محمد زادة - لا زلت أفشل.. شعر

احاول أن أتخلص من طفولتي
من وجع الصور البعيدة
لا زلت أفشل في ترك عادتي القديمة ، التعلق والخوف
من الذين يقرأون الصحف في قاعة المغادرين
لا زلت أفشل في إيجاد مبرر لهذا الدم
قلت لطفلتي هذا دم الذئب
وأقسمت
ولمّا رأيته على سريري قلت
هنا ينام الذئب
وأقسمت
لا زلت أفشل في ترميم الصورة المحطمة
أعلى السرير
بدّلتُ زجاجها مرتين لكن آثار الخدوش واضحة
لازلت أفشل في تحضير طبق المعكرونة
ومقادير الملح
في سكب القهوة في وسط الفنجان
وفي طرد الساحرة من تحت سرير طفلتي
من وراء الستارة
من فوق الخزانة

لا زلت أفشل
في إخراج السردين من العلبة دون أن أجرحه
في تقطيع حبات الطماطم
اضغط بالسبابة على ظهر السكين
أجرح أصابعي الخمسة
ووحدها حبة الطماطم تنجو
لا زلت أفشل في التخلي عن عاداتي
ومتلازمتي في النسيان
في تقديم الساعة مرة في العام
فقط انجح في دفعها للوراء
و للمرة الخمسين أفشل أمام زجاجة السم
الذي ينتهي في ثقب الحمام
امام القطار الذي يخيفني صفيره فأقفز
كمن يرمي بنفسه لينقذ احدآ ما
لا زلت أفشل
في الدفاع عن نفسي
في إيجاد حلٍ لصوت سيارة الاسعاف
في وقتٍ متأخر من الليل
تُراه نَجَحَ
وانا لازلت أفشل

............
خلخال ضيّق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى