(لا تدخل الخمسين وحدك )
غادر منزلك بهدوء
أنزع أسمك من على الجرس
أتركه فارغآ كالحياة في داخله
لا تخف من ضيف مباغت
سيتصل بك يسألك عن أسمك
قف أمام أي بيت يسكنه عدة أشخاص
قف بثقة
ظهرك للباب
يدك على مقبضه وكأنك تسحبه
تأمل المارة لثوان
وأمضي وكأنك تسكن هنا
مع كل هؤلاء
لا تدخل الخمسين هكذا
بيدين...
كيف سأتوقف عن الحب
ونون الرفع تبني الطوابق تحت قدميّ
كلّما مرّ أسمكِ
كم مرة ترفعني عمارة الأحلام
ثم تختفي
فانتظر كما النقطة فوق النون
ان اسفط ولو مرة في المستحيل
كل الأشياء تشير بأنك هنا
السعادة في وجوه الناس وهم يتجهون إلى الشاطئ
العجوز التي تسقي الأزهار على الشرفة
وبائع الآيس كريم
والمذياع...
احاول أن أتخلص من طفولتي
من وجع الصور البعيدة
لا زلت أفشل في ترك عادتي القديمة ، التعلق والخوف
من الذين يقرأون الصحف في قاعة المغادرين
لا زلت أفشل في إيجاد مبرر لهذا الدم
قلت لطفلتي هذا دم الذئب
وأقسمت
ولمّا رأيته على سريري قلت
هنا ينام الذئب
وأقسمت
لا زلت أفشل في ترميم الصورة المحطمة
أعلى...
ها انا انسحب
بهدوء خيط رفيع
من حياتكِ المستقيمة
قد انقطع في اي لحظة
وقد تعلق أجزاء مني في
ثوبك الداكن
إلا أنها ستختفي مع الوقت
ولا أثر سيبقى لكل الحكاية
سوى تلك الثقوب الصغيرة كالنمش
والتي لن يراها أحد سوانا
لا أحد سيضع حياتنا تحت المجهر
ولا احد سيرى الفراغ الذي اراه انا
ها أنت تبتعدين...
( لا أحد سيدلك على قبري )
والقبر الذي ستبكين عليه هو لبدوي
قتل بالخطأ
في حادثة
ثأر قديم
قلت لا أحد
لا شهادة وفاة توضح المكان
ولا صديق ليقول لك
ماذا قلت في سري
وعن صورة من كنت ابحث
قبل الموت بلحظات
ستقول امراة خمسينية
رايته يقفز الى النهر في ليلة ماطرة
كان وحيدآ ..وخفيفآ
كالمطر أختفى في الماء...