كفرس جامح يركض لاهثا في صحراء شديدة القيظ خلف سراب لا يراه احد سواه . يجر قدميه ، يخطو بوهن في رمل ساخن خلف الذي يخايله، وأنا كنت أعدو خلفه بخطى متسارعة ، أحاول دائما أن أصل اليه لكنني دوما لا استطيع ، يردد في أذني : سأصل في هذا العام... سأصل في العام القادم .
: لا تقلقي لقد قربت المسافة ، سأحصل...
غير الحب كثيرا من طبيعتي ، فأصبحت أكثر ميلا للصمت كنغمة شهية ، مستوحشة وقابلة للترجمة إلى مختلف لغات الحب الحية كما قويت بداخلي الرغبة في تغيير نهاياتنا المفجعة . ورغم اختلافات تبدو كثيرة وعميقة بيننا الا انه لم يكن بامكاني مقاومة هذا الحب المتسربل بالسكينة والضوء والذي يلفنا سويا _ أنا وهي ...
هل كانت روحي - متيقنه تماما- أنه حين يأتي ليقرأ لي سأشفى؟؟؟ أم أن هذا الجزء الهمجي المجهول من جسدي كان يتوق لهذا الفعل المغلف بورق المراوغة!!!
يتعالى صخب الاستعداد لمجيئه ، وكأن الأمر لا يعنيني أقف شاردة انظرعبر النافذة لساعات ثم اعود لأحاول ان ألملم فتافيت روحي المبعثرة والمتناثرة على...
نجحتُ أخيراً في الوصول . تتبعت بدقةٍ ما كان مكتوباً في ورقةٍ صغيرةٍ مندسةٍ في جيبي عن الطُّرُقِ المؤديةِ للمكان واستمعتُ جيداً لنصائح الآخرين حين عدَّدُوا مزايا الوصول لأدواره العليا . وصلتُ إلى المبنى الزجاجيِّ الأزرقِ فهالني كَمُّ الإبهار ،الأناقةُ والفخامةُ اللتان تجتاحان تفاصيله وتزيِّنان...
"أيها النساجون :أريد كفناً واسعاً لأحلامي "
" محمد الماغوط "
لم تبالِ بما تدثرت به الطرق حولها من نارٍ ، بارودٍ ورَصَاصٍ . كانت تودُّ لو تُمْسِكُ بلحظتِهَا تصعدُ بها أجنحةُ الريح لتعبرَ بها صوب الفضاءاتِ المحرِقَة لشهوةِ الجُموح . مَسَّت بفرشاتِها...
أصبح اسمُ " نغم صبيح" حديثَ الساعة . احتلتْ قضيتُها جميعَ وسائلِ الإعلام على اختلاف توجهاتها . كانوا قد عثروا على جثة " نغم" بالصدفة وقد تم طعنُها إحدى عشرة طعنة في أماكن متفرقة من جسدها ثم لُفَّتْ بغطاء أزرق كالح وأُلْقِىَ بها في أحدِ الشَّوارعِ الجانبيةِ المظلمةِ . شَغَلَتْ القضيةُ الرأيَ...
حدث أنْ تمرَّ بك فترةُ صمتٍ.... لا مزيد من الكلام لا مزيد من الشعور..لا مزيد من الأشخاص .
(دوستوفسكي)
عدتُ إلى البيتِ بعدَ عدةِ ساعاتٍ أمضيتها واقفا في قسم الشرطة دخلتُ البيتَ أرجفُ صمتا ، خلعتُ حذائي ،أمسكته بيدي ولم أدرِ في أي الأمكنة أضعه- فقد كنت متخما بحيرةٍ خانقةٍ-فقذفتُه لا مباليا...
طرقاتٌ فجائية ،وحادة على باب شقتي توقظني من نومٍ هادئٍ ، وتراوغُ الأحلامَ الكثيرةَ التي امتلأ بها كياني . فالشهر القادم ربما يزداد راتبي بنسبةٍ تتراوح مابين العشرةِ ، والخمسة عشر بالمائة ، والسنة القادمة ربما أستطيع الزواج من الفتاة الهادئة ،والجميلة التي أحبها ، أما السنة ما بعد القادمة فحتماً...