حمزة باشر - رحيل الأشياء

عند الغروب
كما اعتدنا أن نجلس
أنا
وساكنة
لم نعد نتلصص على رحيل الأشياء
لعِلّة بسيطة
لأننا بتنا أسيرا الكلمة
صرنا نرقب نموها المكثف
وهي تنمو وتتوالد
كم كانت مثيرة، كتلك الأشياء

ولأنها باتت تشغل مدى نظرنا الواقف
تمشي فيه ببطء
وكأي واقف
لا يشعر بتتابع الحركة
لم نعر اهتماما لذاك التغير
الذي بات يحدث بعمق
أنا، وساكنة
وهذا الغروب الذي يرحل

يأخذ أشياءنا بصمت
يشيع صمتنا بأشياء ترحل
كاصفرار الحائط، الذي يعكس لمعانه
ليصحح ما أتلفه الظل
تمايل الأوراق؛ وهي تُوقع بُقَع الضوء
فريسة أقدام الأطفال...
كانوا يتابعون انتصاراتهم بشغف

ها هي راحلة....
تلك النظرات العالقة، انخفاض
حدة الضوء، جمود الظل
تبدد الظلام، وسفر الليل الأخير
غرابة الأطوار
كأن نشعر بأنا تائهين
في خضم ذاك الشتات المبعثر
للأشياء التي ترحل
كنّا نصغي للكلمة، وصمتنا الحاضر...

# باشر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى