عماد عبد اللطيف سالم

لطالما جاءَ رومٌ و راحَ رومٌ وكانت الرومُ تأكلُ وجهَ المدينةِ مثل جُذامٍ أليف ينامُ سعيداً مع العائلة. لطالما جاءَ رومٌ و راحَ رومٌ ومالَ الكثيرونَ إلى الرومِ وما مالَ ظهري من دبيبِ السكاكينِ على الخاصرة. عيبٌ على الروح أنْ تنحني الآنَ لرومِ الأيّامِ و تتركُهُم يدخلونَ الى باحةِ القلبِ خِلسة...
في العادةِ.. يوجدُ ذِلٌّ واحد . أحياناً .. هناكَ ذلاّن : ذلٌّ "بارد".. وذلٌّ "حارّ". هل تعرفونَ ما هو الفرق بينَ الذلِّ الباردِ، والذلِّ الحارّ ؟ هل تعرفونَ ما الذي يمكنُ أن يحدثَ لكم، عندما تتعرّضونَ لـ "الذُلّينِ"معاً.. الذلُّ "الباردُ"، والذلُّ "الحارّ" ؟؟ الذلُّ هو الذلّ ولكن الذلَّ الباردَ...
لا تكتُبْ عن الحرب. الحرب التي لم تنتهِ بعد. الحرب التي لمْ تُقْتَلْ فيها. الحرب التي لمْ تَقْتُلْ فيها أحداً ولم تُطلِق فيها رصاصةً واحدة على "عَدُوٍّ" كان يُغنّي مقام "المنصوري" في الهواءِ الطَلِق. لا تكتُبْ عن الحربِ الآن. أكتُب عن ذلكَ لاحقاً عندما تبدأُ حربٌ جديدة. دائماً هناكَ حربٌ جديدة...
الماضي يمشي أمامي ويلتَفِتْ بينَ وقتٍ و وقتٍ مثل كلبٍ أليف. أرمي لهُ كِسْرَةً يابسةً من أرغفةِ الحُبِّ فيعودُ ويلعَقُني وأرمي لهُ حضورَ الآخرينَ والأخريات فيعودُ ليَشُمَّ قدمي وأرمي لهُ بعضَ حنيني لكُلِّ القُبُلاتِ التي ضاعتْ سُدىً فيرمقني بنظرةِ الكلبِ الحزينةِ تلكَ التي تشبهُ فقدانا طازِجاً...
في الحُبِّ الأوّلِ كانت جِمالُنا تتسكّعُ في القُطْبِ وكانت البطاريقُ تتشَمّسُ في الربعِ الخالي وعندما سَكَنَ الأسكيمو الأهوارَ .. تزَوّجْنا .. وأصْطَدْنا الكثيرَ من الفقمات وأنْجَبْنا الكثيرَ من الدِببة. في الحُبِّ الثاني كانت النوارسُ تأكلُ الصمّونَ الحجريّ على ضِفافِ دجلةَ الخابِطِ المُتوسِّط...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى