د. وفاء الحكيم

حدث أنْ تمرَّ بك فترةُ صمتٍ.... لا مزيد من الكلام لا مزيد من الشعور..لا مزيد من الأشخاص . (دوستوفسكي) عدتُ إلى البيتِ بعدَ عدةِ ساعاتٍ أمضيتها واقفا في قسم الشرطة دخلتُ البيتَ أرجفُ صمتا ، خلعتُ حذائي ،أمسكته بيدي ولم أدرِ في أي الأمكنة أضعه- فقد كنت متخما بحيرةٍ خانقةٍ-فقذفتُه لا مباليا...
طرقاتٌ فجائية ،وحادة على باب شقتي توقظني من نومٍ هادئٍ ، وتراوغُ الأحلامَ الكثيرةَ التي امتلأ بها كياني . فالشهر القادم ربما يزداد راتبي بنسبةٍ تتراوح مابين العشرةِ ، والخمسة عشر بالمائة ، والسنة القادمة ربما أستطيع الزواج من الفتاة الهادئة ،والجميلة التي أحبها ، أما السنة ما بعد القادمة فحتماً...
خرجتُ من المقهى لاهثاً ،عدوتُ الطريقَ مسرعاً . عندَ التقاطعِ وقفتُ ألتقطُ الأنفاسَ، مشيتُ صَوْبَ محطَّةِ" الميكروباص" وقبل أنْ أصعدَ تحسَّستُ جيوبي فوجدتُها فارغةً- فأدركتُ أنَّ أحدَهُمْ قد سرقني !! استطاعَ- بمنتهي الذكاءِ- أنْ يُغافلَني ويسرقَ منِّي حافظةَ النقودِ ،البطاقةَ الشخصيةَ وكارنيه...
قَرَّرْتُ أنا و"عَلِيُّ" – الذي كان يتلصَّصُ عَلَى جَسَدِي مِن خَلْفِ خَصَاصِ نافذتِهِ ، بَيْنَمَا كُنْتُ أُرْسِـلُ إليهِ بإشارات مُوافَقَتي عَلَى لِقَائِهِ بعد ظهيرةِ يومٍ قَائِظٍ - وفي ذاتِ اللَّحْظَةِ - أَصْرُخُ فِي أُمِّي بأنَّنِي سأعودُ إليها حَالَمَاأنتَهِي مِن سِقَايَةِ الزَّرْعِ في...
فن كتابة القصة القصيرة يختلف عن فن الحكي التقليدي. ومن يتصدى لكتابة القصة القصيرة يجب ان يدرك تماما انه لايمارس الحكي كما يمارسه الناس والكثير من كتاب القصة، بل يمارس فنا جميلا تنتفض له وتتداخل كافة مشاعره وخلجاته من اجل ابداع لوحة جميلة يصبح الحكي خلفيتها وليس سيدها، مثل قصائد الشعر الملهمة...
أنتَ مَنْ يطلُبُني الآنَ عَلَى الهاتفِ ...! دقاتُ قلبي تَبْتَسِمُ ، تَتَرَاْقَصُ ، تُرَاْهِنُنِي بأنَّهُ ربَّمَا تكونُ أنتَ بنسبةِ مائةٍ في المائةِ . يأتِيني صَوْتُكَ مُغَايِرَاً كأنَّهُ عودُ حَطَبٍ جَاْفٍ فَلا تُحَاولُ إِقْنَاعِي ــــــ بِثَرْثَرَةٍــــ أَنَّكَ لَمْ تَعُدْ تَحْزَنُ...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى