لستُ صديقة الشّعراء والشّاعرات
أعني لا استضيفهم في بيتي
نتحدّث عن السّمك الذي نلتهمه بأدب
كأنّه حريّة ملوّنة
ثمّ وانا أجلي الصحون أنتقي الكلمات التي تجعل
رغوة الصابون شيئا يشبه "منزلق الشّعر الحديث".
قد أبدو غبيّة وأنا اقول رأيي في ديوان لم أقرأه
وأسرق في طريقي إلى الحمام بعض تعريفات أنيقة
عن...
الدّم يسيلُ من يدها نزيفا أحمر. قطرات على الأرضيّة البيضاء، قطرات أخرى شكّلت لوحة على جدار الحمّام. وه مجدوع الأنف بعين واحدة. بسبّابتها الملطّخة بدمها الحارّ رسمت أنفا ثمّ عينا مغمضة وتفرّغت لتضميد يدها بمنشفتها الكبيرة. نظرتْ إلى المرآة المهشّمة أمامها فأطلّت عليها نصف امرأة دون وجه. فخذها...
الوردة في النصّ قيء.
أشمّها عن بعد.
هذا الحبّ القيء في أيّ درجٍ تخبّئونه؟
وصفة بيضة مقلية مُتقنة أكثر
مدهشة إذا قرأتها مرّتين.
هذا السيلوفان الغلاف ألم ينفذ من الأسواق؟
أظنّه لعاب النفاق الّذي توقّعون به
نصّا قيئا رقيقا.
من أيّ خزانة لغويّة تستعيرون المفردات؟
(قرأت الثعالبي وما زلت أتوقّف عند...
ألعن الشّارع ثلاث مرّات في اليوم
غيري يبصق عليه من قحف الحلق
الشارع الطويل الأسود
يلين ليلا وهو يتنازل للنساء
عن نصيبه من ريع فيلم "خريف الجسد"
يكافئنه ببنوّة حنون.
الشّارع الأسود الطويل
يستعير رحما
ولسانا
يلدُ بناديق بالجملة
وفي حكاية ما قبل النوم يقنعهم جميعا
أنّهم جاءوا إلى الدنيا من حبّ
في...
"والله تنقصنا سهرة عائليّة على شاطئ بحر يافا. يقولون إنّه رائع. ما رأيك يا أخي؟"
منْ الّذين يقولون؟ أهي أختك تسرُّ لكِ ببعض عهرها وتُدارين أنتِ عليها؟
" والله يا أختي يقولون إنّه شاطئ العشّاق ونحنُ كما أعرف تجاوزنا مرحلة العشق. أم لكِ رأي آخر؟"
لم يكن يهمّه رأيها بقدر ما يهمّه أن يجد توتّرا في...
ناعم وأسود. وهي سوداء ناعمة. هذا الفستان الأسود الناعم يُشبهُ حياتي. أفتحُ خزانة الملابس فيطلُّ بعتمته ليُرتّب تفصيلا جديدا غاب مع الأيّام. إلى متّى سأحتفظُ بهِ؟حتّى تكتمل الصّورة والذكرى؟ وما حاجتي للذكرى؟ الصّورة. ليست مركّبة أو معقّدة وليست ناقصة أيضا. صار عمري سبعة عشر عاما. ابن عمّي يكبرني...
ثلاث مراهقات. كوخ ومساء مكشوف.
وجدّة تتوسّل الليل يغلّف حزنها الصّامت.
ينامُ الحزنُ في حضن الجدّة ويستيقظُ صوت المتعة في حواشي الكوخ.
تضحك الفتيات الثلاث على نكتة توهمنها وعلى قطيع أضلّ الطريق.
الرّاعي ليس وسيما بالقدر الذي يشغلهنّ. تتعالى أصواتهنّ ولا ينزعج سوى الليل الغبي والجدّ المتجهّم...
سرنا أنا وأمي نقطعُ الطريق من محطّة الباص إلى صالون الحلاقة الوحيد في المنطقة. لاذت كلّ منّا بصمتٍ يكفيها شرّ مناقشة الأمر مرّة أخرى، فمنذ انتقلتُ إلى مدرسة راهبات الناصرة في حيفا وأنا ألحُّ عليها، كنت أطلبُ وهي ترفض، أتوسّل فتسبُّني، أبكي فتصمت...
كانتْ وهي المُطلّقة حديثًا قد أتَتْ على نصيبها...
“آه لو أستطيع أن أدكّ هذه الحيطان من حولي لتصبح الدنيا أكثر اتّساعا”
هل كانت حيطانا أم جدرانا؟ ألم تذكر الرواية ستائر النوافذ أيضا؟ يتذكّر جيّدا عنوان الرواية “الحريّة أو الموت”. لا يتذكّر اسم مؤلّفها. جذبه العنوان فحسب وهو من حظّه أنّه زامل سجناء مثقّفين وشبه مثقّفين. وحينما ملأت الكتب غرفتهم...
قص شاطئ يافا
شاب وشابة يحضران "أرجيلة" بالقرب من شاطئ يافا
شارك هذا المقال
حجم الخط
"والله تنقصنا سهرة عائليّة على شاطئ يافا. يقولون إنّه رائع. ما رأيك يا أخي؟"
منْ الّذين يقولون؟ أهي أختك تسرُّ لكِ ببعض عهرها وتُدارين أنتِ عليها؟
"والله يا أختي يقولون إنّه شاطئ العشّاق، ونحنُ كما أعرف تجاوزنا...
وقفتُ في حديقة الملجأ أكثر من ساعة.
وقفتُ دون حراكٍ أنا وحقيبة جلديّة تتدلّى من كتفي. بماذا كنتُ أفكّر قبل أن أقدمَ على ما فعلتهُ لاحقا؟ في الحارس الّذي بلع ريقه مرّتين وهو يقلّب محتويات الحقيبة؟ لم يسأل ولم أقدّم تفسيرا. ولماذا يسأل؟ ألم يعتد على غرابة الزوّار العابرين من بوابة حديديّة عملاقة...
وجدا زاوية مناسبة في الحديقة العامة تكشفهم على البعض القليل وتخفيهم عن البعض الآخر. أطالت النظر إلى عينيه ثمّ انزلقت نظراتها إلى شفتيه. وهو أيضا فعل ذلك.
قبل أن تلتقي الشفاه توقّف فجأة وقال: معي أحمر شفاه لماذا لا تضعين القليل منه؟ ستكون القبلة أكمل. أعجبتها الفكرة، رغم أنّها استغربت من فكرة...
- أزوّج الرجل بالشّاحنة التي تناسبه. أقصد أختار له الشاحنة التي تفي باحتياجاته. ألا تشبّهون السّيارة بالمرأة؟ والشّاحنة كذلك. هذا عملي باختصار.
كان هذا التعريف الشفهي يطيح بكلّ إمكانية لعلاقة بين اثنين. بعد أن تكون قد تخطّت حاجز الجمال -وجمالها أخّاذ بشهادة الرؤوس الملتفّة والعيون المفتوحة على...
مساء كلّ خميس لي موعد مع أجواء تل - أبيب أحرصُ ألاّ يفوتني. أسلك الشوارع ذاتها من يافا إلى مركز الفنون في مركز المدينة، أقود السيّارة وأمارس أمومتي العصريّة، يبدأ الحديث مع ابني سلسا جميلا وغالبا ما ينزلق إلى نقاش حادّ فأعود لأمارس أمومة أمّي. سألته عن يومه، قال إنّه وفي طريق عودته من المدرسة...