مصطفى المحبوب

أنا أيضأ أتفرج على شجار بين امرأة ورجل يشتم الهواء.. أتوقف كثيرا لأستمتع بمشاهدة أواني مليئة بالغبار لم يسمح لها بدخول مطعم الحي ..! أما العتمة التي تلاحقني فلم تعد قاسية كما كانت...!! ستبقى الأحلام كما هي.. وسيبقى شارع الإسمنت الذي قهر أرجلي كما هو .. لكن هذه النغمات الآتية ستزيح العتمة عن...
يتبقى دائما الجزء الأكثر إنسانية من الشعراء المنتصرين دائما للحياة والمحبة رغم وطأة العالم رغم ما يمثله الاستيقاظ ومغادرة الفراش أصعب الأشياء وأصعب من كتابة قصيدة وهذا لا يعنى أنه رافض للمواجهةِ تماما مع الحياة حيث أنه سيتدبر أمره البحث عن الدفء لا يعنى أيضا الحرمان منه بل من أجل الحيوانات التى...
قصائدي زارها الكثيرون وفر منها باعة متجولون وفلاحون كانوا يرغبون في تجريب زراعة استعارات .. سأعتبر أنهم لم يتعلموا كيف يتجنبون الإصطدام بفخاخي .. عادة تكون لحظات الوداع كئيبة لهذا لن أودع كتاباتي لن أعانقها سأتركها تسافر رفقة سفينة ابتسامات.. بالأمس خرجت مساءً كعادتي لألتقط نجوما تساعدني على...
كان الخراب قريبا مني ببضع سنتيمترات .. لم أتعجل الهروب كان لي متسع من الوقت لأنظر إلى حالي الذي لم يصرخ في وجه الألم الذي كان في كل مكان.. لم أتعجل الصبية الذين يتراكضون بالقرب من ناقلتي لأني لا أهاب الركض ولم أنس يوما ما أني ركضت حافيا طيلة صغري حتى أصبحت أحب الحجر والوحل الذي صار شبيها...
اليوم توصلت ببطاقة تقاعدي وبرفقتها ورقة تتضمن تفاصيل وأرقاما عن كل تحركاتي.. عن الأصدقاء الذين يزورون بيتي.. عن نوع الأمراض التي ينبغي أن أعقد معها هدنة و صداقة.. عن أنواع الأسماك وفواكه البحر المسموح لي باشترائها.. وعن عدد الزوار الذين سيسمح لهم راتبي بزيارتي نهاية الأسبوع .. الجميل في الأمر...
هنا لا أحد يتفوق على الآخر هنا طابور المرضى يزحف بهدوء .. يساوي بين الأجساد ويَعدها بمقابر جميلة..! هنا تجلس امرأة في ممر ضيق تحاول ما أمكن ألا تئن ، تضغط على صوتها بين فكيها حتى لا تزعج الممرضين الذين يمتعضون باستمرار من روائح مرضى يلفهم مستقبل بعين واحدة .. يكتمون أنفاسهم مثل فئران باغثها...
الشعراء لا يتأسفون لا يفكرون في أعمار إضافية لا يصاحبون الكتابات التي تركض خلف عربات تجرها خيول.. بل يعلقون أجسادهم بكيلومترات من الحبال المشدودة إلى أراضيهم التي تلد العبارات المؤثرة.. إنهم يتفننون في خلق الفوضى ومعانقة خزانات الغواية دون طمع في رطوبة هذه الغيوم الماطرة.. يرتشفون النبيذ الرخيص...
أستأجر الآن بيتا بالخلاء لا أحتاج إلى من ينزعج مني كل الأشياء ستتحمل غبائي ستتغاضى عن عفونة ملابس نومي أما شعر ذقني فلا يشاركني فيه أحد وله أن ينمو كيفما يشاء .. أحاول أن أنام باكرا حتى أستأنس بالكائنات التي تسكن بجوار بيتي .. بالفعل لم نتبادل التحايا ولكن كل واحد منا يجلس بالقرب من موقده ينتظر...
لم أخبئ يوما قامتي خلف الشعر .. حاولت أن أبحث عن مكان بلا شعراء .. بلا متفرجين.. بلا وجوه قد تزدري قامتي.. بلا ضوضاء قد تزعج جيراني.. فضلت هذا لأرضي تفاهاتي دونما حاجة لرجل ينقل أخباري لدور النشر.. لم أفكر يومآ في نيل إعجاب أحد أو في ملاطفة عكاز يوهمني بالإقتراب من شجرة هذه السنة أو السنة...
القصيدة التي بحثت عنها مرارا.. هاهي تناديني بجوار مختبري الذي بنيته بأشياء بسيطة وبصدق لم يكلفني كثيرا.. أخبرت كل الشركات التي رحبت بمشروعي بحثت لها عن حزمة زهور ومتبرعين بتجارب فاخرة .. وفكرت في الرجال الذين أغرقوا مركب أبي الجميل حينما كان منشغلا بتوزيع الحب على نساء الحي.. الأسوأ أني...
سأنضم إلى فريق الحب سأشتري بعض الورود من رجال تأخروا ليلا لإسعاد زوجاتهم .. وسأملأ استمارة أضمنها معلومات عن متشردين اعترضوا طربقي من أجل لفافة تبغ .. سأحضر معي رجالا بملابس محترمة يستعطفون هذه اللجنة لتسمح لي بالإنخراط وتسجيل إسمي ضمن قائمة الذين تصدقوا بكل أمتعتهم من أجل قبلة ...
واجهت حوادث كثيرة كنت أجد صعوبة في التنفس كلما كنت أمام عدسة كاميرا أو أمام امراة جميلة.. لم تكن الإمتحانات تخيفني كل العلامات التي حصلت عليها لم تساعدني على مكاشفة الشعر.. لم تبعد عني لغط اللغة التي بدأت تنظر إلي بنصف عين وتعرض عاهاتي على متفرجين أقسم أنهم خذلوني مرات عديدة وباعوا كتاباتي ...
لا أريد أن أعترف.. حتى الآن زنزانتي لم توافق على توقيت الأكل واستراحة الصباح.. أما شكل نوافذي فلم يُسْعِد الحيطان التي صاحبتني وساعدتني على التقيؤ أيام كنا نساعد أنفسنا بسلق البطاطس في الخلاء القريب من بيوتنا .. مرة أخرى لا أريد أن أسمع شعراء يتحدثون عن دناءتي التي أغضبت مدير النشر وعن كتاباتي...

هذا الملف

نصوص
88
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى