مؤمن سمير

الولد البدوي لحقنا بالماء بعد أن كدنا نهلك ، وقبل أن يختفي لف رأسه وضحك وقال " الماء عطن ولا يشرب منه إلا الإبل " ، فزع الجميع لثوان ثم أخذوا يضحكون ويتندرون بي ، أنا الذي مَلأت وجهي صفرة الموت وألقيت بنفسي على الأرض لأتقيأ. استمرت ضحكاتهم تملأ المكان وأنا أرتعش وأنز عرقاً وأكاد أفقد الوعي حتى...
*نريد أولاً التعرف على تأثير النشأة عليك، وأهم المؤثرات التي كونت وجدانك الأدبي؟ & انقسمت نشأتي إلى قسمين، الأول كان في بيئة صحراوية منغلقة ومصمتة حيثُ ولدت في بلدة صغيرة في إحدى الدول العربية لأب وأم يعملان في التربية والتعليم وهو ما أنتج كائناً بلا طفولة و لا أصدقاء ولا ضجيج خارجي اضطر أن يصنع...
مؤمن سمير شاعر مصري ينتمي عمراً ونشراً لجيل التسعينيات في الشعر المصري .. بدأ النشر مبكراً حيث لم ينته عام دراسته الجامعية الأخير إلا وديوانه الأول " كونشرتو العتمة " في المطبعة ، بعدها توالت دواوينه التي لفتت الانتباه إلى مشروعه الفني المتميز والخاص حتى بلغت أربعة عشرة ديواناً تنتمي كلها لقصيدة...
ظهرت في العقود الأخيرة آراء تفيد بأن هذا العصر هو “عصر الرواية”.. وأن الشعر سلم مقاليد سلطته لها، وخبا الاهتمام بالشعر لصالح السرد.. رغم ذلك مازال الشعراء يظهرون، يتغنون بأشعارهم كتميمة ويحاولون شق طريقهم بالكلمة.. الشاعر المصري “مؤمن سمير” استطاع أن يفرض وجوده كشاعر.. بعمق إبداعه وروعة موهبته...
القاهرة ـ «القدس العربي» ـ محمد عبد الرحيم: منذ ديوانه الأول «بورتريه أخـــــير لكونشيرتو العتمة» عام 1998، وحتى ديـــــوانه «بــــلا خبز ولا نبيذ» الصادر منذ أسابيع، تبدو التجـــــربة مختلفة للشــــاعر المصـــري مؤمن سمير، في خضم التجــارب الكثيرة والمتباينة التي تكتب قصيدة النثر أو تدّعي...
* هل لا تزال ثنائية الهامش المُهمَل والمركز قائمة رغم ما فعلته مواقع التواصل فى تراجع الشعور بالعزلة بل وبالغبن لدى المبدعين الذين يعيشون خارج القاهرة..؟ - في كل زمن تنتشر تقاليع وكلاشيهات.. ثنائيات وثلاثيات وما شابه .. كلها أمور خارج الكتابة وتنبع غالباً من الثرثرة والدردشات ثم يتلقفها من هو...
ينتمي الشاعر مؤمن سمير إلى جيل التسعينات الشعري في مصر ويعد من أغزر شعراء جيله إنتاجاً حيث أصدر حتى الآن تسعة دواوين وثلاثة كتب في المسرح وهو المولود في عام 1975 ، ويكاد يجمع النقاد الذين قاربوا تجربته الابداعية مثل د/ مجدي توفيق ، د/ أيمن بكر ، د/ عفاف عبد المعطي ، عبد العزيز موافي ، د/صلاح...
سؤال " يقين الكتابة " أو الدور المنوط بالشاعر، بادرنا الشاعر الشاب مؤمن سمير بالتساؤل عن هذه المسافة الملتبسة بين الشاعر والعالم من خلال تجربته كواحد من أصحاب المشاريع الشعرية المميزة في القصيدة الجديدة ، حيث يساهم بثمانية دواوين تنتمي كلها لقصيدة النثر.. أجاب: - كنتُ قديماً أظن أنني أكتب...
كانت الجِلْسةُ دالةً ومعبرة عن وضعيتي المتراوحة بين الاقتراب والابتعاد عن اعتماد السرد كشكل أسكبُ فيه نفسي وأُظهرها للعلن عاريةً وبلا زخارف. كنتُ بين الروائي الكبير والشاعر الكبير ومناسبة الحديث مقالاتي التي كانت الكاتبة عبلة الرويني إبان رئاستها لتحرير جريدة أخبار الأدب المصرية، تفرد لها صفحتين...
عندما آن أوان المغادرة كنتُ مرتبكاً لكني أقرب للثباتِ ومتفائلاً ، حيث صممتُ منذ فترة علي أن أختفي من هذا المكان ، هذه المنطقة التي تراوَحَت حياتي بين جَنبَاتِها عبر ثلاثة بيوت ، ظلك الذي يجمع بينهم يا أبي ... لكني الآن سأطير ، سأهرب من حَيِّز رائحتكَ ونظراتكَ وملامحكَ التي تحيا وتتنفس في ملامح...
عشتُ طول عمري أحلم بغرفةٍ تخصني تضم ذراعيها على كتبي الموزعة على كل الأركان: في الغرف والردهات وفي المطبخ ودورة المياه ، تحت السرير وتحت الملابس..الخ إلى أن شاءت ظروفنا وانتقلنا إلى شقة أخرى كانت أكثر ضيقاً للأسف وبهذا بهت الحلم وتعقدت خيوطه واضطررت أن أجمع كتبي في كراتين وأتركهم غرباء يتامى عند...
سائقو التاكسي يعطونها قلوباً من القماشِ تُعلِّقها في محيط نظراتها والجاراتُ يصالحن الأحوالَ بالتفكير في الهالاتِ.. الأطفالُ يسبقونها ليسبقهم ظلها تاركينَ خِطَطَهُمْ للسطوِ على ياقاتِ الكِبارِ والبيوتُ تحاذيها لتحفظَ لنا شهقةَ النورِ... ليست أكثر طِيبةً من أَسْرَى الحروبِ لكنها تَمُرُّ فننسى...
الغيماتُ تُحوِّمُ تودُّ اقتناص الذكرى من فمكِ وانتظار الغائبِ الذي يشدو للجحيم... ** عشرينَ عاماً يجلسُ خلفَ الجدار عارياً بلا جسدٍ ولا ظلالَ تؤنسُ خوفهُ... ** الملاكُ الذائبُ في جلدكِ قَصَّ الطوفانُ أجنحتهُ واستغلَّهُ المغامرونَ في قطع الطريق وفي نسيان القبلةِ المسحورةِ التي ظَلَّ القَدَرُ...
.. ماذا وراء المقعد ؟ صوتٌ أو مركبٌ بأجنحةٍ ثقيلةٍ أم أنه الظِلُّ بعدما فرَّ من الشقوق ؟ مرةً أخرى ، الأبُ سابَ لنا ناراً كي يعاقبنا على الخَرَس فوق الضريح ، والولد الذي دُسْتُ على حُلْمِهِ في الحفرةِ ..هَلَّ وطفا.. للسماء، المقعدُ يصعدُ تشيله قوةٌ ليصير صقراً يُحَوِّمُ قرب الفجر .... الحَيَّةُ...
أنتظركَ يا أبي ، منذ أن صَعَدتَ وأنا بردان ، أوقن أنك الوحش الجميل الذي سيلتهمني بعدَ النَفَسِ القادم ، مَنْ سواكَ يشيلني ويلقيني من الأعالي و مَن يأخذ في الصباح ذراعي وفي الظُهْرِ الحبلَ السُرِّيَّ ويحطُّ القنبلة في أحشائي كل ليلة ..... توزعتُ على القاتلينَ من بَعدِكَ يا حبيبي.. ضحايايَ ،...

هذا الملف

نصوص
75
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى