خير جليس.. الكتاب وحده لا شريك له

يرجع بعض الكتاب زمن قراءاتهم الأولى إلى الطفولة المبكرة، كأن يقول أحدهم إنه قرأ أول كتاب وهو في الخامسة أو السادسة من عمره، ذلك لم يحدث لي لسبب بسيط، والدي بالكاد «يفكك الحرف» كما يقولون في اللهجة الشعبية، ووالدتي لا تقرأ ولا تكتب ولم تجلس في حياتها على مقعد مدرسة. كانت عائلة رعوية في ريف جبلي...
أذكُر عندما كنت طالباً في المدرسة الإعدادية، تمّ ضبطي متلبساً بقراءة أحد دواوين الشاعر أمل دنقل، وإحالتي إلى التحقيق الفوري. وبعد مشاوراتٍ ومفاوضاتٍ، أخبروني بجريمتي الشّنيعة، التي أشكر الله أنّها لم تنتقل إلى مخافر الشرطة. كان السبب هو حيازة كتاب يشجّع على الرّذيلة! وأذكر أيضًا، عندما أصبحت...
تشكّلتْ أولى مكتباتي، في بدايات الطفولة، من كتب ثلاثة فيما أذكر. تلك الكتب كانت هي " دمعة وابتسامة" لجبران، و"النّحو الواضح" – لا أذكر مؤلّفه- وكتاب ثالث من تأليف أساتذة مصريّين، من بينهم أحمد أمين ( أعرف الآن أنّه الجزء الثاني من مؤلّف مدرسي ممتاز في أربعة أجزاء، عنوانه: المنتخب من أدب العرب)...
حين عملت في محل بيع كتب مستعملة – عمل تتخيّله بكل سهولة، إن لم تكن عملت في مكتبة من قبل، نوعاً من فردوس حيث رجال عجائز دمثون يتنقّلون بين الكتب، متصفحين على نحو لا ينتهي، وسط مجلدات مغلّفة بجلد عجل – الشيء الذي أثّر في بصفة رئيسية هو ندرة الناس المولعين بالكتب حقاً. كانت مكتبتنا تملك مخزونا مثير...
كيف نعلل ظاهرة انتشار الكتب السيئة، وبشكل خاص الادبية في مجالات الشعر، القصة والرواية المتدنية المستوى الفني والجمالي، ومرافقة ظاهرة النقد التلميعي او المجامل لتلك الكتب. وهل فقدنا القدرة على انتاج كتاب مقبول، وناقد جمالي حقيقي يبحث عن المضمون بعيدا عن المجاملة والعلاقة الشخصية والاخوانيات...
ذكريات قراءة باميلا باول هي أقل إذا تعلق الأمر بالكلمات، وأكثر فيما يخص التجربة. "أنا أتذكر دائماً تقريباً أين كنتُ وأتذكر الكتاب بذاته. أتذكر الشيء المحسوس"، تقول باول، محرِّرة عروض الكتب في صحيفة النيويورك تايمز، والتي تقرأ، من الإنصاف القول، الكثير من الكتب. "أتذكر الطبعة؛ أتذكر الغلاف؛ وعادة...
بينما كانت النيران تلتهم تراث ابن رشد ورسائله وكتبه، كان الناسُ حوله يهتفون فَرَحاً وسروراً بالقضاء على الزندقة والخلاص من الكفر! ولاحظّ ابن رشد أن أحد تلامذته كان يبكي بحرقة على الفكر الذي تلتهمه النيران، فهدأه ابن رشد قائلاً: «إذا كنت تبكي حال المسلمين فاعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعاً، أما...
بعد أيام من الوجبات الخفيفة يقول أحدنا لنفسه «أنا بحاجة إلى وجبة دسمة». الوجبة الدسمة هي اللحم. ولكي تكون الوجبة دسمة بحق، فهي كمية وفيرة من اللحم الصريح، وليس العينات الصغيرة التي تقدمها المطاعم الراقية من ذلك الشيء الرخو، الذي غادر أصله الحيواني تحت المعالجة بصلصات ملونة والمجلل بتاج من إكليل...
لقد كان صديقي الذي خرج تواً من المستشفى الحكومي هو الذي سمح لي باستعارة كتاب جيم كارول "يوميات لاعب كرة سلة". كنت في السادسة عشر وقد هجرت لتوي المدرسة الثانوية. قرأته في بانيو الحمّام، دخنت سجائري الواحدة تلو الأخرى، ولم أتوقف عن القراءة إلى أن أصبح جلدي مجعداً وجافاً كقشرة البرقوق ولطعتُ الصفحة...
خزائن الأسرار ذاكرة تتحدى الغياب.. والتراب أحيانا! ليست مجرد كائنات صماء قابعة على أرفف خشبية، ولا هي أوراق تتبدل ألوانها بفعل تأثيرات الزمن دون أن تشعر لأنها جامدة، لكنها مجموعة حيوات تعيد استنساخ أرواح أصحابها، فتستمد وجودها من علاقة حميمة جمعت بين لمساتهم وأوراقها ذات يوم بعيد...
عن أزمة الكتاب والنشر والتوزيع : بعد حديث دار بيني وبين أحد أصحاب الأكشاك المعروفة في قلب الدار البيضاء مؤخراً ، عبر فيه عن ركود بيع الكتب والمجلات ، ومنها حتى تلك الكتب الزهيدة الثمن المدعمة من لدن البلاد العربية التي تصدرها ، تذكرت تجربة عشتها بالملموس مع أزمة كساد الكتاب ومصاعب ترويجه وتوزيعه...
أتذكّر، على الرغم من أن تذكّري قد يكون مضطرباً، مقالاً مدهشاً كتبه جيورجيو مانغانيللي يوضح فيه كيف يمكن لقارئ متمرّس أن يعرف فيما إذا كان الكتاب يستحق القراءة حتى قبل أن يفتحه. لم يكن يحيل إلى تلك الكفاءة التي يتصف بها قارئ محترف غالباً، أو قارئ حاذق وفطن، كي يحكم من خلال سطر المستهلّ، من صفحتين...
ليس مهما أن تكون شيوعيًا لتقرأ ، لا تتحدد القراءة بمراتب الانتماء، بل بطرق العيش، بفهم الحياة، بالعمل في الغد، القراءة بحث في المجهول، القراءة كشف عن الغامض، القراءة سؤال للمعرفة، القراءة فهم، القراءة شك فيما قيل، القراءة سفر في عقول المؤلفين، القراءة اكتشاف لمجهول الأسئلة، القراءة رؤية لمن يملك...
أول كتاب اشتريته مقدمة ابن خلدون. وكان عصيا على القراءة، ربما لأن أبي كان معجبا بالعلامة ابن خلدون. كل الكتب، التي قرأتها في الطفولة، كانت عصية على الفهم قرأتها كصفحات طلاسم. قاومت عسر اللغة لإكمالها. كتب نيتشه، أشعار المتنبي، جدار كامو، وقصائد رامبو وفرلين بترجمات مختلفة ومتعددة، ومسرحيات...
منذ الصغر وأنا شغوف بالقراءة والكتابة وحب المطالعة ..كنت أقرأ كل مايقع تحت يدي من كتب قديمة وجرائد ومجلات ومطبوعات…وأحب الكتابة لدرجة أني كنت أكتب على أي مكان يصادفني…أكتب على ورق سيلفون السكائر ..أكتب على السبورة مستغلاً الفرصة بين الدرسين ..أكتب على الحيطان بالحجارة البيضاء ..أكتب بالفحم...

هذا الملف

نصوص
152
آخر تحديث
أعلى