لم تستسلمْ سنبلةٌ رضَعتْها دموعُ أمي في خمسِ أغنياتٍ مالحةٍ لزمنٍ مائلٍ
لم تنكسرْ أحلامُها في قسوةِ ليالي الحصادِ
لم تَطُفْ حولَ شجرةِ التوتِ
لمْ تسرحْ جدائلُ العنبِ الأسودِ في الأعيادِ
لم تنَمْ على سريرٍ فقدَ نشيدَهُ وانصهرَ مع معطفٍ رماديٍّ في قارةٍ مجهولةٍ
بقيتْ الغرفةُ طينيةٌ تغنّي للبابونجِ...
لن تستشهد الذكرى
وأنت تقبّلين شرفات الحياة
لمجد أبناء الشمس والنار يا عفرين...
تنحني السماء بنجومها بسديمها
لأنك أنتِ بنت الله المختارة !
عفرين أنتِ أغنيتنا الأخيرة
عفرين أنتِ أغنيتنا المؤجلة
ملامحك خضراء ينسجها بخور تربتكِ
أغصانك شامخة مثلك
زيتونك يرسم ملامح...
تختفي المرآة و تغترب كلما ابتعدت عن شهيق القطار، تذوب في ممر ضيق ، وتذبل تحت وطأة زوايا الفصول والأنفاس حافية من كل الجهات، رأيت مملكة تضحك ودموعها شلال وحل أحمر .
رأيت ظل كأس يرنو اليّ في صور غير متمائلة ،رأيتُ مسبحة أبي معلقة تحت ضوء باب الدار تبكي حين تغنّي شجرة الرمان الشامخة على حافة البئر...
تأخرت كثيراً ،أيتها الفراشة
مئة عام و أنا أنتظرك
كفارسة تعطر خفايا أحلامي
تمسح وجه الأرض من خفافيش النهار
لما لاتأتين
أين تمكثين وصوتي يختنق ويحترق مع زيتون عفرين
ويموت مع لغة جافة فوق صدر لوحة معتمة
أينك أيتها الفراشة
اخرجي
ليستيقظ القلم ويرسم ذائقة ملامحمك
ينحت لنا صورة تاريخية على إسمك...
لأني كردي
أهيم على ضفاف الغياب ينحني الموت ويدخن صمت الّليل
تفاصيل المدن والأزقة و الشوارع معلقة على صليب العالم
ليّ بداية مخبأة تحت غيمة عذراء
لا قافية تسدلها ولا نهاية لها
تشتهي الغناء في معبد معتق بالنبيذ تحت وطأة العواصف
ليست كلّ المحيطات جامدة بل غارقة في السؤال و البحار دافئة
أمواجها ترقص...
مدينة نائمة تستيقظ على صفيح ساخن
أهلُها يفترشون قلوبهم في قطار بطيئ
محطة تائهة تُلملم رغوة الشك قبل بلوغ دخان الشّفق
دراجة هوائية تطير نحو طبقات السماء
تستوقف عرافة طول الطريق وعرضه في خريطة الكف
مسبحة منقطة بالفضة
تقرأ تفاصيل كفّ المدينة المهمشة في شرفة التاريخ
بوصلة تَنشد إيقاع زائف
تبحث عن...