حمزة باشر

تبدو لوهلة تصير السماء مدنا وتتقاطر من أعنتها ألحانا تهبط في رؤوس البشر كغيمة تمشي تلك الآلات الموسيقية تُحدث، ولا تُحرِك شيئا تُسمِع، ولا تَقُول شيئا فذاك اللحن الطاغي يحضر في عُباب الذكرى، تتمرن أغنية التشرد تكتب بارقة، ولا تجود بالمعنى تغوص في العدم، تلك الأشجار الكالحة تلعب، حتى تتساقط تغني...
صوتي تراجع للوراء، يختنق في ذاته ليخرج وتلوح لي ساعة عقاربها لا تقول شيئا ولا تكتب للجسد مصارعه المعدودة لكني.... آه، من وقعة الحزن كنقبلة تتفجر ليست مستهدفة أحدا ولكنها ملّت من انتظار الأوامر صوتي يحدثني... والجسد مدّ جناحه عليّ قم لتقول قم لتمشي قم لتتحر من قوة الجلوس ولكن...
في "مكاكازي" القديمة عند الجدار الناهض في وجه الشرق هناك فتاة تنادي تعال! وريحا تسافر في الريح ليل يغطي سماء المدينة كي يكتب الأمس وفي الغد، كالأمس مثل الحكايات ينفث القول شيئا من السحر كي يوقظ الماء والعشب كان الزمان مليئا باضداده وهناك فتى لا ينام! بل يحلم ليعيد السراب ماء...
هذا هو الماء قال السراب لنا والأرض بادية تتزين باللين ترسم في وجهها مللا يتقمص صورة طفل تلف الكآبة معدنه ويدندن كم تعبتُ وأنا أهزأ من وخزات الطريق نمشي ويكتبنا الرمل في جسد الأرض حين تعيد الرياح صياغتنا أنا ولدنا على الكد علّمنا السطر أن الكتابة تغوي المعاني وعلّمنا الحب لا حب...
"غنيّة أنتِ من الداخل" هكذا قالوا... لم تنتبه يدٌ حين جرحتك سكينة وأطل الغبار.. يزحفُ يمشي يهرول ولأنك نحيلة عبثوا بالكلام وصادروا أثر الفراشات فيك واسم المؤنث ثم قالوا... أنتِ مليئة من الداخل! استنار الحيّ وتبعثرت خطوات الضوء مطلة، من داخل غرفة شاب هناك، كلمة ما، لم تقلْها يدٌ...
صباح المحبة. قيل لي... فلتكن أنت أنت.. ولا تتطلع للكائنات التي تركتك وحيدا، وغادر صفاتك حيث انتهاء الصفات وحيث الحنين إلى الفاجعة قيل لي... فليكن عهدك الآن أنْ تستمع للأنين ولا توقظ الطير من نومه وامش وحدك لا تتقبل طيش السكارى وقفْ حيث صمتك ملتزما بالزمان وملتبسا في المكان ولا تتطلع إلى الدمعة...
ربما شيء يستصعب أمره، في ظل قفزات اللغة، أبدأ بتميم بن مقبل، القائل ما اطيبَ العيشَ لو ان الفتى حجرٌ/ تنبو الحوادثُ عنهُ وهو ملمومُ’ هذا الشاعر الجاهلي، في حالة مواساة ذاتية، عندما فقد زوجته التي انتقلت إلى الإسلام، نسبة للمعايير التى رسمها وحددها المجتمع آنذاك، فلم يجد ما يرثي به حاله التي تشظت...

هذا الملف

نصوص
37
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى