دلال بدر

في العاشرة من عمري ،شقت عجوز رأسي ونثرت داخله بعض البذور ! ثم مسحت عليه ليعود الى حالته الاولى . كانت العجوز إحدى جداتي من زمن غابر ! في الخامسة عشرة من عمري آلمني رأسي بشدة! ولما سألت امي الطبيب عن السبب رد عليها بثقة : لاشيء يدعو الى القلق يا سيدتي إنها فقط اضطرابات العادة الشهرية...
تناهى الى مسمعي صوت متهدج من البعيد عار لم تخالطة الخديعة ، يتهجى حروف اسمي . صوت قادم من سكون البحر حملته إلي حناجر الريح المبحوحة. ..ضربات المد والجزر كان ايقاعها تندهني ك صوت يتيم. وفي كل مرة يعلو فيها النشيج تنبت زهرة ياسمين على جسدي .ك أمل انتظره وذات مساء خرجت الى الشاطىء. وضعت...
من حجر السماء الواسع تتناثر فوق رؤوسنا ملامح الغائبين . ليس غائبي الجنس البشري وحسب ، وإنما أيضا غائبي الكائنات الأخرى التي تشاركنا أغنيات الهواء والأرض والماء . وربما كانوا أكثر حظ منا فغائبيهم ينبتون من جديد . بل ويتبادلون الأدوار معهم أيضا ! على عكس غائبينا الذين حكم عليهم بفناء أبدي...
الطريق طويل امامك أيها القلب وانت لا تملك الخبرة ! .... عيناك ضريرة وانا أخاف عليك من بطش الطريق ! .... أما عينك الثالثة التي وهبت فمغرر بها.. أنها تميل للحماقة ! .... ويد القدر سوف لن تفوت تعثرك في نفس المكان مرتين !
صوت تفتق من حنجرة الجبل ليتسلل الى مسامع راع كان في البرية يقف على أغنامه . صوت عبث باوتاره ليحكي له شيئا عن تعويذة الخلود..ربما ! .... بعينين غاب عنهما بياضهما إعتلى الراعي ظهر بغلته ومضى الى هناك إلى حيث الصوت - خلف الجبل ! مخلفا وراءه طعامه والاغنام ! ... ولما غاب الراعي ولم...
ليل بارد أطبق على الكون . الفضاء رحيب ملائكة مصطفة تحمل بأيديها قناديل . تترنم لأجل راحة أرواح شريدة أتعبتها الوحدة . أرواح ماتزال ضاجة بأشياء الحياة . وككل تلك الأرواح وقفت روحي شاردة تتسمع في الظلام . لفني إذ ذاك قنديل فرحت أتأمله ثم سافرت في وهجه .. كانت الهذيانات تتقاذفني هنا...
تخترق عزلتي كرصاصة صرخة طفل من مكان ما . طفل بلا ثياب بلا مأوى ! جائع في وطن تمتد حقوله إلى المحيطين . يجثو ألمي على قدميه . ومالحة دموعي تنهمر من بين أصابعي جنب ألمه العظيم ! لقد تنحت الشجاعة من على كتفي في حين كانت العدالة المشبوهة تشرب بقلب بارد دم ذلك الصغير .. !! يقذفني بالسباب...

هذا الملف

نصوص
7
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى