أخفي الهوى ومدامعي تبديه
وأميته وصبابتي تحييه
ومعذبي حلو الشمائل أهيف
قد جمعت كل المحاسن فيه
فكأنه بالحسن صورة يوسف
وكأنني بالحزن مثل أبيه
يا محرقا بالنار وجه محبه
مهلاً فإن مدامعي تطفيه
أحرق بها جسدي وكل جوارحي
واحرص على قلبي فإنك فيه
إن أنكر العشاق فيك صبابتي
فأنا الهوى وابن الهوى وأخيه
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي
روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ
لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي
ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف
فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ
يا مانِعي طيبَ...
هو الحُبّ فاسلم بالحشا ما الهَوى سهلَ = فما اختارَهُ مُضْنى به وله عقْلُ
وعِشْ خالياً فالحُبّ راحتُهُ عَناً = وأَوّلُهُ سُقْمٌ وآخرُهُ قَتْلُ
ولكنْ لديّ الموتُ فيه صَبابةً = حياةٌ لمَن أهوى عليّ بها الفضل
نصحْتُك عِلماً بالهَوَى والذي أرى = مخالَفَتي فاختر لنفسكَ ما يحلو
فإن شئتَ أن تحيا سعيداً...