نورالدين بوصباع

وقد تأبطت ذراعه وهما يشقان طريقهما بين الأزقة، سارت رشيدة تسرد لعبد المالك في خفوت ما يدور في رأسها وتصغي إلى رده في اهتمام..مذ عشر سنوات وهما على هذه الحال يخططان لزواج لم يتحقق لحد الآن.كنت أراهما كل مساء فتخامرني هواجس متنافرة، وأسير أردد في نفسي "شلحة أو عربي حتى يعفو ربي " إلى أي حد سيبقيا...
..كيف فات عليك ألا تبوح لي بما يدور في رأسك من هواجس لعينة! بل كيف أوحت لك نفسك أن تغض الطرف عني! لما لا تكاشفني ! ألم تعد تثق في صداقتي إلى هذا الحد ! لما لا تفتح لي صدرك! ألم يتبقى بيننا حبل يشد بعضنا البعض ! أعرفك متعطشا لأفكارك المجنونة، مستهاما بها مذ فتحت عينيك على حقيقة نفسك، أعرف كل شيء...
وكأنه خرج للتو من زمانه ودخل زمن المتاهة سار يهذي وسط الشارع..إنه متربص بهواجسه ليئدها من رأسه و ينعتق من أسر الصورة التي التقطها بأم عينيه..الكل يحملق في وجهه في ذهول، وهو غير آبه لما يدور حوله ، غارق في استعادة صورته في المرآة..حكاية صورته لم تكن لتثير في داخله كل هذا الغضب لو لم تخالجه صورتها...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى