مصطفى المحبوب

لن أترك هذا الشعر يمر بجانبي. سأصاحبه أنّى شاء له قدره.. في البداية سأقترح عليه قلوب العشاق والمحبين وعذارى ينامون بجانب مصباح.. سأقترح عليه خلوة الفنانين والعازفين على آلات العود والكمان.. سأقترح عليه محراب الرسامين ومحبي الطبيعة أما السياسيون فأعرف أنه قد يغضب كلما تفوهوا بمجاز أو...
لن أنتظر حتى يأتي الطوفان أنا مجرد شاعر بائس .. لكن من حقي أن أتفرج على ألعاب السيرك أن أشتري بعض الخضار من سوق شعبي وأوزعها على أرانب جيران ينتظرون فقط الفرصة لطردي أعرف أن تبغي الأسود يزعجهم ويرغمهم على وضع الثلج على أنوفهم .. لن أكذب كعادتي فقد عرفت منذ زمان أن هذا التبغ اللعين قد يليق برجل...
نصف جسدي يتدلى بعد منتصف النهار هكذا وجدته يقف بجانب عربات مرمية وجماجم هاربة من الفقر .. حينما أردت أن أصعد لم تسعفني قامتي فضلت الإنتظار بالقرب من لصوص يمتهنون الضحك ويوزعون النبيذ على على شعراء غير مرخص لهم بالخروج .. بينما كنت أستعد للكتابة تذكرت جثتا تركض بعيدا عن عيد ميلادها في نفس الوقت...
وأنت تقرأ نصي حاول أن تنسى وجهي القبيح تذكرْ على الأقل كأس الشاي الذي شربناه معا فوق ظهر حديقة....! انتبه لطموحك في الحب لا تفكر في قصيدتك المفضلة .. علّمْ جسدك كيف يرقص على حبل أثناء الليل.. كيف يقضم تفاحة بالقرب من قطار مسرع.. !! وأنت تبحث عن أخطائي حاول أن تترك ثقوبا صغيرة بمركبي تمكنني من...
سأعيش يومي بدون أخطاء في كل مرة أقول هذا تأتيني حظوظ من مجرات بعيدة .. يسخر مني صيادو السمك يعرفون أن كلامي مجرد ثرثرة.. ودُون أن يترددوا يقدمون لي أكلا بحريا لأدبر خصامي مع سوء حظ زارني الأيام الماضية .. ربما يكون حظي أوفر من تلميذ يسلك طريقا لا يؤدي إلى المدرسة ينتظر مرور بهجة مباحة يبحث في...
لا أحد سينتبه لخساراتك .. مهما فعلت سيظل خيالك يتسول ليكسب ثمن تذكرة القطار وفاتورة الماء والكهرباء.. سواء توهمت الشهرة أو خلدت للراحة.. ستبقى صورك الجميلة تتجول بين ممرات الأسواق وموانئ المدن دون أن يفكر أحد هل تناولت طعامك أم لا ..؟ هل استطعت أخذ دوائك دون مساعدة أم سقطت مرة أخرى على جبينك...
أصحو باكرا لأمنع أعدائي من تمزيق الصباحات .. لا أحد يستطيع فعل ذلك .. أُجهز طعامي بشكل سريع وأجعل المكان مناسبا لمعانقة ضجيج قصيدة إسعاف.. حتى اللصوص والأغبياء يُرجعون تُهم الإساءة إلى جيوبهم .. ومن نوافذ غرفي تطل قصيدة بمشاعر لم تفكر يوما في حفر قبر لزوار يودون فقط دعوة لتناول الطعام.. مرة...
سذاجتي بحجم فراشة لم تنزع أنابيب المحبة عن شرايين صخور مقابلة لعيون الأمهات .. لطالما علمني أبي طرقا كثيرة تساعدني لألعب مع الموت.. لأحمل حقائبه المليئة بأدوات غريبة.. ألفها وأضعها بمكان ما.. ثم أتركه يرحل لملاقاة أحبته في مجرة أخرى..! أنا لا أقول شيئا .. مجرد إطعام قطتي يعني لي الكثير ...
أثناء نومي أرى أشياء جميلة تشبه فرحة الأمهات .. أنهض بسرعة وأدونها على أي ورقة أجدها بالقرب من سريري .. حينما أصحو أتفقدها أجدها استقبلت ضيوفا من قارات أخرى حدثتهم عن شغبنا أيام البحر .. وعن نومنا في خيم صغيرة.. عن قطع فرح تقاسمناها بحرية .. أتفقدها مرة أخرى وأبعثها هدية لكل الذين استكثروا علي...
لا أحد سينتبه لخساراتك .. مهما فعلت سيظل خيالك يتسول ليكسب ثمن تذكرة القطار وفاتورة الماء والكهرباء.. سواء توهمت الشهرة أو خلدت للراحة.. ستبقى صورك الجميلة تتجول بين ممرات الأسواق وموانئ المدن دون أن يفكر أحد هل تناولت طعامك أم لا ..؟ هل استطعت أخذ دوائك دون مساعدة أم سقطت مرة أخرى على جبينك...
معاطفي كثيرة لكن لا أحد منها تطوع ليقي قصائدي من كلام الناس .. غدا سأستيقظ باكرا لكن لن أتناول وجبتي حتى تنهض قصيدتي من فراشها الدافئ وتعلن أمامي عصيانها لعمود الكهرباء... مع ذلك لست سعيدا هذا اليوم اكتشفت أن قصائدي اشترت أقفالا إضافية دون أن تفكر في دعوتي منذ مدة .. قد أكون أنا السبب في هذا...
تزعجني صفحات الجرائد لا أكترث لعناوينها التي تصلح فقط لأخبار الموتى وألبسة الموضة والممثلين.. أما كلمات الشعراء فتعرف كيف تطبخ وجباتها بجانب الغيوم والأمطار والمحيطات والأمواج.. وتعرف أيضا الأوقات المناسبة لتحضير إبريق شاي أو تدخين استعارة..!! هذا الضجيج لا يغويني تركته وسافرت صحبة مشردين...
أنا الآن أحاول أن أمشي بهدوء أعرف أن مقاسات ملابسي لم تعد تلائم جسدي .. أعرف أنها لم تعد تساير موضة الحي الذي أقطنه.. أعرف أيضا أن كلبي يحتفظ بطعام قدمته له حينما كانت عشاءاتي وفيرة.. أعرف أن اللصوص الذين اعترضوا طريقي لم يتوقعوا أن أكون مجرد متشرد يحتفظ بقلم و ورقة بجيبه .. لكن ما يحيرني هو...
كما لو أن كل الأشياء تعانق الحظ ... كما لو أن كل شيء يشتهي بسخاء..! هنا .. الضوء والظلمة سيان لا نصيب لهما في قبلة .. أن تجلس هنا أو هناك ستسقط لا محالة في الوحل.. هنا لن تحصل إلا على نصف تذكرة وصحون فارغة .. على أضواء بشفاه جافة.. لن تحصل إلا على أزقة بجوارب مخرومة .. هنا الضوء كالتعب لا...
آخر مرة سامرت فيها الليل تكلمنا في مواضيع شتى ... عن موت تركته ينام بجانبنا دون لحاف .. سمحت له باستعمال حبال الغسيل الخاصة بي .. ذكرته ببقايا أوقات سرقتها من جيبه دون أن ينتبه، وأقرضته بعض المال ليشتري متعه الخاصة .. وأشياء أخرى لن أذكرها الآن ...! ودعته واستقبلت زوارا يصنعون توابيت...

هذا الملف

نصوص
88
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى