زينب هاشم شرف - إعدام الزنبقة...

رقبةُ المعنى بين شفتيَّ
كرزةٌ سوداء
أعصرُها
تنزُّ أغاني فيروزَ وإيمي واينهاوس*
تنزفُ ظلالا رمادية
على ذقني الأرقط
..
رقبةُ المعنى تحت مقصلةِ الأضراس
أستجوبُه دغدغةً بالسواك
عن حفلةِ داحس والغبراء
عن بسملة جان دارك
ونبوءاتِ غزوِ العراق
عن الحب!!!
لماذا يولد ويموت؟
عن الآلهة
لماذا تغير أسماءها كلَّ بيغ بانغ؟
..
عن القطة التي دهسَتْها العجلاتُ صباحا
عن الكناري
الذي كسرَ رقبتَه بابُ القفص في شقة امرأةٍ مجنونة ووحيدة
..
أسألكَ أيُّها المعنى
ورقبتُك اللزجة بين سبابتي وإبهامي
وعيناك شاخصتان إلى الموناليزا المهشمة فوق أنفي
مَنْ ألبَسَكَ شَعْرًا مُستعارا كالقُضاة؟
مَنْ وَهَبَكَ نعومةَ صوتِ أمي؟
من ضخَّ أنهارَ الأرض في عروقك لتبدو مثل مسلة حورَس؟
..
عَنْ الشِعرِ...
لماذا يتفتح كطعنة الأمعاء؟
لماذا ينفجر كألغام المرج؟
لماذا يقول ما يريد لا ما أريد؟
..
عن جنية الحرف السكرى
..
عن القُبلة
عن غثيان الأوركيدة في الأوركيدة
عن انتصاب الزنبقة بين شفتي
عن موتها البطيء
في المريء
كالمعنى
إذ تذوبه أحماض ما بعد الإنسان
______

زينب هاشم شرف
البحرين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى