شوقية عروق منصور

ماتت الطفلة الفلسطينية ، الغزية " عائشة اللولو " خبر عادي ، فكل يوم يطارد الموت الأطفال الفلسطينيين، وأسماء الشهداء الأطفال وصورهم التي تعطرت بالدموع سرعان ما هجرت اللافتات والأوراق المثقلة بنواح الأمهات ، واكتفت بالوقوف إلى جانب الشهداء الآباء في مخازن الأيام، نعرف أن أيام المواطن الفلسطيني...
في لقاء تلفزيوني مع أم كلثوم أبنة الكاتب " نجيب محفوظ " ذكرت أن ميدالية " قلادة النيل " التي منحها الرئيس مبارك لوالدها بعد حصوله على جائزة نوبل عام 1988مزيفة ، لم تكن من الذهب كما قيل له ، بل القلادة مطلية بماء الذهب ، فقد أكدت الأبنة أن والدتها أخذت القلادة الى الصائغ الذي قال لها أنها...
داخل الإطار الأسود ، رأيت ملامحه البعيدة ، لم أر ضحكته اللزجة التي تسيل من بين شفتيه وتبعث إلى الهروب ، داخل الإطار الذي يحيط بصورته ترتكب الكلمات خطيئة الوداع ، وتحاول جر الدموع إلى منافذ وهم البقاء . ضبطت نفسي على رصيف الشفقة ، لقد رحل معلم الكشاف ...! تنهدت . سنوات غرقت في الذاكرة ، لكن موته...
أن تربي امرأة العقارب فهذا من صور التحليق في فضاء مقاومة الفقر والجوع ، فالمرأة قد تربي الدجاج والماعز وباقي الحيوانات والطيور ، لكن تربية العقارب مهنة غريبة ، قد تغسل المرأة بواسطتها حاجتها الاقتصادية وأيضاً في المقابل تنشر انوثتها وقوتها ووجودها على عناوين المستحيل . قامت " كوثر السماني" وهي...
لم يعد أمامها إلا أن تضع الطربوش الأحمر على رأسها ، نظرت في المرآة ، اخترقت الشبح الأنثوي المبتسم ، وتغلغلت في ذرات الفضة اللامعة التي تحضن خوفها ، كيف سيكون رد فعل الناس ؟ هربت الإجابة إلى فضاء مشغول بحيرة ملفوفة بالحاجة العمل ، على صفحة المرآة امرأة ترتدي- الشروال – وسترة حمراء مزخرفة ، مطرزة...
جميعهم أشاروا عليه بأن يستغل الوسيلة الجديدة في عالم التطور والحضارة "الفيس بوك", ويهبط من عليائه ويخاطب شعبه الذي ينتظر سماع آرائه وأفكاره المضيئة التي ستنير طريقهم للعيش بسلام، والانطلاق نحو بوابات الحرية المفتوحة وأسواق الشبع بعد الجوع والظمأ. بعد أن تعرض الرئيس لحادثة الإغتيال قرر أن...
( أكاد أؤمن من شك ومن عجب هذي الملايين ليست أمة العرب ) يحفر الشاعر الفلسطيني " يوسف الخطيب " كلماته فوق غضبي الذي يقطع حبل السرة مع الهدوء وضبط النفس ، وينطلق الى فضاء الرفض لواقع ينتحب ، يطلق صيحاته ، وعويله في داخل عواصم وجدت نفسها بين جدران الانحناء والركوع . أطلقوا على الشاعر يوسف الخطيب...
اسمع صوتها وهي تنادي علي بلهفة : - - روحي شوفي ... اركضي ...!!! أركض ، أعرف طريقي جيداً ، افتش عنه ، صوت الجرس دليلي اليه ، أصل الى ساحة الحرش في الحارة الشرقية في مدينة الناصرة، ساحة واسعة سميت بالحرش لأنها كانت سابقاً جزءاً من حرش اشجار صنوبر وسرو ، الساحة بعيدة عن بيتنا ، وعلي ان اصلها...
يتنقل المهاجر العربي من موت إلى موت، المهاجر العربي يهرب من وطنه الذي لم يجد فيه إلا الفقر والعجز والخوف والملاحقة والسجن، ويطلب النار – أجئت تطلب ناراً على رأي والد ليلى عندما اتهم قيس بالعبث مع ابنته – من الدول الغربية التي فتحت أبوابها مقابل تدمير الأوطان العربية وهذه سياستها ودستورها ونهجها...
ما زالت الصور فوق الجدران تعبث بأحلامه، تهرب إلي زنابق المغامرات ولحظات ترابط على جذوة الخيال الجامح، بعض الصور أطرافها ممزقه والبعض الآخر مليء بالتجاعيد المحشوة بطحين الغبار، رغم محاصرة السنوات لهذه الصور ، إلا أنه يرفض نزعها عن الحائط لأنها تشكل مواجهة دائمة مع أحلامه التي سلبت منه وضاعت في...
كنت اضحك بمرارة عندما اسمع صديقي الشاعر العجوز فوزي الحكيم يردد بصوت عال جهوري وبأسلوب الممثل يوسف وهبي - احنا في الزمن التراللي - ولا أعرف من أين أتى بكلمة تراللي ، لكن العجوز فوزي صاحب التجربة المليئة بالسفر والثقافة وقرض الشعر وحب الحياة أراد بكلمة " تراللي " اختصار نقمته على الوضع العام...
ظهرها المنحني على برميل الزيت الضخم يؤكد ان فوق ظهرها هموم العالم، فالانحناءة ليست دليل الكبر والعجز فقط، ولكنه دليل على الهموم التي تراكمت حتى اصبحت كتلة تتشبث في الظهر "كالحردبة" كلما قست الظروف. تحاول العجوز حماية نقاط الزيت من الانسكاب على الارض، بخفة ودقة تسكب الزيت في تنكة الزيت الفارغة،...
ما ان وصل الى الزقاق حتى شعر بأجواء باردة ، رطبة ، تهجم على جلده ، تتسلل الى مساماته المفزعة المقشعرة ، رائحة عفن قديم ممزوجة برائحة بول كريهة التصقت بذرات التراب المشرئبة على الحيطان المتآكلة ، العارية .. والتي تساقط دهانها واصبح من الصعب معرفة الالوان التي دهنت عليها سابقا .. شعر بالدم ينساب...
لم اعد اسمع للمرشد السياحي الذي يلف ويدور في قصر الحمراء ، ويحاول تجاهل الكثير من الفترات التاريخية المشرقة ، يركز فقط على الانكسارات والهزائم ، كأنه مصمم على ضربنا بقبضته الأندلسية ، حتى يتخلص من بقايا اعتزازنا . حاول زوجي إقناعي أن المرشد لا يملك الثقافة التاريخية الكافية ، ويقفز قفزاً في...
الأبواب المنسية تفتح فجأة، لعنة السنوات تنحني وتعتذر لأن الذاكرة تهرول نحو الخيانة والدفاتر القديمة أصابها العطب ، لكن صورة الرئيس الفرنسي السابق " فاليري جيسكار دستان " 94 عاماً " الذي يتلقى العلاج هذه الأيام في أحد المستشفيات الفرنسية ، تصدرت أخبار المجتمع في وسائل الاعلام ، أما عندي فقد...

هذا الملف

نصوص
39
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى