عماد عبداللطيف سالم - الماضي يمشي أمامي..

الماضي يمشي أمامي
ويلتَفِتْ بينَ وقتٍ و وقتٍ
مثل كلبٍ أليف.
أرمي لهُ كِسْرَةً يابسةً
من أرغفةِ الحُبِّ
فيعودُ ويلعَقُني
وأرمي لهُ حضورَ الآخرينَ والأخريات
فيعودُ ليَشُمَّ قدمي
وأرمي لهُ بعضَ حنيني
لكُلِّ القُبُلاتِ التي ضاعتْ سُدىً
فيرمقني بنظرةِ الكلبِ الحزينةِ تلكَ
التي تشبهُ فقدانا طازِجاً يحدثُ الآنَ
ويعوي عواءً خافتاً
كما القططُ تموءُ
قبل اقترافِ الخياناتِ بوقتٍ قصير.
الماضي ليسَ خلفي
لأنَّ الحاضِرَ غائبٌ
وتنقُصُهُ الأُلفةُ التي لا كلبَ فيها
لكي يعوي بما يكفي
لتذكيركَ بما يحدثُ الآنَ
من خساراتٍ جسيمة.
الماضي ليسَ خلفي
وما أزالُ أرى كلبَ الأيّام
يَعَضُّ حنيني إليهم
و يمشي أمامي
دونَ أنْ يلتَفِتْ
باحِثاً بثباتٍ
عن الكَهَفِ المُشتَرَك
فراراً من زمانٍ قديم.

عماد عبداللطيف سالم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى