آه آه آه
يا حبيبة القلب يا سوريا
أُفَكِّرُ في القصائدِ التي تفوتني هذه اللحظةَ
لأنني -الآن- غارقةٌ في خَشَبِ التثاؤب
..
أُفَكّرُ في القصائد التي سينشرُها أصدقائي الشعراءُ غَدًا على الفيسبوك
مَنْ سَيُهَرِّبُها مثل الحشيش الفاخر الذي دسَّتْهُ صديقتي في تابوتي؟
..
أفكر فيما قيلَ قديمًا...
أَنْ أكونَ حزينةً وسعيدةً معًا
تلكَ هيَ الأُلوهية
أَنْ أُقَبِّلَكَ بالشَّفرةِ
وأَطعنكَ بالشفتيْن
ذلكَ هو الحُب الكارِهُ والكراهيةُ العاشقة
أن أكون مثيرةً ومقززة معًا
ذلك هو التين والزيتون والإعجازُ البسيط في زيتِ القلق
أن أكون قلقةً ومطمئنةً معًا
ذلك هو جنون الشِعرِ
وهو يعربدُ بين نهدين لتمثالٍ...
لم يَخُنِّي شيءٌ سوى جسدي أَنا!
أنا نُشارةُ الغابِ .. والآخرونَ نارِي
في لُجَجِ أحقادِهم ذُقْتُ التفاؤلَ
في حقيبةِ جسدي لا تنامُ أفاعي الاِغتراب
عانِقوني جيّدًا
اِهْرِسْني يا جُمهورَ الوادي
هتافُكَ قِمَمي
ويا الله
يا مِئْذنةً مِن شوكولا
يا الله
يا قبّةَ المارشميلو
ضعني حيثُ وضعَ نبيُّكَ الأخيرُ...
لا تسألْ عن البَحرَيْن
لا تزرع الحنينَ في جماجم المُرجان
ثمةَ لؤلؤةٌ أخيرة، بمخالبَ صدئة
تمارسُ رياضةَ الشِعرِ كُلَّ حَربٍ
وتسقطُ بين قَلْبَيْكَ قُبَيْلَ المجزرة
..
على سُرُرِ اللهفةِ في وادي الأقمار السبعةِ، يسألني
حبيبٌ ما لِعَسَلِ عينيه مِنْ قاع
عن أعمقِ هرطقةٍ في مهبل الأرض
عن عذوبةِ...
خَلَقَ اللهُ لبنانَ في اليومِ السابع
فَجَعلهُ شابًّا جميلا
ثم خَلَقَ الحربَ فَجَعَلَها شابةً شبقة
فوقعتْ في حُبِّه
وما تزال تلاحقُه وهو يصدها
..
خَلَقَتِ اللاتُ لبنانَ في اليومِ الثالث والثلاثين مِنْ شهر الفتنة
فَجَعلتْها امرأةً حسناء
ثم قالت للحُب:
قُم!
فقامتْ الراءُ
..
خُلقَ السحرةُ والشعراءُ...
مَنْ يُوقِفُ تناثُرَ اللؤلؤِ عندَ اِنْتِشاءِ امرأة؟
حين هربنا سويةً إلى كهفٍ في أوغاريت الجديدة
بَحثًا عن أبجديةٍ مستقبلية
لم تعثرْ علينا بذرةُ الأسلاف
وفي محاولاتِنا اليائسة لقولِ شيءٍ لم يسبقنا إليه أحدٌ
تصادفتْ أعضاؤنا في ماء العتمة
فاكتشفنا القُبلة
ثم قالت العزى:
هذا هو الكلام
..
مَن يجرؤ...
أربعونَ ألْفَ ضحكةٍ في فَمِ الموت
سِتّونَ أَلْفَ صرخةٍ في سُرّةِ النجاة
وأنا أفتش عن قافية
وأصعد السلم الموسيقي نحو الماريجوانا
الخَدَرُ الأبيضُ يخلعني عن جسدِ الـ هُنا
..
هناك نفقٌ يتكورُ على فراشةٍ
وأُمٌ ترمي ثدييْها في قَبرِ المهملات
جسدان لتوأم الضوء
فوتون يعانق فوتونًا في رملِ الآخرة
جفَّ...
هل هذا يعني أن لا أحدَ سيقرأ أشعاري بعد انقراض البشر؟
لمن أكتب؟
لمن تكتبون يا رفاقي
وأهل الجنة لا يقولون الشِعر ولا يقرأونه؟
...
أنمصُ حواجبَ القصيدة
أُلَمّعُ شفاهَ قصتي القصيرةَ
أزيِّتُ خصرَ الروايةِ بالعُقدةِ
أُقَلّمُ أظافرَ الخاتمة بقيامةٍ مفتوحةِ الاحتمالات
لكنّ الديناصوراتِ التي عَلّمْتُها...
أُفَكِّرُ في القصائدِ التي تفوتني هذه اللحظةَ
لأنني -الآن- غارقةٌ في خَشَبِ التثاؤب
..
أُفَكّرُ في القصائد التي سينشرُها أصدقائي الشعراءُ غَدًا على الفيسبوك
مَنْ سَيُهَرِّبُها مثل الحشيش الفاخر الذي دسَّتْهُ صديقتي في تابوتي؟
..
أفكر فيما قيلَ قديمًا واعترضَتْهُ عَثّةُ الوقتِ
لم يبلغْ أُذنَيّ...
حين أقولُ أُحِبُّك
أنا أعني بأنني أُحِبُّني معَك
وبالتعاضدِ مع شفتيك ألدغُ سؤالَ الكينونةِ
وأشلُّهُ عن العمل في رأسي
مؤقتًا وحتى أبد الآبدين
هو نقارُ الجُمجمةِ
والإجاباتُ صداعُ البحر
..
حينَ أقولُ أحبُّك
أنا أعني أنني لم أعدْ أخافُ
من البشر وأنصاف الخيول
وأنّ جِنِّيةَ الروح المرتعشةَ كالذهبِ...
قُبلتكَ تتوقُ إلى ترجمةٍ
كَكُلِّ الغمغماتِ التي تنزفُ مُشتاقةً إلى كأسٍ تتقمَّصُه
قُبلتُكَ تفكُّ أزرارَ النهار
بَحْثًا عن هُوِيَّتِها في الغَدرِ الزَهْرِيّ
لا تنسكبْ بين النصِّ وقاتلِه
لئلا ننزلقَ نحو عالم الأشياءِ التي لا توجدُ إلا كأسماء
أريدكَ حدودَ الوطن المتمددِ في قعري
شيئا يُمَسُّ ولا...
أَنْ أذهبَ في الجمرةِ
تاركًا قرميدَ حبيبتي ورُمّانَها
هناكَ ... على عتبةِ العشقِ العالية
أسوارُ الحرب
..
أَنْ أحمي الأرضَ
أُمَهِّدَها بالياسمين والرصاص
يا حبيبتي قرمزيةَ القلبين
إذا فشلتُ في صَدِّ الفوسفور الأبيض
سأفشلُ في اِلْتِقاطِ شفتيْكِ
..
أَنْ أموتَ الليلةَ في نفقٍ يؤدي إلى بطنِ أمي
أن...