نيالاو حسن أيول

راكضةٌ أنت كما يركضُ النمرُ بجانبِ طَريقِ النَهر راكضةٌ لأنَّ الشَّارعَ مَلغومٌ و الطريقُ ملتويٌ بشَهوةِ القَتلِ ، الدّقائقُ تَمرُّ ، و القَصفُ تَحَوّلَ إلى سيقانٍ طَويلةٍ جداً سيقانٍ مِن هيكلٍ عَظمي مَغموسَةٍ في أحذيةِ الأحلَامِ المَحرُوقةِ و يُطاردُك الموتُ بنكهاتهِ المُختَلفة . . . أُركُضي...
في ليلِ أجسامنا لُغَة قَدِيمة! نبضها البدائي يتوهج داخل تجاويف الجرح الغائر، في فمِ الإنسان المرهق من شراسةِ الكراهية ، تمور في عظامِ تستحضر وحشية البنادق. ورائحة الأنقاض من المقابر، الدم، وطين الحرب. تنبش بالمخالب وأنياب الإرادة بـ " نحن " نريد أبسط الأشياء في الحياة: الفرح وحلاوة الشمس. في...
اوه يا جبال الأحلام المتراكمة! في الليل البعيد. آه يا أيها المهمشون في الأرض! . ياخطوط العرض الضئيلة من الحياة. آه يا حياة يا حلوة جدا و حزينة، الروح تريد أن تمسك بالفرع العالي لكن يظل سهم الأحلام عالقا في الظلام. . آوه يا أحلام البؤساء ليس هناك سوى وادي اليأس ينتهي فيه نزق الدم لتصبح الروح...
في هذا البيت، كل شيء ولادة مستمرة لملح الدموع ومأزق الشمال والجنوب! أتجاهل الحنين وأتدبر بصمت إعداد العشاء، بنفس وتيرة الطبيعة الحارقة ـ لملح الدموع ـ تنضج الحروف في يدي يرتد صدى «قصائدي كساكسفون قديم" واقول في سري: ربما سيكون هذا «العشاء الأخير" وأريده أن لا يفتقر إلى الملح؛ في زاوية بعيدة في...
قال لي: كنت أكتب القصيدة وينتشر الحبر على أصابعي! القصيدة تكمن على ظهر النقطة الزرقاء ! ثم غادر الطاولة قائلاً: ومن الورق والقلم ينبعث الضوء والكثير من البكاء! . نظرت إلى أصابعى وهى تعبث بلوحة الكمبيوتر الدافئة! أصابعي النظيفة من اي أثر للحبر! أصابعى لا تنفصل عن أنفاسي؛ أصابعي المفتاح ؛ أصابعي...
في الوقت المقدس للفراغ أستطيع أن أعيش بإزدهار امرأة قروية جميلة مترددة على حافة الشارع، بين لوحات النيون المضيئة والسيارات الصاخبة أٌقرأ قصائد الشاعرات المكتئبات الشاعرات اللاتي تعذبن بسبب الشمس الساخرة من ندى الصباح، ولم تكن لديهن الرغبة في تعلم أسماء الطيور؛ فأصبحن غرزة النسيج الرقيق بين الصمت...
سيقول الجنوبي: أنا قادم من بين الحجارة والعظام من طقوسِ السهام المُتجهمة دون رحمة؛ من طقوسِ الحراب المبللة ببكاء الجماجم؛ من فوْق فَجْوَة كبيرة في قلبي، سأذرف دمعة ليتدفق الحب من عيني سيقول الجنوبي: من ضوء روحي تركع الآهات بـ ” يا إلهي دعني أبكي لأنسى الألم الذي ينفجر في الفم، والطريق المرٌّ،...
أه يا أرض الأنهار يا حلم حزين، يا حفنة من أعشاب النيل، يا برية وحساسة، يا عارية أمام الرصاص، . أقول إسمك وأعض على شفتي أقول إسمك؛ وتأتي الغزلان، الزرافات، حمير الوحش الكركدن، التماسيح، وأفراس البحر نهتف أمام شمس الإستواء الحارة يرفرف إسمك كمداعبات الريح في أثير غابات السافانا السحرية ! نيالاو...
أَمام الجِدار بِالقُرْبِ من النَّافِذَةِ في كل يَوْم، في نفس الوَقْت أقْفُ و القِطُّ الاسود أقول: ” مَن يجرُؤ على وضَع الجَرَس على عُنُق القِطُّ! “ في كل يَوْم، في نَّفْسِ الوَقْت ، يُعيد القِطُّ تَرَاكِيب المَشْهَد و يَقْرَع نَّاقُوس الخَطَر في الجِدارِ تَأمَّل الفَقِير في وهجِ حُزنه المُعتاد...
تقول الشجرة: أعرف امرأة تؤرخ للورود الذابلة في يدها حتى ذاب جسمها لبتلات صغيرة من الدانتيل في كل يوم أدرك مدى صغر الكلمات في هذا الكون 2 الماسأة ليست في البتلات المتناثرة المأساة في سيقان أشجار الغابة حين ارتضت أن تصبح خشباً للجسر بالأمس رأيت الجسر مكسورا ومؤامرة «السوس» تحت الخشب المهترئ كل ما...
أشاهدُ يدي. مرهقة من قياسِ المسافات تقلب خريطة العالم. . الأرض عارية في هذا " الأطلس" مثل تعويذة تمحى كل الكواكب والنجوم تشرق وتضئ! تسند ثقلها الخاص على أكتاف " أطلس" مطوية في سر الزمن! . أشاهد يدي. متأثرة بالجاذبية تحولت إلى رسغ من نهر يندفع، وينحني من دون توقف على الأرض الخصبة!
“ يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبر أنهار كوش” يا قوة عاطفة خط الاستواء! لأنني أنتمي إلى الناجين من الماضي؛ ولن ينطوي في طي النسيان أبدا؛ أنتمي الى جيل ورث دخان الرصاص بين الرئتين؛ وعين الجوع المتوهجة، والأرواح المهمشة الحطام ؛ والعظام الطويلة الباردة! سأظل أبحث فيك عن الشمس المذهلة! يا جنوب يا...
الحب شاهق كالجبال، والمحبة بسيطة! . لا الجبل أحمر ولا المحبة “دببة“ . لو كان للحب لون البنفسج؛ و المحبة زرقاء، سيلتف الكون كالاطفال ويغنى حول نافورة المحبة! وينتشئ الحب في رومانسية البنفسج. . يا للبؤس! المترفون في الكون أختاروا للحب لون الدماء الحمراء. . عزاء الفقراء، نافورة هادئة من زرقة...
أخرجُ من الكلماتِ إلى الغابة؛ ومن الغابة إلى الكلماتِ، من الكلمات إلى الرياح. أخرج لأجد لحظات هادئة للإلهام كأمراة كلاسيكية تجلس بأناقة مفرطة وتكتب رسائلها عن العزلة أو مثل فتاة ترتدي فستاناً رمادياً باهتاً، يشد الخصر ويغطي على مغلفات الفقر، وتشطف كاحلها على حجارة المد المضطرب، لتصبح نظيفة...
شيء ما يقترب من عتبة الصراخ، أو على قمة الوحي. شيء كدمع المسيح في زواية الصليب! شيء على وشك أن ينبت من ضخامة غامضة في هذا الفضاء! أو من أنين الغبار القاهر لموت الأفق الأزرق شئ كريشة الضباب الغريب تجلي الصدأ من القالب وتدفع الكائن القديم برفق لهاوية الجحيم!

هذا الملف

نصوص
40
آخر تحديث
أعلى