حسين رشيد - الكتب السيئة..

كيف نعلل ظاهرة انتشار الكتب السيئة، وبشكل خاص الادبية في مجالات الشعر، القصة والرواية المتدنية المستوى الفني والجمالي، ومرافقة ظاهرة النقد التلميعي او المجامل لتلك الكتب. وهل فقدنا القدرة على انتاج كتاب مقبول، وناقد جمالي حقيقي يبحث عن المضمون بعيدا عن المجاملة والعلاقة الشخصية والاخوانيات والكتابة مقابل المال او الهدايا. جزء اخر مقصود من الكتب الأدبية السيئة تلك التي تتكلم عن طائفة او قومية بشكل سيئ ومتبجح، خاصة كتب السرد والرواية وبشكل خاص التي كُتبت في ظل النظام الدكتاتوري المباد التي فيها اساءة لمكون عراقي تقربا للسلطة انذاك وهناك أمثلة كثيرة لاحاجة لذكرها الان، والكتب المشابهة لها الصادرة ما بعد سقوط النظام البعثي.


قد يكون من اسباب انتشار الكتب السيئة ما بعد 2003 غياب الرقابة الكاملة على المطبوعات حكوميا ومؤسساتيا وهذه من ميزات الديمقراطية والتعددية التي يفترض اننا في ظل هكذا نظام سياسي حاكم، وربما بسبب غياب النقاد عن الساحة الأدبية والفكرية غيابا كاملا واقصد هنا النقاد اصحاب الباع الطويل بالكتابة ومن سار على نهجهم بالبحث الجمالي والابداعي والتنقيب في الكتب والنصوص التي تنشر وفرز الغث والسمين، وفي الاونة الاخيرة دخول مواقع التواصل الاجتماعي بصناعة الكتاب والادباء عبر الكروبات اذ يتم التطبيل والتزمير لبعضهم البعض وفي ليلة وضحاها تجد كتابات جدار الفيسبوك مطبوعة في كتاب يعاد الترويج لها في تلك الكروبات ويعلن عن تصدره قائمة المبيعات وان عدد طباعته تجاوزت اصابع اليد الواحدة وهذا بمساعدة وعمل عدد من دور النشر ومكتبات بيع الكتب. وثمة سبب اخر قد يكون مخفيا بعض الشيء فالذي يبدو ان الصناعة والترويج وصل الى الثقافة اذ اخذ البعض ممن يدعون انهم عرابي الثقافة بمحاولة صناعة أدباء من الجنسين وحتما هذه الصناعة والترويج لها ليس بالمجان.

الثقافة العراقية تفتقد للتقاليد الحقيقية التي يمكن ان تؤسس لثقافة منتج ابداعي رصين، وبما ان تعاقب المؤسسات المعنية بالامر سيطر عليها اناس الكثير منهم لاشأن له بانتاج الثقافة والفعل الثقافي اليومي حتى ان اغلبهم ربما لايعرف معنى الفعل الثقافي اليومي واهميته في الانتاج المعرفي، مع ذلك فالعراق ليس فقيرا بالكُتاب الجيدين، ومثلهم النقاد الجيدين، لكن المشكلة في من يملك الاضواء فهي تسلط على الكتاب السيئين كثيرا، وهذا العمل يقوم به للاسف من يسمون انفسهم بالنقاد او المتابعين للشان الثقافي، وللاسف ايضا هذا الحكم يشمل الجميع، اقصد جميع المؤسسات المعنية بانتاج الثقافة والكتابة وقد يقول قال وان تم ذلك في المؤسسات فكيف يتم التعامل مع دكاكين النشر والتوزيع التي تتكاثر دون تلمس أي تغيير في الخارطة المجتمعية العراقية جراء من ينشر ،من كتب يفترض انها تسهم بالتغيير نحو

الافضل.

الحركة النقدية في العراق هي الاخرى كالمد والجزر، اذ سمحت لكثير من الشوائب ان تلوث البيئة النقدية والثقافية العراقية، بل وتسببت بتشويه صورة الادب العراقي، عبر جملة اصطفافات حزبية، قومية، مذهبية، وهذا بحد ذاته من علامات التعمد القتل الثقافي البطيء الذي تعمده عدد من كتاب وادباء ونقاد النظام السابق، ومن خالفهم بالتوجه بعد 2003 لكن عبر اصطفافات اخرى؟!.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى