بهاء إيعالي

1 قبل أن تتكلّم العزلة عن ذوبان الجسد في جدرانها، ستنعصرُ هذه الغرفة الضيّقة حتى تكاد تجعلني عرقًا هلاميًّا. سأحاولُ ملامسة حديد الشرفة علّني أنجو، وسأجرّب الغناءَ علّني أنالُ برودة نيرون فيما كانت روما تحترق. ولا شيء سيذكّرني بقبحِ سجني إلا الريح. 2 أمعقول ما أوعزت به العاصفة للأشجار؟...
من تلك المسافة الممتدّة بين الـ "هُناكَيْن"* ثمّة صراخ تسمعه قطط ممسوسة وتندفع إلى تفاليش الحنين القاتم. *** ينطلق رقّاص السّاعة ينحتُ دائرةً لوجه الأرض العجوز ربّما خالَه الأصدقاء أنّه يبحثُ عن شظيّةٍ خرجتْ من أبابيل. *"هُناكَيْن": هناك+ هناك *** فوق انحدار الشّفق تتساقط الأوراقُ مُتّخذةً...
1 وقت دخلَ المصوّر ذاك الحيّ المسقوف بالصفيح المثقوب لم يكن هناكَ دخانٌ إلا ما التصق بأرجوحةِ الساحة. 2 حتى الموتى يجيلون أنظارهم في قبورهم قبل أن يدخلوها. 3 الأصدقاء لم يصلوا وأغنية الجنازات الكريهة بعد. 4 أروح-أجيء في دغشةِ المدينة المذعورة ألمحُ مصباحًا بحجم رأسِ من يبحثُ عن عمل أظنّ أنّي...
1- أنا يا فماً يمدّ بتثاؤبه عتمةً واثنينِ وثلاثين قمراً يا أنفاً يولّد بهوائه كهرباءَ الجسد يا عينين ترتفعان كالشوادرِ رغم قوة الشمس أكاد لا أقولُ إنّ هذا وجهي. ** 2- النجومٌ كُللٌ تلعبُ بها الأرباب القمرُ كرةٌ يركلها الإله ببطء وأنا أبيع حصّتي من هذا الليل لئلّا تلحقني التهمة. ** 3- هل لو كان...
حينَ خرجَ ظلّي وتمدّد منتصفاً الماء والرمل لم أعُد أفهمُ عليه شيئاً كلُّ ما فيه فقّاعاتٌ تحاولُ إغرائي بالغرَق. الجسدُ مدينة لا نعرفها كريستين... لدمٍ لم يكتمل ارتفاعه الجدران ترزح تحت نير اللحظات كأنّها تسقط مطرٌ خفيفٌ يغيّرُ لون البحرِ وأشياء أخرى داخله وأنا أسألُ الشّمس باستمرار...
أطيلُ النّظرَ في الحقلِ البَعيد كلُّ ما ألمحهُ بقايا عِطر لكِ مثلما تَجْمعُ الأرضُ عَبيرَها بينَ بُتْلَتينِ صَغيرتينِ خَفيفتينِ ومثلما في مَدينةٍ مُكتظّةٍ أستمعُ لِكنارٍ مُختَنِقٍ أحاولُ جمعَ هذا العِطرِ في زُجاجةٍ ضيّقةٍ أغنّي لفتاةِ الحَقلِ: لا تركُضي كثيراً، إنّها زهرةُ البَابَاتيا يُزعِجُها...
في صباحٍ جميلٍ ارتفع مخمل البحر كل يومٍ كنّا نذهب تحت أشعّة الشمس المبهجة ونرمي الخبز للعصافير. كلّ يومٍ والفتيات يحملن دلافيناً على شفاههنّ يحملن حجارة كريمة خموراً وتعاويذاً عندما رأيناهنّ تلوّن المساءُ بنكهة جذور السوسن. خلال هذا الوقت تعلّمنا كيف ننوّم الأفاعي باستخدامِ مزمارٍ قديم، تعلّمنا...
هل ينبغي أن أبحثَ عن وجهكِ الآن؟ أبحث إيجاد الوجه إيجاد الضوء فقدان الوجه فقدان الماء الجدران ترزح تحت نير اللحظات كأنّها تسقط بيدٍ مبتورةٍ يودّعُ الشهداءُ راياتهم موت الوجه موت الكون أي موت؟ لا موت طالما هو في مكانٍ ما قد يكون هنا، هناك... لا أعلم، المهم أنّه في مكانٍ ما هذا المكان الذي...
1- في الحرب يا صديقي فكر فقط كيف ستأكل العصافير وقتها. 2- هناك خبزٌ لكلّ مقبرة مقبرةٌ لكلّ حانة حانةٌ لكل قتيل فقط. 3- دائماً تركض خلف طودينِ من الغبار إنّهما عينا حبيبتك. 4- الدخانُ في الريحِ كثيرٌ مضطربٌ كجبلٍ سينفجر كأنتِ يومَ ماتَ الرب. 5- للحربِ بوقٌ واحد أما الطبول محضُ مكبراتِ صوتٍ...
" فيروز من خلعت وجهها وقذفته نحو السماء" طفلتان من أفغانستان طفلتان من أفغانستان فيروز من عبرت حقل الألغام في برقة ورائحة الموت فيروز من خلعت وجهها وقذفته نحو السماء لتضيء برقة؛ فيروز قفزاتُ أيلٍ في صحرا تبلّل جسدها لفرط ما بكى الصبار فيروز من لم تفتح عينيها لترى العصافير منذ سنواتٍ تركت دموعها...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث
أعلى