حمزة باشر - الأطفال الذين جاءوا دون رعشة

الكؤوس التي اعتادت
أن تطببها الشفاه برفق
ما عادت تسكر من الفراغ
والوحدة

ذلك بمقدورها
أن تغوي ألف شفاه
لو أنها سئمت
من ضجر المكان
كما تفعل الآن
أهازيج السياسية

أشد مضاضة، وخبثا
أن تعري قبل شجرة
وافرة الظل
لا تخشى يد الشمس
ولا أدمع السماء التي تربت على رأسها
برفق

الكؤوس التي حفظت
عن ظهر قلب
أغاني الأدغال
أصوات السكارى الأجش
اهتزاز الطاولة
رقصة القلب، صيحات المغنين
حيث لا وقت يُسقِط الوقت!
لا تأبه - تلك الكؤوس- أن ترقص طفلة
مكسورة القلب، مادام قد لا مسها
الخوف من بقايا الغاز المسيل للدموع

لا تأبه طفلة
أن تقلد سائحا
اختار التقمص
بينما البندقية تنشر
قهقهاتها في كل مكان.

الأطفال الذين ولدوا
دون رعشة!
لم يكبروا بعد
لو يولدوا حتى الساعة
لا موتى ليؤنسهم صمتهم
مع بقية جاءوا على عجل من الوقت
في ضاحية ما
كانت تورث الخراب
ساعتئذ
لم يأتوا بعد
ليولدوا من جديد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى