د. وفاء الحكيم - مراهنة..

فقط غرفة تخصني لوحدي، وأشياء في غاية النظام لدرجة الملل ، وأوراق مبعثرة في تلال من الفوضى وكأن زلزالا يجتاحها كل بضع ساعات، وحريقا يتهددها فتفر هاربة لتنجو بنفسها . فنجان من القهوة ورائحة تراوغ المرئيات والعدم . وأنا وهو
أما أنا فلم اعد الكائن الذي كنت، وأما هو ففوضوي لا يقبل ولا يلتزم بمسارات تصحيح السلوك التي اتبعها معه جسده الواهن، وحركته بطيئة ومملة ولا يهتم ابدا رغم محاولاتي وتحذيراتي بنظافته الشخصية
اللعنة.. كم هو مقزز وسريع الغضب. وعندما يأكل يسيل لعابه ويستفزني بإحداث فوضى تغمرني فيتسخ المقعد، ووشاحى الأزرق الباهت وحقيبة يدي
لكنني ومع مرور الوقت اعتدت عليه، صرنا كظلين عنيدين لشيء واحد.
في الليل، حين يصمت الصخب حولي ويعلو الضجيج بداخلي، نجلس معا امام الشاشة الزرقاء نتأمل سويا البحار البعيدة والأشجار الساطعة بلون صناعي فاقع، في احايين كثيرة ينتابني الأرق فيسرع ويحضر لي الحبوب المهدئة قاذفا بها في وجهى ويجابهني بنظرة عتاب وتساؤل: إلى متى؟؟؟
كم راهنوني على احتمال هربه مني في اي وقت!!!
لكنني راهنت على وفائه فهو مختلف عن العابرين على قلبي كثيرا
فكل أفراد قبيلته ... لم يحدث منهم ولا حادثة خيانة واحدة .

د. وفاء الحكيم
طبيب اطفال / قاصة / عضو اتحاد كتاب مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى