محمد كمال سالم

في مستهلِ شتاءٍ جديد، كادت الشبورة الصباحية أن تنقشعَ وبصيص من ضوءِ الشمسِ الدافئ يتسلل بين الأبنية القديمة. والطريق أصبح مهيئًا للزحام المعتاد كلَ يوم، "وصفاء" في سيارتها تمرُّ من أمام السينما المشهورة المهجورة في حي المنيَل الجميل، تحدِّث نفسها: ما الذي جعلني أسلُك هذا الطريق اليوم ؟وما لبثتْ...
لا أجيدُ الحديثَ، لهذا، وكلت قلمي ينوبُ عنّي في الكلام. وأنا عاشقُ منذُ القِدم، لعينيها للفتاتِها، للحلم الموصول بلقائِها، كل ما أعرفه عنها عنوانها، لهذا كانت رسائلي إليها، موشومةً بآياتِ الشوق، مرهونةً بخيطٍ واهنٍ من الأمل. في كل صباحٍ أزرعُ الطريق بهجةً، أحمل خطابي الأبيضَ، إلي صندوقِ البريد...
قلبي الأخضر الغض أحب، وحبيبتي كانت قريبتي وجارتي. ولدت معي فى نفس العام، وفى نفس العمارة، ونشأنا معاً، أطفالاً نتشاجر ونلعب، وصغاراً نستذكر سوياً ونقتسم الحلوى، وفى شرخ شبابنا اعتدتها، وتبدل الاعتياد لشئ أعمق لم أعرف كنهه، وعرفته يوم همست لى ، (أحبك) مادت بى الأرض يومها ولم تستقر...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى