سجادة حاكها الموج من خيوط الرمال
فانحنت عليها أكف صوب السماوة الصغير
لتفرشها بين ضفائر السدر
وأذيال ثوب الفرات
فكانت قلوب الذين لا يحق لهم دخول نادي الموظفين
تهفو اليها
فتعد لهم على شاطئ الرمل متكأ
بين مراوح النخل وأرجوحة النهر وجسر السماوة القديم
وعماتنا اللواتي تغنى بقولهن ناصر حكيم
عماتنا...
اقترح باشلار (( Bachelar مصطلح الإنشائية الفضائية(Construction space) للتعبير عن علم النفس النسقي (Psychology opto) للأمكنة المألوفة والحميمية من وجهة النظر الرمزية للشخصيات، التي يخلقها المؤلف ويدعوها للسياحة في تلك الأماكن المركزية، أو الهامشية، مثل أماكن الإقامة كالمنازل، الغرف، الفنادق...
تندرج (نوادر جحا) فى إطار ما يسمى بـ (التراث الشعبى) الذى يقف إلى جانب (التراث الرسمى) والفارق بينهما من وجوه :
الأول : أن التراث الرسمى هو تراث مدون ، أى مكتوب فى شكل مؤلفات ورسائل ، كانت فى بدايتها مخطوطة باليد ، ثم تحولت مع ظهور المطبعة إلى كتب مطبوعة ، بينما بدأ التراث الشعبى واستمر وما زال...
البراعم البكر بشرت بقدوم الربيع. ومع الفراشات الغضة ظهرت الأفاعي في بلدتنا. وللأمانة التاريخية فان ثياب الأفاعي هي التي ظهرت أولا. وإذا توخينا الدقة، فانه كان في البدء ثوب واحد، غرس في فجوة بين صخرتين.. ثوب طويل، أملس، رقيق، سحر الأعين ببياض بطنه الناصع ، وانزلق ناعما بين الأكف تاركا رعشة لذيذة...
حدث ذلك ذات صباح قائظ، وخط في قرطاس البلدة، فصار الحكاؤون يؤرخون حكاياتهم بما قبله أو بعده .. فما أن شق سيف الفجر قربة الأفق، واندلق الضوء على جسد البلدة ، حتى فزت على أصوات المنشدين بدلا من أصوات الديكة، فاستيقظ الراقدون على مطارح السطوح تلمسا لطراوة الهواء، والمختبئون في الكلل هربا من لسعات...
تتجلى الصورة السردية في القصص بمنظورين، هما الحركة التي هي سمة الحياة، والسكون الذي هو سمة المكان.. المنظور الأمامي في الصورة السردية للقصة المكانية هو الحياة المتمثلة بالشخوص، والمنظور الخلفي هو وعاء الحياة المتمثل بالمكان، وتمثل العلاقة الجدلية بين الشخوص والأمكنة دعامة ارتكاز خيمة القصة...
لأني أطمحُ أنْ أكونَ مَعْلَماً، وليس اسماً في طريق الابداع القصصي والروائي الجميل المُعّذِبْ، المزدحم بالسائرين، المسرعين منهم والمبطئين، المتنافسين للوصول إلى مصطبة زقورة هذا الضرب من فنون الأدب.. ولأن ذلك السمو، يتطلب الاستعداد النفسي، ويستدعي المخيلة الخصبة، ونصاعة الفكر النيّر، وسعة الأفق،...
لحظة الاشتعال ، لحظة من وصال ، بها يتساوى جميع الرجال ، تُخْتَمُ فيها العيون بشمع الخيال ، تُدَقُ القلوب مثل طبول الزنوج ، تضج الصدور ، ويزداد فيها اللهاث ، حين تهيج الغرائز مثل الضواري ، إذا جس غابتها الليل .. والليل يَمٌ مليم ، يُلقي عباءة أمواجه على جسدين ملتحمين ، وهما يبحران في قارب تأرجحه...
الصباح برعم يتفتح ليعوض شجرة العمر عن ورقة أسقطتها رياح الأمس . وأنا أحب الصباح ، الهواء بارد منعش ، والدنيا نقية . غادرت الفندق ، فاستقبلني الشارع المغسول بالندى ــ الوزارة لا تستقبل مراجعيها إلا في الساعة العاشرة ــ ملأت رئتي بعطر فتاة مرت بجانبي ، وطمأنت نفسي : ( سيتذكرني ) المسافة ليست طويلة...