د. سامي عبدالعال

" الثقافيةُ هي ما تبقى في عقل الإنسان بعد أنْ ينسى كلَّ شيءٍ ..." أنطون تشيكوف إحدى مفارقات الإنسان أنَّ شعوره بعدم الاكتمالِ يُلازمه نوعٌ من الإشباع. أي يحدث لديه شعوران متناقضان: أحدهما شعور النقص الكامن في ذاته والآخر شعور الزيادة تجاه ما هو دونه. فالإنسان من حيث ( كونه قاصراً ) لا يستطيع...
هل تُؤثر الطقوس ثقافياً في حياة الإنسان؟ هل تحتل الطقوس منطقةً واضحةً أم غامضةً من تكويننا البشري؟ بأية معانٍ تسقط عباءةُ الطقوس هنا أو هناك داخل المجتمع؟ ماذا لو تمَّ تجسيدها فنياً؟ الخيط الناظم داخل أغلب لوحات الفنان محسن أبي العزم هو الطقوس. خيط امتدّ ضمناً وصراحة رغم اختلاف الموضوعات التي...
هل يتلون القهرُ بنكهةٍ من السعادةِ في حياة الناس؟! هل الإنسان البائس يرفلُ في بهجة قريبةٍ أو بعيدةٍ حتى؟! كيف يجتمع الشقاءُ مع السعادة في رأس واحدٍ؟! إنَّ مثل هذه الأسئلةً تستدرجها لوحاتُ الفنان المصري محسن أبي العزم عبر إجابات فنية مشفرةٍ. والإجابات الفنية هي إلتقاط ( لحظات إنسانية وجودية )...
ليس أدعى إلى الإشارةِ نحو الناسِ إلاَّ وجودهم المتنوع الثري. إذْ تعبر كلمة " الناس" عن عواطف ومعانٍ حدّ الإدهاش، الناس أزمنةٌ وأمكنةٌ وصورٌ وحالات من العيش. بالتحديد يتجلى وجودهم كما هم دون أشياءٍ أخرى. حيوات الناس تجسدُ واقعاً حياً، لا أفكار هنالك تسقط فوقهم من أعلى ولا تنبثق من أسفل. فأنت كما...
"وحده الفن يُعطينا ما نعجز عن الوصول إليه، إنه يكسر القيود التي تحيط بنا من كل جانبٍ..." القطيع تكوين بشري لاحم حول كيان الإنسان عقلاً وجسداً، أي أنَّه يُقيد الطبيعةَ والحياةَ الكامنتين فيه، لا يترك مساحةً لحركته ولا حتى لآفاقهِ الحُرة. القطيع هو( قدرتنا الفذة ) نحن الآدميين على أنْ نكون...
لو تخيلنا الفلسفةَ إنساناً في مجتمعاتنا الراهنةِ، فلن تكون غير( رجل كهلٍّ ) أعيّاه الزمانُ وأثقل. رجلٌّ جاءَ من كهوف غابرةٍ مارّاً بدهشتنا التي لا تنقطع. والأبواب أمامه موصدة كمتشردٍ( فاقد الأهلية) لأنْ يُصبح عضواً ضمن واقعٍ حيٍّ. الناسُ ليسوا فقط أعداءَ ما يجْهلُّون، ولكننا سنعرف: أنَّهم أعداء...
كلما جاء المعنى في الإسلام كونيّاً، أخذ يتحلل من الجُذور التي تشده إلى الوراء. وقد بانت الفروق الفاصلة بين مفهومٍ وآخر، وأتخيل أنَّ تصورات الإسلام حول ما هو كوني في الحياة أمر بالغ الحساسيةٍ تجاه الماضي كله. المفارقة أنَّ المعنى يرمي إلى التجاوز لا إلى الثبات، إلى الأكثر تنوُعاً لا إلى الأقرب...
(4) يبدو السؤالُ وارداً عن جوهر الرحمة، بعدما عرفنا بأية درجةٍ تطرحها النصوص الأساسية في الاسلام. وليس الجوهر ماهيةً قابلة للتراجع بحسب مركزية المعنى، لكنه حركة وتفضية spacing، أي خلق فضاءات متواصلة ومفتوحة على الدوام. لو تخيلنا الأمرُ أشكالا هندسيةً، فهندسة الرحمة ممتدة، وتتوالد منها صور لا...
لا يعني وجودُ تأسيسين للإسلام: ( الإسلام كدين عالمي ) وإسلام الرحمة (كمفهومٍ كوني ) أنهما متصارعان لا محالة. فبخلاف أية نبرةٍ صارمةٍ أخرى، ليس التأسيسان المُشار إليهما منفصلين بالضرورة. طالما وُجدت الرحمة، فبإمكانها إعادة تفسير( إعادة تفهُم ) كل متعلقات الإسلام المُؤرّخ، وبإمكانها كذلك أنْ تُغير...
ثمة فارق كبير جداً بين كوْن الإسلام ( ديناً عالمياً universal religion) وإسلام الرحمة ( كمفهوم كوني cosmic concept ). لأنَّ عالمية الرسالة جاءت في المواعيد السياسية والإجتماعية المنتظرة لكل مُتطلِّع لفرض الاسلام ( بالدعوة أو السياسة أو التنظيم أو التطبيق ). وهذا التعميم هو أحد( الأشكال المقلوبة...
متى تتحقق كونيّةُ المعنى في الاسلام؟! .. استفهامٌ بالغ الأهمية إلى درجة كبيرةٍ، لأنَّه قد يأخذنا بعيداً عن تنظيرات العقائد والمذاهب، وكذلك يمثل سُؤالاً مختلفاً يبحث عنه الآخرون. إذْ كثيراً ما تساءل أهل الأديان عن الجانب الذي لا يخصُ المسلمين من أنفسهم، وعما يُعطّىَ من حياتهم إلى الحيوات المغايرة...
تظل بعضُ معالم الحقيقة باقيةً مهما كانت التحديات والظروف المحيطة بها، ونحن ندرك أنَّ السلطة تقدم لها تأويلاً بحسب مآربها الخاصة. وترى فيها خطراً داهماً يجب التخلص منه. ولكن نظراً لكون الحقيقة لا تتلاشى( كما سنعرف بعد قليلٍّ )، فلا تملك أيةُ سلطةٍ سوى حجبها. إنَّ فعل الحجب، الحظْر، المنع، يلائم...
ستُواصل الحقيقةُ طريقها نحو( الاعتراف المُمتنِع )، وهو لونٌ من الإعتراف الباهت، حيث سيتم العودة إليها عاجلاً أم آجلاً. ولكن على كل حقيقة أنْ تخرج إلى مستوياتٍ أخرى من الوجود. الحقيقة ضرب من السعي إليها أيضاً، فهي لا تُوجد بين كائنات تأكلُّ من خشاش الأرض. إنَّ النضال لأجلها ومحاولة كشفها أمور...
" ليس كلُّ ما يُقال حقيقةً، لكن يجب أنْ تُقال الحقيقة يوماً ما ... " هل للحقيقة قُوى خاصة تحُول دون استغلال السلطة؟ بالطبع، ولكن قبل التفصيل، يجب معرفة اختلاف القوة عن السلطة في هذا السياق. القوة هي ( إمكانية ذاتية ) على الظهور المُحايد لا العنيف، على التجلي الظاهر بدرجاتٍ لا المتواري بإطلاقٍ،...
هناك افتراضٌ مُؤدّاه: أنَّ( الحقائقَ حقائقٌ ) ولا تحتاج إلى سلطةٍ أيا كانت، مما قد نتحدث عنه بمزج تلك الحقائق بدلالاتٍ ثقافية أخرى. ومن ثمّ،َ فلا تُوجد مبرراتٌ عمليةٌ لربط السلطة بالحقيقة. ورغم أنَّ قولاً كهذا يتضمن نوعاً من المنطق، إلاَّ أنَّه يَفترض التسليم بالحقائق دون اعتباراتٍ مغايرة...

هذا الملف

نصوص
155
آخر تحديث
أعلى