عبد الرزاق الشيخ علي

كان عائدا من باريس، شعره الاسود الفاحم المسترسل وراء عنقه: وكلماته الهادرة المدوية.. وعيناه العميقتان الكبيرتان الكئيبتان.. كان يقول اشياء جديدة. ويتحدث في اشراقات دنياً كانت حلماً زهواناً في اعماقنا آنذاك، لشدة ما كان شغفه عميقاً باستجلاء ذكرياته تلك حيث لم تكن الايام قد اسدلت ستارها الكثيف...
وقف بباب مجحره منتصب الاذنين نشط الانف وشمل المكان بنظرة ثاقبة من عينيه اللامعتين. كان الهدوء شاملاً إلا من انفاس منتظمة مالوفة طالما اصاخ اليها بشغف ولذة. ونقر قوي سريع على الواح شفافة بيضاء ألفه في هذا الفصل وفي الشتاء الماضي عندما كان يسعى وئيداً في طلب غذائه بعد ان ذهبت امه في رحلة غامضة...

هذا الملف

نصوص
2
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى