر أطلق عليها جيل الستينيات. كان لهم مجلة عنوانها « جاليري 68 « يقدمون فيها أعمالهم القصصية والنقدية، وكان لها وقع كبير في الحياة الأدبية، ولم يكتفوا بها بل كانوا ينشرون في مجلات هامة مثل «المجلة» و«الطليعة» و«الهلال» وأحيانا ينشر...
تحدثت في المقال السابق عن جيل الستينيات في مصر، وكيف كانت الظروف الاجتماعية والسياسية تدعو إلى ظهوره، وكيف أقام هذا الجيل حوله سياجا بحيث يكون جيل التجديد الوحيد ولا أحد قبله ولا أحد بعده، ما شكل مفارقة لا تتماشي مع معنى التجديد الأدبي. ووعدت أن أتحدث عن ظاهرة أخرى في مصر وهي اعتياد النقاد...
كثيرا ما قرأنا عن روايات تسببت في إشعال الثورات أو الحروب. «كوخ العم توم» لهارييت بيتشر ستو، التي قيل إنها كانت سببا في الحرب الأهلية الأمريكية وتحرير العبيد. «الأم» لمكسيم غوركي التي قيل إنها كانت سببا في الثورة البلشفية و«عودة الروح» لتوفيق الحكيم، التي قيل إنه قرأها عبد الناصر وكانت سببا في...
المقهى الجديد فى الحى القديم لفت انتباهه بنظافته غير العادية، فقرر أن يكون جلوسه فيه، وحده أو مع أصحابه أو من يشاء لقياه. الحوائط لامعة لأنها مغطاة بالسيراميك الوردى الجديد، والأعمدة أكثر لمعانا رغم أن لون السيراميك حولها يميل إلى البنى، أما الأرض فهى أكثر لمعانا من الحوائط والأعمدة رغم اللون...
كثيرا ما أقرأ وصف الحكّاء على بعض الكتاب من الروائيين، ويظن صاحب الوصف وهو يفعل ذلك إنه يمدح من يصفه به مدحا عظيما. ولا شك في أنه يقصد ذلك بحق ومن كل قلبه، بينما الحقيقة أنه ينقله إلى مكان آخر ليس هو الرواية وكتابتها وبالطبع ليس هو القصة القصيرة أبدا. إن الوصف بالحكي أو بالحكاء وصف خادع، رغم ما...
(فى بلد تسمى “لاوند ” قامت ثورة فى اليوم نفسه التى حدثت فيه الثورة فى “مصرايم ” هنا ماجرى فى لاوند، وأي تشابه مع الواقع غير مقصود) ———————— إرتفعت ضحكاتهم وهم يتحدثون عما جري نهار هذا اليوم وحتى الثامنة مساء. كان نزار رزينا فى ضحكه كعادته بينما دوى صوت أحمد خشبة وكان يصفق بيديه، أما مصطفى فلم...
أظنه كان عام 1970 أو 1971 وكنت كالعادة أمر علي محطة الرمل أتابع آخر اصدارات الكتب. أشتري أو أستعير. أجل. كان بعض الباعة يعيرون الكتب للقراء نظير قروش قليلة. كان الوقت مغرب. ورأيت أمامي ثلاثة كتاب من المحلة الكبري ,محمد المنسي قنديل وجار النبي الحلو وسعيد الكفراوي. لا أذكر كيف تعرفنا علي بعضنا...
أتذكر دائما الليالي ولا أتذكر من النهارات إلا استثناءات مثل يوم 18 يناير/كانون الثاني عام 1977 حين تركت غرفتي المفروشة أيام الشباب، لأتناول إفطاري في محل ألبان في حي ديرالملاك، حيث كنت أسكن، فوجدت الشوارع مكتظة بالمظاهرات وكان نهارا لا مثيل له إلا نهار يوم 28 يناير عام 2011. النهار يمر تقليديا...

هذا الملف

نصوص
17
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى