بعد أن أتم خلقك
وقبل أن. يرفع القلم
وينفخ في طينتك
شيئا من روحه
اتكأ على عرشه
وتمهل طويلا
ليتأكد من انتصاب نهديك
ونحافة خصرك
ليتأكد من طولك
حتى لا تحتاجين الى حذاء
بكعب عال
يرهقك عند المشي
ويحدد ايقاع جري النهر
وكان مهمتما برشاقتك
فقد أمضى وقتا طويلا
وهو يزيل ما تكاثر
من الطين
أعرف
هو لا يريد أن...
لا أحد يثق بالخريف
حتى لو اقسم بكل الفصول
إنه سيخلفنا لربيع أخضر
لا أحد يثق بالبرية
حتى لو انها أقسمت
بكل عيونها
اننا سنعبرها دونما عطش
وان ذئابها لا تغدر
لا أحد يثق بالبحار
حتى لو كانت هادئة
ان أمواجها لا تبتلع الغرقى
لا أحد يثق بالعاصمة
أنها هبوبها الموحش
لا يكسر عنق الشجرة
لا أحد لا...
لماذا كل مصابيح القصر
غير قادرة على
طرد الظلام
فها هو
يخيم كثيفا في اجواء القصر
وفي ارواح ساكنيه
قال العبد
فردت الجارية
ولا ليالي الأنس
تطرد وحشته
ولكن الملك عادل
قالها العبد
نعم
عادل جدا حتى أنه
لم يترك واحدة منا
تئن من ثقل بكارتها
نعم نعم
قالها مكركرا
ولم يبخل علينا بالسياط
ولكن لماذا يشعر...
وخوف أن يجرح
خد الطريق
كان برفق
يرش على الدروب خطاه
ملائكة تتبعه
ويشيعه النخيل
وأنى يكون
يكون الجنوب.
المدينة خالية الآن منك
ولكن الحياة كعادتها تجري
السفن تطلق ابواقها
القطارات تركض بعرباتها
عبر البراري
والمدن
واصدقاؤك الندامى
لم يقلبوا كؤوسهم
لكننا نشعر بضيق المكان
لم نعد نتابع المدى
لنقرأ...
لا تقولي أحبك
قبل أن تتشرب الحروف
في عسل قلبك
حتى تخرج من فمك
طيبة وحلوة
لا تقولي أحبك
قبل أن ينضج صبحها
فتخرج مشرقة
بعدها لا تحتاج نهاراتي
الى شمس
من عادتها أن تذبل
وتغيب
لا تقولي أحبك
قبل أن يكون ليلها
طويلا
طويلا
مثل ليلي بك
لا تقولي أحبك
حتى تصير زرقاء
وصافية
كوجه السماء
وعميقة كالبحر
لا...
كل امرأة مشروع حب
في الضياء
فلا تغلقوا الأبواب
لا توصدوا النوافذ
وتسدلوا عليها ستائر غليظة
خوفا ان يتكاثر السواد
فتبدا تهمس في الظلام
تكتب في الظلام
تضحك في الظلام
وترقص في الظلام
حينها ستعثر فينكسر قلبها
كل امرأة حمامة حب
فلا تنتفوا ريشها
ولا تقصوا الجناح
ولتفسحوا لرفيفها الفضاء
دعوها تطير...
هكذا أريد أن أكتبك
قصيدة
أنيقة بلا زحافات
ولا أقواء
منفلتة
مثل شعرك
ودونما خوف أو تحفظ
وأنا أشير إلى مفاتنك.
إلى نهديك مثلا وهما يحددان
نسبة ارتفاع الشعر
عن سطح البحر
إلى خصرك
الذي دائما أوصيك به جمالا
حتى لا يفقد الشاعر
وتره الكوني
إلى بياضك اللانهائي
حيث تبدو الأشياء
قربه كلها سوداء
بعدها لا...
بعد أن أتم خلقك
وقبل أن. يرفع القلم
وينفخ في طينتك
شيئا من روحه
اتكأ على عرشه
وتمهل طويلا
ليتأكد من انتصاب نهديك
ونحافة خصرك
ليتأكد من طولك
حتى لا تحتاجين الى حذاء
بكعب عال
يرهقك عند المشي
ويحدد ايقاع الكمنجات
وكان مهمتما برشاقتك
فقد أمضى وقتا طويلا
وهو يزيل ما تكاثر
من الطين
أعرف
هو لا يريد أن...
منذ أن رأيتك
وأنا أفكر برفع دعوى
ضد نهديك
فهما يهتكان حصافة المارة
ويثيران المواجع
والقلق
وأخرى ضد خصرك
وثالثة ضد شعرك يتراقص بغنج
والرابعة ضد عينيك
ففي كل صباح
تبتكران غمازة جديدة
وخامسة ضد عطرك
وسادسة
وسابعة
حتى قمصانك التي تخبئ
ما يثير حرائقي
سأدرجها ضمن قائمة الاتهام
سأقيم دعوى ضدك كلك
لأنك...
حتى لو كانت قصيرة
وخاطفة
كما يسميها القادة
والمحللون
الحرب
تدب بعقارب ثقيلة
وتترك أخاديدا عميقة
في مجرى الحياة
في ليل عاشقة
تنتظر
على وسادة أرملة
وكثيرا ما نراها
دمعة في عيون اليتامى
والأرامل
لا أحبها
بأوسمتها ونياشينها
الحرب
وكم تمنيت أن أهرب منها
أنا الذي ساقوني إلى
حربين خاسرتين...
لا أحب الأبراج
حتى لو كانت من فصيلة الحوت
وهو برجك حبيبتي
فالأبراج أبناء السماء
وأنا ابن الأرض
فالفقراء وأنا منهم
لا يقرأون أبراجهم
ولا يثقون بها
كما يثقون بمعاولهم ومطارقم
بأشجارهم وزوارقهم
بنيرانهم
وقلوبهم
وحدهم الأغنياء
ينهضون بكسل
بعد أن تكتمل إشراقة الصباح
يشربون قهوتهم
بلذة وترف
يفتحون...
لماذا منذ ألف وأكثر
ونحن نبكي عليا
وهو الذي صاح مضرجا
بدمه
فزت ورب الكعبة
لماذا لا نسال ولو مرة واحدة
كيف فاز الفتى
لماذا لا نجرب الفوز
ولا أعني
أن نسقط مضرجين
فليس كل قتيل شهيد
ولا كل مضرج قد فاز
لماذا لا نفوز ونحن أحياء
شرط أن لا نكذب بالحب
ولا نتوضأ بغير الصدق
فكما أوصانا
ان لا نسرق من بيت...
لا أحتاج الى كثير من الخيال
وأنا أكتب عن نهدك
لا أحتاج الى بلاغة
أو محسنات لفظية
من جناس او طباق
كي أعطي للقارئ
صورة دقيقة
تاخذه الى لحظة الدهشة
وربما السحر
هذا الذي يسكنني الآن
وحتى لا يتهمني أحد بالشهوانية
أو بالإساءة الى نهديك
سوف أبتعد عن الرمان
بأنواعه
وعن التفاح بكل خطاياه
وعن العسل
حتى لو...
الرب
واحد في الأعالي
لكنه في العراق
غير الرب هناك
في هولندا مثلا
فهو هنا منشغل
بأدعية الأمهات
بنحيب الأرامل وصراخ الثكالى
منشغل بتوسلات العاطلين عن العمل
منشغل بنصب خيم النازحين
برفع العبوات الناسفة
منشغل بتقبل صلاة الميت
ولأن الموت هنا لا ينقطع
طلب ان تكون الصلاة واحدة
على كل الموتى
منشغل هنا...
لست حمد
حتى أركب قطار الليل
وأمر على ديارك
لأشم رائحة القهوة
وأكتفي بفنجان منها
أنا كريم جخيور
من بصرة الله
وبصيرته
نشرت أجنحتي وطرت بها
عاليا
عاليا
ولأنني لا أحب
أن أكرر فعلة صاحبنا
عباس بن فرناس
ذاك الذي عشق الخيال
فطار بجناحين
من ريش ميت
فسقط وهو في منتصف الحلم
وحتى أصل الى قلب الحلم
نسجت من...