هذا أَبو ذَرٍّ يَصيحْ
في يَثْرِبَ
يَتْلو الْكِتابْ
في حَضْرَةِ الْخَليفَةْ
ماراً عَلى حاراتِها
ماراً على أَسْواقِها
ماراً على باراتِها
يَدْعوكَ أَنْ تَسْتَفيقْ
يا رَفيقْ
قائِلاً :
لا تَنْتَظِرْ
في بَيْتِكَ
اُخْرُجْ إِلى أَعْدائِكَ
مُسْتَشْهِداً
حَرْبٌ هِيَ
حَتَّى بُزوغِ الصَّباحْ...
لي دِيارٌ هُنا
هَجَّرَتْها الرِّياحْ
لي دِماءٌ هُنا
أَنْزَفَتْها الرِّماحْ
لي كِلابٌ هُنا
أَبْدَعَتْ في النُّباحْ
لي قُبورٌ هُنا
لَمْ يَعُدْ دَمُها مُسْتَباحْ
لي رِفاقٌ هُنا
في الدُّجى
يَرْقُبونَ الصَّباحْ .
المكان : ساحة عمومية واسعة ومنصة وأعلام خضراء .
الزمان : يوم أحد خريفي .
الشخصيات : ـــ مترشح برلماني (شيخ طاعن في السن ، أصلع ، يضع نظارة طبية على عينيه ) زعيم حزب سياسي .
ـــ مواطنون ( حشد كبير من فقيرات وفقراء مدينة منكوبة )
يرفع الستار...
قبل غروب الشمس ، عادت إلى كوخها القصديري من بساتين البرتقال ، تحمل كيسا بلاستيكيا صغيرا أسود، ممتلئا بالبرتقال ، فتحت صندوقهـا الخشبي الصغير ، وضعت فيه أجرهـا اليومي ، لاحظت أن ورقة من فئة مائة درهم قد اختفت من الصندوق ، قالت في نفسها : ( فعلها الكلب مرة أخرى ، يأكل ، يشرب ، يتحشش ، ينام كبغل...