عدنان شيخموس

ظلٌّ ذابَ في شفاهِ نهرٍ تائهٍ شواطئٌ أتعبَتها ظلالُ الأسفارِ في ثنايا وشاحِ البحرِ تتوهّجُ المسافاتُ في ضجيجِ شوقٍ معلّقٍ في عنقِ الغيمِ يشدو الزّيزفونُ عالياً ويتّكئُ في أحضانِ القادمينَ منَ الشّمالِ شجرةٌ من سلالةٍ سامقةٍ ، غصنٌ من سلالةٍ ذليلةٍ ، سلالةٍ حافيةٍ على كتفِ الوجعِ. وحدها...
ذاكرةٌ نائمةٌ على كتفِ الرّيحِ جداولُ ثكلى تغنّي لشجرةِ توتٍ في شمالِ أبجديةِ التّاريخِ لنورسٍِ مهيضِ الجناحِ بينَ خاصرةٍ مائلةٍ خرساءَ تنبضُ غصناً وسراباً بينَ ثنايا الصّفصافِ ولا تدركُ أنَّ القلبَ في غرفةِ الإنعاشِ تغفو الأعوامُ وتنهضُ ذاكرةُ الموتى على سياجِ ليلٍ من نبيذٍ… ذاكرةٌ نائمةٌ...
غيمةٌ تغسلُ شفاهَ غابةِ صنوبرٍ بومضةٍ ثكلى غابةٌ زاهيةٌ تستوطنها أعشابٌ خرساءُ ومقبرةٌ تغسلُ وجهَ ثلجٍ، ولن تتحسّر شتلةٌ أينعَتْ تحتَ قرميدٍ أحمرَ نخلةٌ مكتوفةُ العينينِ تقمّصَ ظلَّها دورُ الغياب ، و تنتظرُ مواسمَ جزرٍ لا يذوبُ غيابُ ظلِّها المائلِ تفرشُ رفاتَ شوقٍ ولا تأبى مسافاتٍ حافيةٍ...
غيمةٌ تغسلُ شفاهَ غابةِ صنوبرٍ بومضةٍ ثكلى غابةٌ زاهيةٌ تستوطنها أعشابٌ خرساءُ ومقبرةٌ تغسلُ وجهَ ثلجٍ، ولن تتحسّر شتلةٌ أينعَتْ تحتَ قرميدٍ أحمرَ نخلةٌ مكتوفةُ العينينِ تقمّصَ ظلَّها دورُ الغياب ، و تنتظرُ مواسمَ جزرٍ لا يذوبُ غيابُ ظلِّها المائلِ تفرشُ رفاتَ شوقٍ ولا تأبى مسافاتٍ حافيةٍ...
داليةٌ تفرشُ ذراعيها المبلّلتين للعصافيرِ توقدُ الرّوحَ من ثوبِ الوفاءِ ترسمُ لوحةً للفراشاتِ على ضفافِ الرّحيلِ داليةٌ وفيّةٌ تغسلُ بستاناً وحقولاً بماء الفرات.. تمهّلي أيتها الأرضُ الناعسةُ لماذا تذرفين الدّموعَ على نجومٍ فقدتْ عذريّتها؟؟ وأنتِ لستِ واحةُ عنبٍ ! مازلتِ صامدةً أمامَ تجاعيدِ...
لم تستسلمْ سنبلةٌ رضَعتْها دموعُ أمي في خمسِ أغنياتٍ مالحةٍ لزمنٍ مائلٍ لم تنكسرْ أحلامُها في قسوةِ ليالي الحصادِ لم تَطُفْ حولَ شجرةِ التوتِ لمْ تسرحْ جدائلُ العنبِ الأسودِ في الأعيادِ لم تنَمْ على سريرٍ فقدَ نشيدَهُ وانصهرَ مع معطفٍ رماديٍّ في قارةٍ مجهولةٍ بقيتْ الغرفةُ طينيةٌ تغنّي للبابونجِ...
داليةٌ تفرشُ ذراعيها المبلّلتين للعصافيرِ توقدُ الرّوحَ من ثوبِ الوفاءِ ترسمُ لوحةً للفراشاتِ على ضفافِ الرّحيلِ داليةٌ وفيّةٌ تغسلُ بستاناً وحقولاً بماء الفرات.. تمهّلي أيتها الأرضُ الناعسةُ لماذا تذرفين الدّموعَ على نجومٍ فقدتْ عذريّتها؟؟ وأنتِ لستِ واحةُ عنبٍ ! مازلتِ صامدةً أمامَ تجاعيدِ...
لن تستشهد الذكرى وأنت تقبّلين شرفات الحياة لمجد أبناء الشمس والنار يا عفرين... تنحني السماء بنجومها بسديمها لأنك أنتِ بنت الله المختارة ! عفرين أنتِ أغنيتنا الأخيرة عفرين أنتِ أغنيتنا المؤجلة ملامحك خضراء ينسجها بخور تربتكِ أغصانك شامخة مثلك زيتونك يرسم ملامح...
