خرج من البيت، ما إن أغلق الباب، حتى سمعت زوجه دق الجرس، فتحت له فدخل مجلجلا وصرير صوته يملأ المكان ؛
أنت السبب، دائما تثرثرين، وتكثرين لغطك حتى أنسى المفتاح.
استغربت حليمة من صراخ زوجها بهذا الشكل فجأة، وظلت تنظر بذهول ليسراه تلوح بالمفاتيح، وهو يحاول صب غضبه عليها بشتى وسائل التعبير، لعل لعنة...
ظبية ثائرة
كانت تمشي بالشارع سريعة الخطوات كعادتها بعدما خرجت من أحد المحلات التجارية الذي ابتاعت منه بعض الحلوى لصغيرتها ولها كذلك، لكنها هذه الأيام تشعر أن أشياء كثيرة فيها قد تغيرت؛ لقد أصبحت تحس بآلام داخلية لا تعرف مصدرها، صارت تبتعد عنها ابتسامتها شيئا فشيئا، وتحولت من نحلة نشيطة إلى تنين...
تزوجته، وقررت أن تكون ربة بيت تحافظ على بيتها وزوجها، الذي بدأ حياته معها ب " أحبك أكثر من نفسي" ومر الزمن، وكثرت مشاكلهما فأصبح يراها شخصا يعيد تربيته، ويؤكد أنه لن يسمح لها بذلك. قرر بعد مدة الانفصال عنها، وعزة نفسها أكدت موافقتها أيضا، لكن المرض فاجأها، فعلم به فجأة، وعاد إليها؛
_ أنا ولد...
هي لا تحب الانتظار، وتذكرة القطار التي أدت ثمنها قبل ثوان سجل عليها أن القطار سيصل على الساعة العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة، والساعة الآن تشير إلى التاسعة وسبع دقائق، فكرت؛ أ تلج قاعة الانتظار وتفتح كتابها كي لا تحس بالملل؟! أم تأخذ مذكرتها، لتسجيل ما يمليه عليه خاطرها من كلمات، أيا كانت " خواطر،...
لم يعد يتحمل آلام ضرسه الذي نخره السوس، قرر أن يؤجل جلسته المعتادة بالمقهى ، ويدخل عند طبيبة الأسنان التي كان يناديه اسمها منذ زمن مكتوبا بحروف ذهبية على لوحة سوداء صغيرة علقت إلى جانب لوحات أخرى على واجهة العمارة المجاورة للمقهى...
أعطى الكاتبة المعلومات الخاصة التي سألت عنها: " اسمه، رقم...
كان نائما في غرفته ببيت العائلة الكبير، بيت المجد والتاريخ والحب، حين خرج مع زوجه لجلب بعض الحاجيات اللازمة لاستقبال سعيد وصفية القادمان لزيارة العائلة من حيفا ، وجد نفسه فجأة مضطرا لمغادرة حي الشيخ جراح إلى نابلس حتى يحضر لخالد الصغير الحلوى المفضلة فيفرح بها وقد جاء مع والديه لزيارة البيت...
كانت سائرة في حزن وألم، طريقها المستشفى، لم تخبر أحدا من أهلها بأنها ستجري عملية فقد طمأنها طبيبها أنها تمر سريعا، وأنها تنجح بنسبة كبيرة، و سريعا يشفى المريض، لكنها مع ذلك تمنت لو أن عزيزا أحس بألمها وأدرك ما هي فيه، كادت وهي تعبر الشارع نحو الرصيف الآخر، تدهسها سيارة بسبب شرودها وسرعتها في...
استيقظ الشبل ذات صباح، وقد أحس بأنه صار أسدا خاصة أنه الآن قد ورث عرش أبيه بعد ما صار الذكر الوحيد بين أخواته العشرة.. ، خرج من عرينه متباهيا بلبدته التي بدت حديثة عليه ،إنه كبير الغابة الآن، وله أن يمشي مختالا، صادف ابن عمه النمر في طريقه ، فنظرا إلى بعضهما البعض نظرة الند للند، كأن أبا فارس...
كانت وحدها جالسة في صمت كئيب إلا من أغنية فرنسية بلحن رتيب اشتعل بعد أول لازمة وأيقظ ذاك اللهيب...
صمتت الأغنية فوجدت نفسها مرددة:
Et moi non plus je n'ai pas changée
Toujours le même petit sourire
Qui en dit long sans vraiment le dire
Non moi non plus je n'ai pas changée
ذرفت دمعة لم تشعر بها...
جميل..!! المكان خلف سائق الطاكسي فارغ... هنا على الأقل أفضل من المقعد الخلفي الأخير، جلست راضية منتظرة أن يأتي بقية الركاب المتجهين إلى حي حمرية، تترقب الساعة.. لا بأس؛ فراضية اعتادت الخروج باكرا حتى تصل عملها وتأخذ نفسا ترتاح به قبل أن تبدأ جدية العمل، الوقت إذن يبدو كافيا وإن كانت ما تزال...
بعد قراءتي السابقة للقصيدة المغناة "راحلة"؛ هذه محاولة أخرى لقصيدة مغناة جديدة قديمة..
من منا لم يعرف "أحمد رامي"؟ الشاعر المصري ذو الأصل التركي الذي ارتبط اسمه بأغاني أم كلثوم...
أختار له الآن قصيدته " نعم أهوى" التي لم تغنيها أم كلثوم بل أداها من أدى " راحلة".. نعم ؛ هو نفسه صاحب الصوت الشجي؛...
بالكاد ابتعدت قليلا عن الشاطئ، تتجه نحو الرصيف الآخر، اتخذت ممر الراجلين للعبور حين اضطر صاحب السيارة أن يتوقف، سيارة خضراء كأوراق شجر الزيتون من نوع _ Mercedes_ تخطو خطواتها السريعة، لكن كان عليها أن تلتفت يمنة ويسرة مع أن التفاتها لا يمنعها من العبور، بل تحسب من خلاله المسافة والسرعة التي...
كانت تستعد للخروج؛ وقد هيأت حالها.. وضعت آخر لمسات أناقتها المحتشمة الوقور... والسعادة تغمرها فقد رأت حبيبها هذا الصباح وعيناها لا تزالان شبه مغمضتين.. اتصل بها صوتا وصورة؛ فسرت قشعريرة حب بجسدها؛ أحست أنها تعانقه وقد جعل ذراعيه لها بابا عن طريقهما يدخلها لتسكن عروقه؛ كانت في أتم نشاطها وهي...
تسمع بداية الموسيقى فتطرب، وتجد أوتار صوتك تحاول أن تداعب نغمات عذوبة العزف والألحان، ليبدأ بعد ذلك صوت يصدح عبر " الميكروفون"، فتعرف أنه "محمد الحياني" المذهل بشاعريته، وآدائه، وبالقفلات الغنائية الصعبة، " وأنت قريبة" ، ثم فجأة يتلاشى الصوت مع ترديد بعض الكلمات، الراحلة في سماع الإبداع والكلمة...