نيالاو حسن أيول

أرجع مرة أخرى إلى قصيدة جديدة للشاعرة العنبرية السودانية نيالاو حسن أيول، وهي " أعترف!! "، وما في العنوان وصيغة التعجب المزدوجة من لفت النظر، أعني ما يكونه اعتراف المرأة في مجتمع بالكاد يسمح لها أن تسمِع الآخر صوتها عملياً، أن تتكلم على الملأ دون أن تخشى لومة لائم، وبوصفها كينونة مغايرة للرجل...
1 جَاءت الأَسرَار الكَامِلة هذا الصَّبَاح و الشَّمس مُعلَّقة على كَتِفي كَأَنَّها فخ لحَرارة الرُّوح! * 2 أي إستنتاج عن الحياة و المَوت سيُتمّ هُناك داخل أخَادِيد الغَرْغَرَة كإنتقال الظل بَيْنَ الباب وتأرجح مَفصِل الرُّوح مع الحَجَر خُطُورَة الحَياة أن تنزعي خَطوة من حَقلِ القَمح ، وتقفي...
مذياع أنا مذياع عتيق وكامل من الأغاني القديمة، امرأة قروية على جانب النهر والغابة هذه الرغبة العميقة في الغناء تتزايد حيث تبدأ عيناك! النافذة التي شاهدت فيها النهر يأتي ويتراجع وقوارب الصيادين المتموِّجة الطيور وغروب الشمس حتى رائحة الطفولة الحلوة، قبل أن تاتي القبيلة والحرب! حنين أفتح خزانة...
إنتظر قليلاً لثني الزاوية، التي تبدأ عند حافة جواز سفري حين تغير الوطن من الشمال إلى الجنوب والصق صورة الملامح الزنجية الحادة التي تعبت من مسامير الصليب والتي نزفت من سكاكين الخوف على الحلق الجنسية: أنا أقاوم مثل كتلة سوداء تقف في وجه الجحيم ! وأكتب في خانة الحالة: من...
بنات الجنوب دَّوَّارَة رِياح الآلِهة الدافئة حين تمر بمدار شَمَس الإستواء وترتجَّ ككلمة الرّوح في الإيقاع الشعري إهتزاز المَطَر الناعَمَ الحميم لحفيف حدائق المانجو والأناناس صَّلاة الأبَنوس الخَاشِع للَّوْنُ الشَاهِق لسَواد اللَّيْل حين يشتعل به اللَّهيب بنات الجنوب طواطم من الأساطير القديمة...
تحدثت عن الشاعرة العنبرية نيالاو في ترجمة سابقة عنها، ومن خلال إحدى قصائدها المنشورة في موقع " الأنطولوجيا "، هنا أراني إزاء نبض جسد آخر: جسد شعري، إن جاز التعبير، وهو يخفق من الداخل ولمن ولما يستقر في الداخل: الوطن " يا جنوب " كما هو عنوان قصيدتها، كتابها الوجداني، الأدبي، الإبداعي في يمينها...
“يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبر أنهار كوش” يا قوة عاطفة خط الاستواء! لأنني أنتمي إلى الناجين من الماضي؛ ولن ينطوي في طي النسيان أبدا؛ أنتمي الى جيل ورث دخان الرصاص بين الرئتين؛ وعين الجوع المتوهجة، والأرواح المهمشة الحطام ؛ والعظام الطويلة الباردة! سأظل أبحث فيك عن الشمس المذهلة! يا جنوب يا...
لا تستنكر االليل في بشرتي أو شفتي الغليظة الموت بالقرب مني في كل يوم , الموت بالقرب منك أنا مثلك تمامًا ، لكن في يدي قيثارة من عظامي المكسورة أنا مثلك لعبة في يد القدر الضخمة. ولكني كهذة الشمس الحارقة السماء لي! الأرض كلها لي! البحار والأنهار ، ورياح الجبل أتكاثر في الف نسخة تشبهني لتهتز...
أعترف هنا، وأنا بهذا العمر أن الشعر لا يسأل عن عمر الإنسان حين يداهمه برعدته أو رعشة إلهامه، وبلاغة مواعيده المفتوحة، بمقدار ما يكون فوق العمر، يوحّد أزمنة وأعماراً لمن يكون متهيئاً لصوته الذي يصدح ويُرى وهو منغمر به. لهذا أقدمت على ترجمة هذه السودانية العنبرية بكل كينونتها ونهرها الشعري: نيالاو...
لا بدّ لي أن أعبرَ بينَ كلابِ المدينةِ ومُوسيقى الصباح تحت الرَّصاص لكي أكتبَ على ساقِ شَجَرةِ المانجو هذه القصيدةَ كذكرياتٍ تُمارسُ الحِيَلَ على يومٍ ماطر، الطقسُ مُجَرَّدُ اِبتسامةٍ مُلتَوية يمارسُ الانزلاقَ من خلال ثُقب السماءِ المضطرب يَنِزُّ غرائبيةً غامضةٍ، كغناءِ مشعوذٍ في أحلك أيام يناير...

هذا الملف

نصوص
40
آخر تحديث
أعلى