زارني ريحٌ أخرسُ قميصُهُ أبيضُ مبلّلٌ بماءِ البراري.. يعوي قائلاً :للنّهرِ خريرُك ؛ لا يئِن اليومَ صوتُكَ رَخيمٌ تَحتَ وسادةٍ مصلوبة.. ثَمّةَ مسافاتٌ تُزغْردُ للشّمعةِ الأخيرةِ قبلَ أنْ تذوبَ الأرضُ في أنفاسِ الرِّمالِ.. يديرُ وجهَهُ لنهرٍ أعمى ضلَّ دفترَ أفراحِه.. وظَهرُهُ لظلِّه وعيناهُ...
تختفي المرآة و تغترب كلما ابتعدت عن شهيق القطار، تذوب في ممر ضيق ، وتذبل تحت وطأة زوايا الفصول والأنفاس حافية من كل الجهات، رأيت مملكة تضحك ودموعها شلال وحل أحمر . رأيت ظل كأس يرنو اليّ في صور غير متمائلة ،رأيتُ مسبحة أبي معلقة تحت ضوء باب الدار تبكي حين تغنّي شجرة الرمان الشامخة على حافة البئر...
أيّتها الغيمة لاتبخلي بغناء على رموش شجر دعي بساتين العمر تنام بشغف على كتف مطر غيمة حبلى بالكهرمان سحابة أزرارها خرز ترتوي من زبد الغياب تبلل فهرس اللّيالي على خدِّ العنب… يختبيء التّراب في تابوت تحت ظل قبر مجهول ، تفيض السّماء حزنا يقذقه الريح ، والرّوح تستقر في أزرار الصمت قرية خالية تتوسد...
تأخرت كثيراً ،أيتها الفراشة مئة عام و أنا أنتظرك كفارسة تعطر خفايا أحلامي تمسح وجه الأرض من خفافيش النهار لما لاتأتين أين تمكثين وصوتي يختنق ويحترق مع زيتون عفرين ويموت مع لغة جافة فوق صدر لوحة معتمة أينك أيتها الفراشة اخرجي ليستيقظ القلم ويرسم ذائقة ملامحمك ينحت لنا صورة تاريخية على إسمك...
لأني كردي أهيم على ضفاف الغياب ينحني الموت ويدخن صمت الّليل تفاصيل المدن والأزقة و الشوارع معلقة على صليب العالم ليّ بداية مخبأة تحت غيمة عذراء لا قافية تسدلها ولا نهاية لها تشتهي الغناء في معبد معتق بالنبيذ تحت وطأة العواصف ليست كلّ المحيطات جامدة بل غارقة في السؤال و البحار دافئة أمواجها ترقص...
مدينة نائمة تستيقظ على صفيح ساخن أهلُها يفترشون قلوبهم في قطار بطيئ محطة تائهة تُلملم رغوة الشك قبل بلوغ دخان الشّفق دراجة هوائية تطير نحو طبقات السماء تستوقف عرافة طول الطريق وعرضه في خريطة الكف مسبحة منقطة بالفضة تقرأ تفاصيل كفّ المدينة المهمشة في شرفة التاريخ بوصلة تَنشد إيقاع زائف تبحث عن...
مواويل بحر تنشر كلماتٍ عارية تغسل أرواحاً بقدوم النوارس تنسج رقصة وشاحٍ بوجه جذوةِ الرمل. ينتشي النرجس ليشهدَ النهر العتيق بتمرد آذار تدخل الهويّة أرجوحة الزمن يضيق الوقت، تهتز الأرض و لا يضيع اللقاء. دمعة مالحة في عيونكِ ضفيرة لحياة تسكنُ أعماق خمرة الأنفاس. تراتيل شوق ترتب أدراج هواء لفضاء...

هذا الملف

نصوص
18
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى