جُرح
على كتفك
وحديقة من المشعوذين
يتلون فراشاتك القديمة
في غبار الرماد
و مطر يتسكع بين نهديكِ ، كقطيع جنرالات يتفقدون رائحة الصرخات الاخيرة للموتى
هكذا انظر لكِ
بعد سنين من الحُزن
والافلات
والارتباك
انظر اليكِ كرصيف يُشاهد صحراء تأكل بحراً من النساء
كوطن يرى اعلامه تتحول لمنشفات ، واربطة احذية ،...
اهداء الى الجميلة خمائل ياسين
الحنين طفل يحبو على ارضية الليل
يسحب الاغطية
ويعري فينا البذاءة
الحنين
دغدغة مزعجة في مؤخرة الظهر
أين اصابعكِ لتحُكني ؟
الحنين ابتسامة مُسن
امام انثى جامحة
تخطو بثقل النظرات نحو الجانب الاخر من الحب
حيث أكثر من خمسين عام
وخمسين امرأة
يضحكن
على فداحة الوقت
وسخرية...
ما زلتُ احاكم
بالزندقة
محاكم التفتيش ، تُعري في القصيدة النساء
تفحص عذرية افواههن
وتحكم بحجم ما لفظوا من تأوهات ، واعترافاتِ بذيئة في ليالِ الضحك
محاكم التفتيش
تعلقني على المحرقة ، مثل كبشِ في مائدة عربية
حيث العُقالات
تسخر مني
و تصب نفطها في شعري المُجعد
ما زلتُ احاكم
وسيف الحجاج
يتأمل عنقي...
من الماء
كانت الهمجية الأولى للتكون
لا شيء يبقى على حاله
ذبائح عِدة ، لمولود بنصف معدة
مُعد
بمهارة ، لمأدبة الجوع
والقرية كانت تُقصف بالاطفال ، بمجالس عِدة تناقش اسئلة المطر ، والحقل من بعيد
يُمشط للاغنام طُرق السير
نحفظ سورة ( الجسد )
محاريب تُبنى من الخيزران في حدود الفكاهة
ونغرق في كيمياء...
اتساءل:
كيف تعرف الأمطار طُرقها
امام كل تلك الحقول المتسولة؟
وكيف يعرف ذكور القطط الأناث وحوجتهن للرطوبة؟
وكيف تعرف الاحجار الماكرة؟
ترنح المياه القادمة من البعيد
العالم مفضوح دائماً
مفضوح وجبان وملتبس
ونحن ايضاً مجرد براغيث
لكننا لا نهوم حول المصابيح / بل حول الجُثث
اطارات الصور على الجُدران...
جلست كعادتها
شعرها للخلف ، كامرأة على اُهبة عراك
على الاريكة
ازاحت ثياب ، فوضى اوراق
وراحت تُدخن
قالت أن المساء اليوم يشي بالحُب
اومأت
قالت أنها
اشترت كتابا لدوستفسكي
لكنني لم اضحك بل مدحته
لم اقل أنني لا اُحب كاتب يغلق النوافذ ، ويحبسنا برفقة انفسنا
الجحيم موجود دائماً
لكننا لا يجب أن نترك له...
الحكاية أنني اعتدت أن اصرخ
كلما دهستني ، ذاكرة ، او رجِل ضخمة ، او حتى كلمة عابرة
بيا امي .....
واعتادت امي أن تكنس باصابع يدها
كل ما يرك
على خاطر اللحظة
لكنني تدرجت في خسارة صوتي ، لصالح اللحية
كلما استطالت قليلاً
اهتزت قدرة الكلمة على جبر العمر الذي يتقشر كطلاء على جدار مُنهك
ثم كان هناك...
كتبت لي في الصباح
لقد استيقظت مُبكراً اليوم
حلمت بك
تقود سيارة قديمة
وتُدخن بافراط كعادتك
لكنك فعلت شيئاً سيئاً
كُنت تدعس الفراشات في الطريق
بينما انا على جوارك ابكي
اعتذرت لها
حتى أنني تبرعت بعشرة قصائد مستعملة
لحفنة فراشات سوداء
ونتنة
كتبت لي
انها خرجت من درس الموسيقى
وأنها
تُفكر في شراء بطاطا...
هذه التراهات اللزجة
تعلق بارجلي الهاربة ، من جداول الكلمات
سيول الاحزان الزانية باخواتها من الاحزان
فيض الاعتذارات الآثمة
في حق الاعتذارات الاخرى
والحقيقة
تضع قبضتها الفولاذية في عنق المجاز
لتسقط الصراحة
بذيئة
وزلقة ، في ارضية الاعتراف
وكأنني في الليل ، مسيحي في الانثى الاولى من الخطايا ، يغسله...
خصلة وقت
تطايرت في عراك رياح مع اذرع الليل الماكرة
اُدرك
في اغوار سجني المؤقت
المُفخخ بالارجل الحافية
بالسجون ذات المعاطف الحزينة
ومسجلات صوت
تبث زيجات لجُند ، احتشدت اعضاؤهم بذكريات موتى
حول نساء وضعن
في صحف غير محلية
نُجيد سيدتي الكتابة عن الموت
لأننا
اسفل غطائنا الازرق الباهت
الملتف كمشنقة...
كيف يمكننا
أن نتحدث عن الحُب
عن مأزق النوم على فخذ تُطالبنا بأن نكون احرارا
عن مأزق الفشل
في ابتكار طُرق جديدة للبكاء
بلساني الذي يتدلى كمشاعر شرِهة امام الفتراين
بوجهي المُستعار
من مشهد جُثة
انا الذي لم اقض نحبي ، في انفلات الحُب
وفي انقلاب شاحنة
وفي عبور صحراء مكدسة بالوعود المؤكدة للموت جافاً...
لا يمكننا في العادة أن نُحدد موضعنا من الشلخ
اننا فقط
تُرهقنا انفسنا
الاخفاقات الصغيرة في ربط حبل حذاء العمر الزلق
اعتقد أن الشجاعة هي القُدرة على النظر للماضي بانصاف
الشفقة على السكين الذي مزقنا
أن نرحم المشنقة هي التي لن تطلب الرحمة ابداً
في سالف حُزن
وبيوت ضاجة بالحزن العائلي ، والكرم العائلي...