حمزة باشر

ترجلتْ عارية، تلك الكلمة مفازة طفلة، خربشت بساقيها المكان غزاها نسيم هادئ، ليرفع عندها غريزة الفرح ضحكت قهقهت منتصرة على الزمن وهي تجري خلف عمرها... ترتب أمها النافذة وضجيج المكان. نهار يمتص الظل منذ تلك المدة، وهي تنتقي حروفها بدقة، يهمها أن تغامر في تتبع الكلمة وهي تجري... تلك...
لعل ما يمكن قوله، إن كان هناك ــ ما يضاف إلى فضاء الكتابة مجال أوسع ــ ما يقال، ذلك إذا حسمنا جدلا بأن ثمة شيء ما ناقص، في الذات العارية الخطة، هو ذاك الناتج عن "فعل الكلام" هذا، الذي لا يزال يشير إلى نقص ما، فراغ...، ذاك الإطار الذي تستمد منه الكتابة ميدانها، وسلطتها، أو قوتها التي تطوق من...
ذاك الجدار الآيل للسقوط وهم الولادة، قصة البيت القديم رعشة العمر الفتية ركن القبيلة.... حين يلفه الغبار صيحة المؤذن.... في افتتاح سهرات I f t رقصة تابينو، عارية... من التصنع خطاك... عارية في اجتثاث الخطأ ثمة أخطاء، لا ينتبه لها المارة بينما هم يدهسون، الكلام المتساقط على الرصيف...
ليس ثمة ما يثير السخط والأشجار متدلية في كل مكان هناك بركة ماء وضفدعة هناك في الأسفل، تقوم القيامة ولا تقعد جارتي التي تتدلى من عرشها حيث لا جبال، ولا قمم هناك في ضاحية ما، معبد لا يبشر بشيء.... لأن العباد، نسوا مما ذكروا به أرسلنا عليهم الجراد والقمل والضفادع.... مذكورة أعلاه،...
الكؤوس التي اعتادت أن تطببها الشفاه برفق ما عادت تسكر من الفراغ والوحدة ذلك بمقدورها أن تغوي ألف شفاه لو أنها سئمت من ضجر المكان كما تفعل الآن أهازيج السياسية أشد مضاضة، وخبثا أن تعري قبل شجرة وافرة الظل لا تخشى يد الشمس ولا أدمع السماء التي تربت على رأسها برفق الكؤوس التي...
عثرتُ عليها لا يهم، في الحقيقة، أين ... ليكن ذلك في خيال صبية من الأدغال امتهنوا الرقص فأيقظتهم أغاني المطر وتمايل السنبلة ليكن... عند امرأة تعيش القصيدة كل يوم، ليتخطاها الشاعر ليكن في البيوت التي تضيق ذرعا بأهلها لأن غدا وضاحا عانق الجدار أو ليكن في المحطة.... والمحطة مليئة...
تلك الطاولة التي كان خلفها "شاري" يحدق في الكؤوس صورة امرأة تتهيأ للرقص كما في مخيلة ذاك العجوز الذي بردت عظامه أغنية تأبى أن تخمد في كل مرة، تأخذه قدماه لِماما - إلى هناك - يحرك فيه النهر تلك المياه الراكدة فيما أنت تهبين واقفة لاستنزاف ما تبقى من الوقت هبني مكثت مليا اقتاتُ...
أنا الآن، أروض الكلمات لتنطق، في قول ما لم يقله الأسلاف الأوائل كانوا أكثر عرضة للطرب، إذ صاروا يقضمون ما لديهم من يأس، باتوا شديدي الحرص أن يمسي الواحد قادرا لإبداع فعل الخلق يغمرهم ذاك الوله العابق بالتأله، تماما كما يفعل حين يغضب ويغار ذاك المحفور بشدة في الأعماق أمسو يتخيلونه...
القلب الذي حمّل أوزاره "بلا سبب" لضاحية كانت تنعم بالصمت تخلّى عن أدواره، العصية ثم أنه، بتأثر من موسيقى "البار" ينبض بجانب دقاته المعهودة، تلك أضحى نديا وجهك إذ يحاكي السحاب يبدو عليه الإصفرار كعيون الأكاسيا حين ترمق الأرض لا شيء آخر يأخذ شكلا عصيا عن الوصف غير عينيك وهما تكحلان المشهد ساكنتي...
المرأة التي التقمها البحر لم يدغدغ خطواتها الطافحة لمجرد أن لسعتها الشمس، وتدفق منها الشلال ولأنها كانت وفية للماء تناولتها النظرات بمكر قاتل ذلك أنها لم تأبه أن يشاء البحر الشيء الذي تأباه تلك الوجوه النهمة في كل مرة يزاول النهار دورته، هناك حيث البحر، تزاول فتاة ما... وفاءها لذاك الذي لا...
مرايا... تنشب صورها على الحائط، من ناحية الظل المدود، أظافر تتحرك تمتد تتعقب الليل الطويل إذ يتبدى نهمها الشبق للانتصاب تنسال وجعا على الأرض لأنها أمي دائمة البكاء على الصور، السور الذي امتهن الفقر، غياب الظل الذي ارغمه الضوء لا يأتي الفجر... لا نحلم... في الخيال، حين تطوي الشمس كلام الليل الكل...
تموت عطشى، مبتورة من أصلها تساق عنوا إلى مشنقتها الضيقة لأنها كانت أسيرة كلمة تفضل الموت في حضن داعية خير لها من فم طائر يحلق في الهواء لم يأبه الإله لتقواها الكاذب تموت أسى... وهي تشهق من جراء نمنمة كلامية غادرها ذاك البريق المزين بالحب لم يبق إلا الخوف، بقايا الظلال ضجر معتم، سواد...
لا يزال فيّ شيء يسير من الفجر شروقه الوضاح ضوئه الذي يغري الظل شعاعه المتسرب نوره المزين، على شاكلة صباح ما زال فيّ شيء يسير... لأرمم داخلي إذ تمشي فيه صحراء قوية ينبت في شراييني العشب هناك... حيث ذبابة تئن، وبركة ما تغطي على الجزء الأسفل غابة كثيفة من الأدغال فوضى عارمة تحرك أشياء كثيرة غيمة...
عند الغروب كما اعتدنا أن نجلس أنا وساكنة لم نعد نتلصص على رحيل الأشياء لعِلّة بسيطة لأننا بتنا أسيرا الكلمة صرنا نرقب نموها المكثف وهي تنمو وتتوالد كم كانت مثيرة، كتلك الأشياء ولأنها باتت تشغل مدى نظرنا الواقف تمشي فيه ببطء وكأي واقف لا يشعر بتتابع الحركة لم نعر اهتماما لذاك...
لا شيء آخر، غير الفراغ وأشياء كثيرة تحيط بي... مثل تلك الصخرة التي لا تقول شيئا، وتسمع! ذاك الرمل المسافر بقايا كوخ قديم محطم تداعبه الرياح، فيتحرك، ولا ينتقل... وذاك الوجه... تحيط بي أشياء كثيرة... منذ البداية ظل أسير ضجر، مصاحب يتنفس الصعداء يرمي الصخرة بنظرة، حمقاء قاتلة، فاتنة، ودودة تتربص...

هذا الملف

نصوص
37
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى