فوزية العكرمي

كتبْتُ ذات يومٍ رسالة حبّ إلى معلّمي وذيّلتها بحرفين من اسم صديقتي (ل - م ) ظلّ المعلّم طوال الحصّة يفتح دفتر المناداة ويغلقه ثُمّ نادى "لطيفة " إلى السبّورة كَانت المسكينة ترتعد كقطّة مقرورة مسح على شعرها شكرها على حبّها له لم يغضب المعلّم ... لمْ يعاقِب أحدًا صارَ بشُوشًا جدّا ... وفي اليوم...
مَا اِهْتَزَّتْ الأبْوابُ في الأنْواءِ والعَتَبُ إٍلّا لِرِيح هَدَّها الإِرْهاقُ والتّعبُ كُنَّا نَقُودُ الغَيْمَ والأيّامُ لُعْبَتُنُا صِرْنا وَقُود الليْلِ والآهاتُ تُحْتَطَبُ لَكَــأَنَّ أَعْـيُنَـنَـا نَـوافِـيـرٌ مُـعَـلَّـقَـةٌ يَقْتَاتُ مِن طُوفَانِها الغِرْبانُ والوَصَبُ لِلثّوْرَةِ...
قهوة أُمّي اختزال لنشوة غريبة راكدة في الأعماق... ثلاث عشرة سنة وأنا أبحث عن رائحتها في الوجوه وفي خطى العابرين... ثلاث عشرة سنة والسّراب يملأ كفّي يعشّش في سويداء القلب الاف القهوات تذوقتها بعد رحيلها في بيوت عديدة وأماكن مختلفة وهي لذيذة لذّة المشاعر الحميمية التي تربطني بأصحابها. ورغم ذلك...
في الثورة القادمة لا تطرقوا بابي بابي بلا مسامير ولا أقفال أخشى ان ينفجر كقنبلة موقوتة في وجوه الثوّار الجدد بابي الذي أوصيت نجّاره بتحفيظه أبجديات الثورة خانه الثوّار الأوائل فلم يعد يعرف متى يفتح متى يغلق ومتى ينتفض اقتلعوا كلّ أشجار الغابة حينما انتصروا... كي لا تدلّنا على أحلامهم الوضيعة...
لَا أَحَدَ يَنْتَظِرُنِي فِي قَاعَةِ الانْتِظَار.. كَأَنِّي كُنْتُ هُنَا مُذْ عَامٍ بِنَفْسِ الرَّغْبَةِ والخَيْبَة تُبَادِلُنِي الجُدرَانُ نَفْسَ الحَكَايَا أُلَاعِبُ القِطَارَاتِ الغُمّيْضَةَ أُوَاسِي سَيِّدَةً عَجُوزًا أضَاعَتْ وِجْهَةَ البَحْرِ فِي ضِحْكَتِهَا .أَمْنَحُ الأطْفَالَ قَبْضَتِي...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى