شوقية عروق منصور

في سنوات الستينات، عندما انطلقت شرارة الكفاح المسلح وكان العنوان منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الفصائل التي تورمت وسمنت على جلد الشعب الفلسطيني وشعارها كنس الاحتلال وانتشال الوطن من الأسطورة الصهيونية والعودة إلى الحق المسلوب. وجد الشباب الفلسطيني نفسه داخل شلال سينزع ويقلع ويغير الخارطة. كان...
بقايا حديد زحف الصدأ عليه بوحشية.. القشرة الذهبية التي كانت تكلل اطراف السرير تحولت الى قشرة مغموسة بسواد الهروب نحو البدايات. هناك بصمات غير مرئية، مساحات من الصدى تغسل الذاكرة، تمر عبر خنادق محفورة تحت ظهر الخروج من الحياة … العجوز الجالس امام الشاب الذي يقطع الحديد الى قطع صغيرة كي يستطيع...
كنا نراهم يتسللون في عتمة الليل ، وعندما تسأل أمي صباحاً جارتنا أم سليم عنهم ، تجيب بألم : - أبوهم طردهم .. ما بدو يشوف حدا منهم .. !! وتغرق أم سليم في الصمت الذي لا يتنازل عن الغضب ، بل يتحول في صدرها الى جبل من الآهات يرتفع وينخفض ، ثم تنفث آهة نارية ، نشعر بحرارة خروجها فيخيل الينا أن...
المرأة والنظام الحاكم – السياسي والأبوي - ثنائي له الماركة المسجلة عبر التاريخ ، فحين تهب رياح النظام لا بد أن تتغلغل في ثوب المرأة وترفع من طبقاته فأما يحول تلك الطبقات الى رافعة قوانين تدعم المرأة وترفع من شأنها ، وإما تسقطها على الأرض وتبدأ بتقطيع جسدها بالقوانين والممنوعات والحظر ، والنظام...
قررنا أن يكون زواجنا في السنة المقبلة .. الا أن ظروف مرض شقيقه فرضت علينا قراراً آخر .. تحديد يوماً قريباً للزواج لأنه اذا مات شقيقه - لا سمح الله - علينا أن ننتظر سنة أخرى أو أكثر . بدأت المشتريات بسرعة من تجهيز اثاث البيت وتحضير فستان الزفاف الذي كنت اريده مميزاً ، له الشكل الخاص المزين بتول...
عندما كان يردد الفنان عادل امام عبارة ( كل واحد يحافظ على لاغليغوا) في مسرحية ( مدرسة المشاغبين ) كنا نضحك ونعتبرها نكتة عابرة في سيناريو يريد دغدغة المشاهد من باب الكوميديا اللفظية ، ولكن الظاهر ان زمن الكوميديا السوداء قد استغل الضعف العربي المتمثل بأنظمته الصامتة المطيعة وبدأ يستغل قوته في...
عندما كان المغني الصعيدي يغني بصوته الخشن المطعم باللوعة والتساؤل – وانا مالي يا بوي وانا مالي – كنت اعتبرهذه الاجابة الهاربة من المسؤولية جزءاً من ثقافة اللآمبالاة التي يرضعها الانسان العربي من ثدي التربية البيتية ، ويضيف اليها المجتمع الذي يعمق الفجوة بين الانسان وقضاياه ايضاً هروباً مزنراً...
لم يعد أمامها إلا أن تضع الطربوش الأحمر على رأسها ، نظرت في المرآة ، اخترقت الشبح الأنثوي المبتسم ، وتغلغلت في ذرات الفضة اللامعة التي تحضن خوفها ، كيف سيكون رد فعل الناس ؟ هربت الإجابة إلى فضاء مشغول بحيرة ملفوفة بالحاجة العمل ، على صفحة المرآة امرأة ترتدي" الشروال" وسترة حمراء مزخرفة ومطرزة...

هذا الملف

نصوص
38
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى