منذ أن أقتطع الكوسج
كما نسمي سمكة القرش
هنا في الجنوب
ساق أحد الأولاد
منعتني أمي
من السباحة حتى في الترع
أو الإقتراب من نهر الخورة
بيد أني كثيرا
ما كنت أغافلها
فأن يأكلني الكوسج
أو أغرق
أفضل من أن يقول عني أصحابي؛
يخاف من أمه
وكانت حين تعرف
من ملابسي المطينة أو بلل رأسي
فتتناوشني بمكنسة الخوص...
ما ان أحببتك
حتى صارت مواسمي
كلها ربيعا
وقصائدي خضراء
القمر أخضر
ويضحك
الصباح أخضر
الليل اخضر
وكلما تمددت على السرير
صار اخضر نديا
انت لا تشربين
فلماذا وانت معي
تصير الكؤوس خضراء
وكثيرة البهجة
القبلة خضراء
خضراء
فلا تذبل
العناق
عناقك لا يشبه ما عانقت
من النساء
فهل لأنه أخضر
وطويل
حتى قمصانك
ما...
نكره الحرب
ونحن نحد خناجرنا
ونزيدها سما
نتكلم عن الجوع
ونبكي الجائعين جهرا
بينما نقضي الليل
نتقلب من التخمة
وثقل الكروش
نكتب عن الصباح
و نستيقظ
عند الهجير
نكتب عن الحب
و ننصب الفخاخ للعصافير
نتغنى باخضرار الغصون
ونطعن بالفأس قلب الشجرة
نحلم بالبحر
ونلوح لمراكبه
وأقدامنا مشدودة الى اليابسة
نقف...
لا أحب أن اسرح
بعيدا في الخيال
خوف أن أراك غازيا
تعبر البحر إلى الأسبان
وفي الليل تدعو الله
أن يطيل لك الوقت
وانت مع السبايا البشكنشيات
لا أحب أن أراك
تطفر بخفة لص
سور الصين
أو مهرولا إلى سمرقند
سيفك يشخب دما
وقلبك غارق في الشهوات
يحاصرك نحيب الأرامل
وبكاء اليتامى
لا أحب أن أسرح بعيدا
خوف أن...
الليلة سأشعل شمعة واحدة
ولا أقصد نتقاسمها
هي لي ولك
شجرتي أنت
لهذا لا أفكر أن أشتري شجرة
وحتى لا تذبل
سأسقيها بوافر القبل
الليلة سنرقص معا
على ايقاع القلب
ولا يهم قلبك أم قلبي
فالايقاع واحد
والرفيف واحد
الليلة سأحتاج الى أكثر من ذراع
لأطوق خصرك
الليلة لا أفكر بالخمرة
سأشربها صافية
من شفتيك...
إلى بدر شاكر السياب/ بمناسبة ذكرى رحيله
لك الآن أن تبتسم
أيها الحزين مثل مقبرة ٍ
لا يطرق بابها أحدٌ
فكلماتك ما زالت تلمع كالنجوم
في صباحاتنا المطفأة
لك الآن أن تبتسم
فمازال أتباعك
ينسجون على قارعة الخلجان أحلامهم
أشرعة ً للطيران
لك الآن أن تبتسم/
فقامتك النحيلة والمنكسرة
والتي لم تستهو الفتيات،...
منذ أن أحببتك
ما عاد ليلي طويلا
وساعاته
لم تعد موحشة
منذ أن أحببتك
صارت وسادتي لا تخلو
من الأحلام
وشراشفي مبتلة
بما ينفرط عليها من القبل
منذ ان أحببتك
وأنا لا أفكر بالخمرة
ففي عينيك
ما يكفي من السكر
منذ ان أحببتك
وانا كلما نظرت الى نهديك
قرأت
وفاكهة ورمان
منذ أن أحببتك
وانا أرى اﻷشياء...
عشرون عاما ونيف
هو الشوق الفاصل بين صرختين
واحدة على كتف الشط
من جهة عبادان
والثانية
قرب مرسى السفن
في أعلى شارع إجنادين
الساعة الخامسة صباحا
بتوقيت ساعة الساحة
قبل أن يصيبها العطل
وفي اللحظة التي
كنت تركضين بها الى المدرسة
بتنورتك الزرقاء القصيرة
وقميصك الأبيض
الموشى بشريط أحمر
تتوسطه عبارة...
وﻷنك امرأة استثنائية
صباح قبل شروق الشمس
فلا
لا تتعجبي أبدا
حين تسيرين في الشارع
وتشاهدين الناس
الرجال بفتنتهم ودهشتهم
الأطفال بكركراتهم
النساء بغيرتهن
وحسدهن الدفين
قد ثبتوا نظراتهم عليك
كأنهم مصور
أراد ان يلتقط صورة
ليشارك بها
في معرض فوتغرافي
عن الحمام
حين رايتك
تذكرت الشعراء الذين
ألفوا التشبيهات الجاهزة
والتي عادة ما تكون باردة
وبلا طعم
فراحوا يشبهون فمك
بعناقيد العنب
وطعم القبلة بالعسل
عينيك بكؤوس الليل
أو حقول القمح
ونهديك بالرمان
ويشبهون ساقيك
بأغصان الكستناء
وشعرك بسعف النخيل
وضحكتك بكركرات نهر
وكنت أقول
كان عليهم
أن يشبهوا الأشياء بك...
لا أحب النوافذ من حديد
ولا الأبواب
فهي تذكرني بقضبان المعتقلات
ونوافذها الصغيرة
التي عادة ما تكون
في أعلى الجدار
هواؤها شحيح
ولا تدخلها الأحلام
أحبها من خشب
تفوح برائحة الطلاء
وفي قلبها
رغم يباسها الأبدي
ذكريات رفيف
لهذا صرت كلما مررت بالشناشيل
وأرى النوافذ ملونة
تطل من أعلى البيت على الشارع...
كل النساء يتشابهن
إلا أنت
لا تشبهك واحدة
ولأنني أخاف عليك
من الحسد
وعليهن من الغيرة
لهذا لا أتحدث
كما في كل قصائدي
عن نهديك
وهما يطلان على الكون
الواحد يزاحم الآخر
في نشر الدهشة
ولا عن شعرك
الذي دائما أحبه
سارحا على أكتاف البياض
ولا عن فمك
وهو يبتكر الضحكات
ويلوز القبل
ليل نهار
لا أتحدث عن خصرك...
رسولتي انت
سأحفظ مزاميرك
عن قلب حب
تلك التي لم يقرأها
أحد قبلي
وارتوي من قرآن مائك
ذاك الذي لا ناسخ فيه
ولا منسوخ
آياته كلها ليلية
وكتاب وحيها الشفاه
لهذا لا أحد يطعن بنزولها
ولا تحتاج إلى شراح
ربما سيختلفون في تفسيرها
فيصيرون مذاهب وفرقا
رسولة أنت
لست بشعرك الطويل فقط
كما قالها شاعر
بل بقمصانك...
في كل ليلة
وقبل ان اضع رأسي
على الوسادة
انشر صورك
وابقى أتأمل مفاتنك
حتى أرتب حلما
يليق بعاشق خمسيني
لا يحب أن يترك
ليلته باردة
وفي الصباح
وقبل أن ترفع الشمس رأسها
أفز عجلا
ﻷجمع ما انفرط
من قبلات الليل
وأقول لك
صباح الخير حبيبتي
أن تكتب نثرا
عليك أن تفطم الكلمات
من ثدي القواميس
حينها ستشع وتبرق
فلا تحتاج الى بوق نحاس
أو راوية ألثغ
أن تكتب نثرا
عليك أن تزيل عن جسد الكلمات
الدمامل والفقاقيع
فأنت لا تذهب مع دمية
مهما برعوا في تجميلها الى السرير
حتى لو كان السرير وثيرا
أن تكتب نثرا
عليك أن تتثبت من قوسك
فالطيور تهادن صيادها...