أبو مقشاشة* ليست أكثر من محاولة لإزالة القاذورات التي تراكمت حتى حجبت عنا جوهر الأشياء النظيفة وأفقدتنا حاسة أن نعيش في واقع يطابق الدواخل.
((أشرف السر))
فلسفته الخاصة تتلخص في أن تكنس نفسك أولاً…
ثم تكنس ما.. ومن حولك
فمقالب القمامة ليست أحق بالكنس من بعض (الأشياء) في هذا الكون..
(( مقولة لأحد...
(1)
وكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها،أخذ يمضغ القطعة تلو الأخرى من الكيس البلاستيكي المتأرجح في يده اليسرى، السرور يجتاح عالمه الطفولي، والدهشة تزغرد في عينيه، أثناء عبوره أزقة السوق الريفي، بدكاكينه التي تبدو أقدم وجودا من "ود النَمِيِر" و "سلطان بلد الضُلُّمه"، وكل تلك "الحجاوي" التي تشعل بها...
بغير يقين ما، وليس على أي درجة من التأكد، ما زال على وضعه هذا. ورغم عدم احساسه بالتعب أوخدر القدمين، فهو يدرك أن وقوفه طال أمام هذا الباب.
لماذا يقف هنا؟ لا يدري. ولماذا هو دون كل البشر يقف هذه الوقفة؟ هو باب وليس بوابة إن كنت من هواة تأنيث الأشياء، فالتأنيث يقتضي رقة ما، غير أن هذا الشيء متين...