منذ حين انهى كبير الحي كلامه والنسيم ينبعث من مكان ما ، الوافدون على حلقة الجدار يكابدون مثقل سهوم أوهم الكبير بأنهم في حالة انجذاب كلي اليه، رغم أن الاستماع في مجلس الجدار أنهى مذاقه:
ــ الكل يمعن في الإنصات الى فوران نفسه
قيل هذا من جانب ما، وتراجع الذي حاول أن يقوم، وكدأبها مرت فتاة الحي...
ما قبل الصمـت
حين حيتك أميرة المدائن اقتنصت بأفق عينيك إشارة اغتراب غير مدبلج بسمتك تبدو متكلفة. وكعلم منكس كان أحد شاربيك معقوصا إلى أسفل.
نظراتك هروبية لا تعكس لفحا مقدسا خالص الوميض.
الزمن دخل طور التركيب في نظرك. جاوز إنسابية تغريك كنفس يرفض سبـق الإصرار في رسم آلاتي. و آلاتي زئبقي يأبى...
"ما الذي يمكن عمله من أجــــــــــــل
تمييز تركيا عن الله لقد قمنا بالحرب
مع الاتراك وليس مع الههـــــــــــــم "
السير ايان هاملتون قائد الحملة
الانجليزية على جاليبولي التركية
الموج يلطم أسافل البارجة الحربية وعينا كلــود تتبعان حركة اضطراب الماء في حيرة وانبهار الى أن يختفي، متتابعا منتهيا...
هل ياتي يوم على الادب يراجع فيه ترتيب انواعه وفقا لمنطق العصر؟
فمن المفارقات العجيبة ان يفضل عصرنا الراهن ــ وهو عصر سرعة لامتناهية في كل شيء حتى في العلاقات الانسانية ــ نوعا ادبيا غير القصة القصيرة فيمنحه الصدارة و الريادة عوض القصة القصيرة التي ــ لامر ما وبدون سابق تدبير ــ تراجعت بشكل مذهل...
بل من يفهمني ما اقرأ وقد حاولت ان اهرب من عادتي كقارئ حكاية الى قارئ بنية روائية حتى لا اقول دارس ؟ قال النقد المعاصر عنها انها من عيون الرواية الجديدة .. وما هي خصوصيات الرواية الجديدة ايها النقد؟ قالوا انها بلا شخصية قلت وماذا يصنع هنا ذلك الرجل "رب الاسرة " الذي نعته احد اشهر دارسي هذه...
"هندسة الإغواء"، هو عنوان المجموعة القصصية الثانية للكاتب، و هو عنوان ربما أوحى لغير الراسخين في تفريعات علم اقليدس، أن الأمر يتعلق بحقل مستحدث قد أضيف إلى حقول الهندسة، بل و ربما عجب أنصار العلوم البحتة لإقحام مصطلح الهندسة ضمن عالم الادب الذي هو غير عالم الارقام، فالهندسة في نظرهم – وهم محقون...
فهو منذ ان صارح محمودا أيام ثكنة " الراس" بمدى الإعجاب الذي يكنه للالمان ، لايزال على بعض رأيه ذاك حتى ورصاص هؤلاء يتساقط حوله كالمطر، إنه كمن دخل سوقا لا مصلحة له فيها ، لا مع البائع ولا مع المشتري، ولذلك بقي بين قناعتين ؛ فهو يحارب الالمان إعلاء لشأن بندقيته، وليس نصرة للعلم الفرنسي ، وهما...