عن أزمة الكتاب والنشر والتوزيع :
بعد حديث دار بيني وبين أحد أصحاب الأكشاك المعروفة في قلب الدار البيضاء مؤخراً ، عبر فيه عن ركود بيع الكتب والمجلات ، ومنها حتى تلك الكتب الزهيدة الثمن المدعمة من لدن البلاد العربية التي تصدرها ، تذكرت تجربة عشتها بالملموس مع أزمة كساد الكتاب ومصاعب ترويجه وتوزيعه...
أتذكّر، على الرغم من أن تذكّري قد يكون مضطرباً، مقالاً مدهشاً كتبه جيورجيو مانغانيللي يوضح فيه كيف يمكن لقارئ متمرّس أن يعرف فيما إذا كان الكتاب يستحق القراءة حتى قبل أن يفتحه. لم يكن يحيل إلى تلك الكفاءة التي يتصف بها قارئ محترف غالباً، أو قارئ حاذق وفطن، كي يحكم من خلال سطر المستهلّ، من صفحتين...
ليس مهما أن تكون شيوعيًا لتقرأ ، لا تتحدد القراءة بمراتب الانتماء، بل بطرق العيش، بفهم الحياة، بالعمل في الغد، القراءة بحث في المجهول، القراءة كشف عن الغامض، القراءة سؤال للمعرفة، القراءة فهم، القراءة شك فيما قيل، القراءة سفر في عقول المؤلفين، القراءة اكتشاف لمجهول الأسئلة، القراءة رؤية لمن يملك...
أول كتاب اشتريته مقدمة ابن خلدون. وكان عصيا على القراءة، ربما لأن أبي كان معجبا بالعلامة ابن خلدون.
كل الكتب، التي قرأتها في الطفولة، كانت عصية على الفهم قرأتها كصفحات طلاسم. قاومت عسر اللغة لإكمالها. كتب نيتشه، أشعار المتنبي، جدار كامو، وقصائد رامبو وفرلين بترجمات مختلفة ومتعددة، ومسرحيات...
منذ الصغر وأنا شغوف بالقراءة والكتابة وحب المطالعة ..كنت أقرأ كل مايقع تحت يدي من كتب قديمة وجرائد ومجلات ومطبوعات…وأحب الكتابة لدرجة أني كنت أكتب على أي مكان يصادفني…أكتب على ورق سيلفون السكائر ..أكتب على السبورة مستغلاً الفرصة بين الدرسين ..أكتب على الحيطان بالحجارة البيضاء ..أكتب بالفحم...
قد يتألم الواحد منا بعمق وهو يقرأ ما كتب بصدق ليتساءل عن حال الكاتب لحظة الكتابة . هذا الأخير الذي كلما هم بها الا وحاول جادا مجتهدا ان يحاكي اللحظة بكل طقوسها ليبوح فيرتاح ، ثم يتلفظ بما تكدس من حزن وهم وغم بالفؤاد عله ينزاح، و الا فهي غبطة وبهجة وافراح، فتراه يغرد منتشيا كما البلبل الصداح ...
لا يختلف اثنان حول قدسية القراءة ونبلها واهميتها في حياة كل منا لاسيما نحن " امة اقرا" ناهيك عن طبيعة هذا العصر الذي يفرض علينا فرضا حسن القراءة وتدبرها واثقانها لفهم معانيها ودلالاتها وارسالياتها المتنوعة والمختلفة والمتباينة لمواكبة عصر الحداثة والعولمة والتكنولوجيا في ادق صيحاتها المتجددة في...
كان من كتاب صفحة " أصوات " الذين كانوا يدرسون معنا في كلية الآداب في ظهر المهراز بفاس : إدريس الناقوري ونجيب العوفي وأحمد المديني وعمر والقاضي ومحمد القماص وأغلبهم كانوا يكتبون القصة القصيرة وكان من الذين ينشرون الشعر أحمد بنميمون وأحمد الطريبق اليدري وإدريس الملياني وأحمد مفدي وع.الجبار...
قِيلَ منذ وقت طويل جداً إنّ للكتب مصيرها. نعم إنَّ لها مصيراً، وهو يشبه إلى حدٍّ كبير مصير الإنسان. فهي تشاطرنا غيابَ اليقين الكبير لدينا حيال خزينا أو مجدنا، والظلم الشديد والاضطهاد العنيف، والافتراء وسوء الفهم، وشهرة النجاح غير المستحقة. ومن بين جميع الجمادات، وإبداعات الإنسان كلها، إن الكتب...
ان للكتاب أهميته الثقافية في فتح آفاق معرفية جمّة في شتى مشارب الآداب والفنون والعلوم, فالكتاب يتيح فرص التنوير الفكري والعقلي والذوقي وتنمية القدرات البشرية من اجل مواكبة ما يستجد من تطور علمي في مجال (الطب, الهندسة, التكنولوجيا), أو جمالي في مجال (الأدب, الفنون), ليحقق الإنسان الموائمة...
توقفت أمام كومة الكتب المتراصة على حامل من الخشب الرخيص، وبمقابلها كومة أخرى أمام “فاترينة” محل كبير، قديم وشهير، وعلى أرض الرصيف حولهما كومات أخرى، مرتبة، وبعضها مغلف ببلاستيك رخيص أيضا.
الكتب منسقة بشكل غير عشوائي، ليس بعناية فائقة، لكن الترتيب ينم عن درجة ما -لا تزال بسيطة- من المعرفة...
ما إن ادخل المكتبة في الطابق الثاني حتى تداهمني رائحة الكتب والرطوبة وخبث المياه التي تسرّبت من السقف الى الارضية وداهمت بعض كتبي التي تلفت وانكمشت، حاولت كثيراً ابعاد قطرات الماء عن غرفة المكتبة لان الكتب ترتعب من المياه فهي حتفها الاكيد وقد ضاعت مني الكثير من الكتب بسبب المياه، المهم في الامر...
أتي علينا زمن يكتب فيه أناس أضعافا مضاعفة لما يقرأون، ويتيهون بامتناعهم عن القراءة أو ضآلتها علي ما عداهم من الكُتَّاب، متوهمين أن البديهة وحدها، أو الموهبة منفردة، بوسعها أن تكون كافية شافية كي تصنع كاتبا يدوم.
أفهم أن تعطي الفطرة السليمة، والقريحة المتوقدة، والذاكرة الطازجة، شخصا يمسك...
يقول المتنبي: أعز مكان فى الدنى سرجُ سابحٍ = وخير جليسٍ فى الزمانِ كتابُ.
ومن المؤكد أن هذا الشاعر عرف كلتا المتعتين. فشعره يدل على أنه كان فارسا؛ كما يدل على أنه كان يجالس الكتب، ولا سيما كتب الفلاسفة. ومن ثم كان وصفه بأنه شاعر حكيم. أما أنا فإنى لم أعرف متعة السباحة مع الخيل إلا مرة واحدة...